آلاف السوريين يطالبون برحيل النظام وأنباء عن مصرع العشرات
٦ أبريل ٢٠١٢خرج عشرات الآلاف في تظاهرات معارضة في مناطق سورية عدة في ما أطلق عليه ناشطون اسم "جمعة من جهز غازيا فقد غزا" للمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر, بحسب ما أفاد ناشطون ومقاطع بثت على الانترنت. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المشاركين في تظاهرات اليوم ب"عشرات الآلاف رغم العمليات العسكرية المستمرة في مختلف مناطق البلاد". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس "خرجت تظاهرات من درعا في الجنوب مرورا بدمشق وحلب ووصولا إلى القامشلي ودير الزور في الشمال, لكن الأعداد تتفاوت من منطقة إلى أخرى بحسب الانتشار الأمني والعمليات العسكرية".
في دمشق، خرجت تظاهرات في أحياء قدسيا والميدان والعسالي والقدم والمزة رغم الانتشار الأمني الكثيف, نادت بإسقاط النظام وتسليح الجيش الحر، بحسب ما أفاد عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي, الذي أشار إلى مهاجمة قوات الأمن للمتظاهرين وتنفيذ حملة اعتقالات.ورفع المتظاهرون في حي القابون لافتات كتب عليها "الساحات العامة ستشهد الملايين عند سحب الحواجز".
وفي ريف دمشق رفع متظاهرون في الزبداني لافتات كتب عليها "كلما صعدت درجات القمع أكثر كلما كان سقوطك مدويا", و"لن يطبق النظام خطة أنان لأنها ستكون نهايته".وفي حلب (شمال) أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي بخروج 32 تظاهرة, في أحياء المدينة لاسيما أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والمرجة ومساكن هانو وبستان القصر والسكري والميسر والصاخور والشعار.
وقال الحلبي في اتصال مع فرانس برس إن "أعداد المتظاهرين تتراوح بين المئات والآلاف بحسب المناطق", مشيرا إلى أن "التظاهرة الأكبر حتى اليوم سجلت في حي القصور ويشارك فيها الآلاف".وطغت على التظاهرات الشعارات والهتافات المتضامنة مع مناطق ريف حلب التي بدأت فيها أمس عملية عسكرية واسعة النطاق للقوات السورية النظامية.
اشتباكات مع مقاتلي المعارضة
وقد اشتبكت قوات سورية تدعمها الدبابات مع مقاتلي المعارضة قبل أربعة أيام فقط من موعد انسحاب القوات كما وافق الرئيس بشار الأسد على ذلك في إطار خطة وضعها المبعوث الدولي كوفي أنان لوقف إراقة الدماء منذ عام.واندلعت أعمال العنف بعد يوم من اعلان الامين العام للأمم المتحدة بان جي مون ان الصراع في سوريا يتفاقم وانه لا يوجد أي مؤشر على تراجع الهجمات على المناطق المدنية، رغم تأكيدات دمشق انها بدأت سحب قواتها وفقا لخطة السلام.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان إن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من العمل لوقف كل أشكال العنف بحلول يوم 12 ابريل نيسان الجاري والذي سيسبقه بيومين سحب للأسلحة الثقيلة وقوات الجيش من المدن. وقال أنان أمس ان على الجيش السوري والمنشقين أن يوقفوا كل أعمال العنف بحلول الساعة السادسة من صباح يوم 12 من ابريل بتوقيت سوريا. لكن نشطين تحدثوا عن إطلاق دبابات سورية النار على ثلاث مناطق على الأقل اليوم الجمعة هي بلدة دوما القريبة من العاصمة دمشق ومدينة حمص المضطربة والرستن إلى الشمال من حمص.
وقال ناشط إن "الدبابات دخلت دوما الليلة الماضية ثم غادرت. واليوم في السابعة صباحا عادت من جديد حيث تتعرض دوما للقصف منذ الصباح. لسنا متأكدين من سقوط قتلى لكن القصف لم يتوقف."وأضاف "على الاقل دخلت دوما خمس دبابات وعشر حافلات محملة برجال الامن والشبيحة (الموالين للاسد)."وفي الرستن قال ناشط إن „الدبابات بدأت تتقدم في الصباح ثم خرج مقاتلون من الجيش الحر (المعارض) وتصدوا لها"
عشرات القتلى
وتفيد الأنباء الواردة أنه قتل في سوريا الجمعة 29 شخصا بينهم 16 مدنيا وتسعة عسكريين واربعة منشقين في قصف للقوات النظامية وخلال اشتباكات مع منشقين, كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة. وفي مدينة حمص (وسط), قتل عشرة مواطنين بينهم اربعة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة وذلك اثر القصف وإطلاق النار الذي تعرضت له عدة أحياء في المدينة.
وفي ريف حمص, قتل جندي من القوات النظامية وانشق آخرون بعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة في بلدة مهين. كما جرح عشرات الاشخاص اثر اطلاق القوات النظامية النار في مدينة الحولة. وفي ريف دمشق, قتلت سيدة في منزلها في اطلاق نار عشوائي للقوات النظامية في مدينة دوما. وفي مدينة الضمير في ريف دمشق, قتل جندي في اشتباكات عنيفة مع منشقين اثناء اقتحام القوات النظامية المدينة. وقتل ثلاثة جنود نظاميين في الاشتباكات التي وقعت ليلا في سقبا ومحيط عربين وبساتين الغوطة الشرقية. وفي محافظة ادلب (شمال غرب) عثر على جثمان رجل في مدينة خان شيخون كانت القوات النظامية اعتقلته بعد منتصف الليل. وفي ريف حلب (شمال) قتل سبعة مواطنين من بينهم سيدة كما قتل اربعة جنود نظاميين في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في عندان وحريتان. وفي محافظة حماة (وسط) قتل رجل في بلدة حلفايا في ريف حماة اثر إطلاق نار عشوائي من القوات النظامية.
ويصعب التحقق من التقارير عن أعمال العنف هذه لأن الحكومة السورية تفرض قيودا على حرية دخول الصحفيين المستقلين.
(هـ.إ./ا.ف.ب/رويترز)
مراجعة: عبدالحي العلمي