هل يتراجع فيليب لام وبير مرتيساكر عن الاعتزال دوليا؟

قرار من شأنه أن يثير ضجة كبيرة، إذ نادرا ما يتراجع اللاعبون عن قرارهم باعتزال اللعب من المنتخب الوطني لبلادهم. لكن يبدو أن الأمر مختلف بالنسبة لبطلي العالم فيليب لام وبير مرتيساكر، لاعبي المنتخب الألماني السابقين. فوفقا لموقع صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار، فإن نجمي الدفاع الألمانيين يفكران وبشكل جدي في العودة إلى اللعب ضمن صفوف المنتخب الألماني. لكن السؤال هنا هو: ما هي البوابة التي ستسمح لهما بارتداء قمصان المنتخب الألماني ثانية بعد اعتزالهما؟

تراجع عن الاعتزال أم مصالحة للجماهير؟

ربما يكون قرار لام ومرتيساكر بالعودة إلى المنتخب الألماني ليس تراجعا عن اعتزالهما الدولي تماما، فهما يرغبان فقط في المشاركة في منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية التي تقام عام 2016 في ريو دي جانيرو البرازيلية، وهي نفس المدينة التي تم فيها تتويجهما مع منتخب ألمانيا كأبطال للعالم في مونديال البرازيل 2014، بعد الفوز على الأرجنتين بهدف نظيف.

وبعد حصول لام وزميله مرتيساكر على لقب البطولة، أعلن قائد المانشافات آنذاك فيليب لام وبشكل مفاجئ اعتزاله اللعب دوليا، وجاء قراره صادما بالنسبة لمعجبيه؛ لكنه برر ذلك بالقول: "لقد حان الوقت، أنا فخور لأن اعتزالي دوليا ترافق مع إحرازنا لكأس العالم في البرازيل. شكرا لتلك الذكريات".

وحتى تاريخ اعتزاله كان فيلب لام واحدا من الركائز الأساسية للمنتخب منذ أن بدأ مسيرته معه عام 2004، وحمل شارة قيادة المنتخب منذ 2010 حتى اعتزاله دوليا، ووصفه مدرب المنتخب يوآخيم لوف بـ "لاعب من الطراز العالمي".

ويعد فيليب لام نموذجا من اللاعبين الذين قدموا الكثير لمنتخبهم، وهو معروف بخفته وقدرته على اللعب في عدة مراكز. وشارك في 113 مباراة مع المنتخب الألماني وأحرز 5 أهداف، ويعرف متابعو الشؤون الكروية أن هدفه الدولي الأول كان في المباراة الافتتاحية لمونديال 2006 في ألمانيا. آنذاك نجح لام في الحصول على المركز الثالث مع ألمانيا، وحصل على المركز ذاته في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا. وفي عام 2008 نال الوصافة في بطولة كأس الأمم الأوروبية. ليتوج إنجازاته مع المانشافت في عام 2014 بحصوله على لقب البطولة.

حلم العودة مرهون بنتائج منتخب الشباب

وأصابت عدوى الاعتزال دوليا المدافع بير مرتيساكر، الذي أعلن اعتزاله بعد فيليب لام، وكذلك ميروسلاف كلوزة ، الهداف التاريخي لكأس العالم. وبرر مرتيساكر قراره بالاعتزال قائلا: "بعد مشاركة دامت عشر سنوات، لم يعد لدي ما أقدمه للمنتخب". وكان مرتيساكر قد ارتدى قميص المنتخب الألماني لأول مرة عام 2004، وخاض معه 104 مباريات سجل خلالها 4 أهداف.

ومن المعروف أن منافسات كرة القدم الأولمبية يشارك فيها منتخب الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم سن الـ21 عاما. لكن عمر فيليب لام الآن 31 عاما، بينما عمر بير مرتيساكر 30 عاما، ما يعني أنهما تجاوزا هذا السن منذ زمن بعيد. لكن وبحسب قوانين المشاركة في المنافسات الأولمبية لكرة القدم، يمكن لثلاثة لاعبين فوق سن الـ21 المشاركة في المنافسات، وهو ما يرغب لام، قائد بايرن ميونيخ، ومرتيساكر نجم أرسنال بالاستفادة منه. وقد لاقى ذلك ترحيبا كبيرا من قبل مدرب منتخب الشباب هورست روبيش.

لكن ذلك لا يعني أن حلم ثنائي الدفاع المخضرم باللعب ثانية ضمن صفوف المنتخب الألماني مؤكد. فحتى الآن لم يتأهل المنتخب الألماني للشباب للمشاركة في المنافسات الأولمبية، ومشاركته مرهونة بنتائجه في بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في التشيك. إذ يتوجب عليه تخطى دور المجموعات على الأقل ليتمكن من التأهل إلى منافسات كرة القدم الأولمبية في العام المقبل. والمنتخب الألماني يلعب ضمن المجموعة الثانية الصعبة، وتمكن حتى الآن من التعادل مع صربيا بهدف واحد لكل منهما، وسيخوض مباراته الثانية مساء السبت (20 حزيران /يونيو) أمام الدانمرك.