هل التسمّم بالكحول هو سبب وفاة شادي حبش داخل حبسه؟
٦ مايو ٢٠٢٠أعلنت النيابة العامة المصرية في بيان مساء الثلاثاء (الخامس من مايو/ أيار 2020) أنّ شادي حبش الذي توفي في سجن طرة في جنوب القاهرةليل الجمعة شكا فجر اليوم نفسه من آلام في البطن وقال لطبيب السجن إنّه "شرب خطأً كمية من الكحول ظهيرة اليوم السابق على وفاته، مُدّعياً بعدم علمه قدرها واشتباهه في كون الزجاجة التي كانت معبّأة فيها زجاجة مياه".
وأضاف البيان أنّ طبيب السجن عمد إثر ذلك إلى إعطائه "مطهّراً معوياً ومضاداً للتقلصات وأعاده لمحبسه لاستقرار حالته"، لكن إعياءه استمرّ وما لبث أن أصيب بقيء فحقنه طبيب السجن بمضادّ للقيء ثم بمضاد للتقلّصات.
وأوضح البيان أنّ حبش نقل في المساء إلى عيادة السجن حيث تبيّن للطبيب "اضطراب درجة وعيه وضعف نبضه وضغطه، فأخضعه لإسعافات أولية، وشرع في اتخاذ إجراءات ترحيله الفوري لمستشفى خارجي، وتجهيز سيارة إسعاف لنقله، وإثر سوء حالته أعطاه محاليل وحاول إنعاش قلبه ورئتيه، إلا أنّه لم يستجب وتوفي".
ونقل البيان عن رفقاء لحبش في الزنزانة قولهم إنّ المتوفّي تسمّم من جرّاء تناوله مطهّر اليدين الذي يستخدمه السجناء للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ. وبحسب البيان فقد "أمر النائب العام باستكمال التحقيقات، ونَدْب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح جثمان المتوفى لبيان السبب المباشر الذي أدى إلى وفاته".
وأثار نبأ وفاة الشاب البالغ من العمر 24 غضبا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي بمصر، كما ألقت هذه القضية مجددا الضوء على وضعية سجناء الرأي في مصر. ودعت منظمات حقوقية بفتح تحقيق عاجل حول ملابسات وفاته في ظل شكوك بأن المخرج توفي نتيجة للإهمال الطبّي.
فرنسا، أعربت من جهتها أول أمس الاثنين عن "قلقها" عقب إعلان وفاة حبش، ودعت القاهرة إلى احترام "التزاماتها" الدولية حول ظروف الاحتجاز. وتنتقد منظمات حقوقيّة باستمرار ظروف الاحتجاز في السجون المصرية. ومنذ بداية آذار/مارس، علّقت السلطات المصرية الزيارات للمساجين، ما فاقم عزلتهم.
وتقدّر منظمات غير حكومية عدد السجناء السياسيين في مصر بـ60 ألف من أصل حوالى 100 ألف سجين، وبينهم معارضون إسلاميون وليبراليون تعرضوا إلى حملة قمع عقب إطاحة الجيش عام 2013 بالرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي.
ع.ش/ و.ب (أ ف ب، د ب أ)