هبوط الأسهم السعودية وواشنطن تتهيأ للسحب من المخزون
١٥ سبتمبر ٢٠١٩انخفض مؤشر الأسهم السعودية بنسبة ثلاثة بالمئة اليوم الأحد (15 أيلول/سبتمبر 2019) بعد الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط بالمملكة في اليوم السابق، ليتوقف أكثر من نصف إنتاجها. وخسائر اليوم تستمر في اتجاه هبوط الأسهم السعودية التي تضررت في الأسابيع الأخير جراء القيم المرتفعة وأسعار النفط المنخفضة والقلق إزاء الآفاق الاقتصادية.
وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة، 3.3 بالمئة بعد أن أعلنت عن نقص في إمدادات القيم بنحو 49 بالمئة عقب الهجوم. وأعلنت شركات بتروكيماويات أخرى، مثل ينبع والوطنية للبتروكيماويات وكيان، انخفاضا كبيرا لإمدادات اللقيم هي الأخرى.
وتأتي الهجمات في توقيت سيء بالنسبة للسعودية التي تحضر لإدراج شركة أرامكو العملاقة في بورصة تداول بالرياض في وقت لاحق هذا العام.
في الوقت نفسه أبلغ مصدر مطلع رويترز، أن عودة طاقة إمدادات النفط السعودية بشكل كامل بعد الهجوم الذي استهدف منشأتين لشركة أرامكو أمس السبت قد تستغرق "أسابيع وليس أياما". وأوقف الهجوم على بقيق وخريص نحو 5.7 مليون برميل يوميا من إنتاج المملكة من النفط ولم يعط المسؤولون السعوديون جدولا زمنيا لعودة الإمدادات بشكل كامل.
وقالت مجموعة استشارات المخاطر أوراسيا في مذكرة إن من المستبعد أن تغيّر الهجمات الخطط الخاصة بالطرح العام الأولي لأرامكو الذي طال انتظاره لكن قد تؤثر على التقييم. وتابعت "الهجوم الأخير على منشآت أرامكو سيكون تأثيره على الاهتمام بأسهم ارامكو محدودا إذ أن المرحلة الأولي من الإدراج ستكون محلية. المكون الدولي للصفقة سيكون أكثر حساسية إزاء المخاطر الجيوسياسية".
وأوردت رويترز نقلا عن مصدرين أن أرامكو كلفت تسعة بنوك كمنسقين عالميين لقيادة الطرح الأولي الذي يُتوقع أن يكون الأكبر في العالم. وتراجع قطاع الطاقة الذي يعد غاية في الأهمية في أكبر مصدّر للنفط في العالم بنسبة 4,7 بالمئة بينما تراجع كل من قطاعي الاتصالات والبنوك بنسبة ثلاثة بالمئة.
وتراجعت بورصات أخرى في الخليج على غرار سوق دبي المالي بنسبة 1,1 بالمئة بينما خسر كل من سوقي أبوظبي وقطر 0,4 بالمئة، فيما تراجعت مؤشرات الأسهم الكويتية بنسبة 0,8 بالمئة. وخسرت البورصة البحرينية 0,9 بالمئة في حين لم يطرأ أي تغيّر على البورصة في سلطنة عمان.
إدارة الرئيس الأمريكي ترامب قالت إنها على استعداد للسحب من المخزون النفطي الاستراتيجي إذا اقتضى الأمر. وتدير وزارة الطاقة الأمريكية الاحتياطي الاستراتيجي النفطي المحفوظ في خزانات تحت الأرض تخضع لحراسة مشددة على سواحل ولايتي تكساس ولويزيانا. ويبلغ الاحتياطي الأمريكي، وهو الأكبر من نوعه في العالم، حوالي 645 مليون برميل من النفط وفقا لما يقوله موقع الوزارة الإلكتروني ويتألف من 395 مليون برميل من الخام الثقيل عالي الكبريت و250 مليون برميل من الخام الأمريكي الخفيف.
تواصل ردود الفعل السياسية
على الجانب السياسي، نفى العراق استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بطائرات مسيرة. وأكد العراق، في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، "التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه".
في الوقت نفسه أدان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الهجوم الذي رأى فيه "تصعيدا خطيرا ينذر بتوسيع رقعة الصراعات في المنطقة".
تركيا أيضا أدانت الهجمات مؤكدة في بيان نقلته وكالة الأناضول، على "أهمية تجنب كل الخطوات الاستفزازية التي من شأنها إلحاق الضرر بالأمن والاستقرار في المنطقة والخليج".
ا.ف/ و.ب (أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)