أصوات عربية: أزمة الهجرة تكاد تقسم العالم وليس ألمانيا فقط
٢ يوليو ٢٠١٨شيفرات التركيبة السياسية في ألمانيا باتت اليوم أقل تعقيداً من ذي قبل، وكثير من الأسماء البارزة في المشهد السياسي الألماني أصبحت معروفة، بل ومألوفة أيضاً لدى القارئ العربي. هذه الألفة ساهم فيها المخاض العسير لتشكيل الحكومة الألمانية الأخيرة وبحث ميركل عن الحلفاء، وأيضاً ما تواجهه من ملفات وتحديات، بات أكثر من بلد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أطرافاً فيها.
ضجيج الخلاف بين الحلفاء داخل الحكومة الألمانية وصل إلى الصحف العربية التي غطت الموضوع وعلقت عليه بكثافة تبين الاهتمام العربي المتزايد بهذا الأوروبي الذي بات قبلة لمئات الآلاف من اللاجئين القادمين من دول عربية.
"أوروبا بحاجة إلى عقل كعقل شارل ديغول"
من على منصة الصحيفة الالكترونية "رأي اليوم" يقدم الكاتب بسام أبو شريف نصيحة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لحل أزمة الهجرة المتصاعدة. وكان طرح أبو شريف قائماً على تحميل أوروبا وزر أزمة الهجرة إليها، واعتبار أن سبب الهجرة هو "النهب الذي يتم من هذه الدول الاوروبية للعالم الثالث"، وهو أمر يصل الى حد الجريمة البشعة، حسب قوله.
أبو شريف اتهم الدول الأوروبية "بتعيين الرؤساء والوزراء (وجعلهم) يعتمدون على الوجود العسكري والتدخل العسكري الاوروبي بشكل سافر"، لكن الكاتب لم يذكر مثالاً واحداً لدعم هذه الاتهامات، ليخلص في نهاية مقاله إلى نتيجة مفادها أن أوروبا اليوم "بحاجة الى عقل كعقل شارل ديغول".
غموض استقلالية المسيحي الاجتماعي
إطلالة أخرى على النزاع داخل الحكومة الألمانية جاء في صحيفة "الحياة" السعودية، حيث عنون الكاتب جهاد الخازن "ميركل تواجه صعوبات في بلدها"، في إشارة إلى الضغوط التي تتعرض لها المستشارة الألمانية نتيجة الخلاف الحاد حول سياسة الهجرة بين شقي التحالف المسيحي.
يدافع الخازن عن المستشارة ميركل أمام النهاية السياسة التي قال إن مجلة دير شبيغل توقعتها لميركل، ويكتب: "المهم الآن أن «در شبيغل» تعتقد أن الخلاف بين «الحزب الديموقراطي المسيحي» وفرعه في بافاريا غير قابل للحل. ويبدو أن المجلة لا تريد حل الخلاف مع أن قادة الفريقين اختلفوا في السابق وحلوا خلافاتهم."
ولم ينتبه الخازن إلى أن الحزب المسيحي الاجتماعي ليس فرعاً من فروع الحزب المسيحي الديمقراطي وإنما حزب مستقل تماماً موجود في ولاية بافاريا، وهو يعتبر منذ نحو سبعين عاماً الحليف التقليدي والشقيق السياسي للمسيحي الديمقراطي الذي ترأسه ميركل.
"وصمة عار على جبين العالم"
في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية وضعت الكاتبة والشاعرة التونسية د. آمال موسى يدها على الجرح، وعنونت "المهاجرون قضية تنغص العالم"، وإن لم تشر موسى مباشرة إلى الخلاف الدائر في أروقة الحكومة الألمانية اليوم، فإنها أشارت إلى القضية الأساسية التي تكاد تقسم أوروبا وليس فقط ألمانيا، وهي قضية الهجرة غير الشرعية.
موسى تذكر في تعليقها أن المسألة الأساسية في الجدل حول قضية الهجرة السرية لا تطرح للنقاش، وهي - بحسب موسى - انسداد أفق وسبل الهجرة النظامية إلى أوروبا، والتي تدفع الشباب إلى سلوك الهجرة السرية حسب المقال.
وتضيف آمال موسي "حتى النخب في بلدان المغرب العربي وأفريقيا، ونقصد منهم الكوادر الجامعية والطبية وغير ذلك، تتحصل على تأشيرة للسياحة أو للحضور في تظاهرة علمية بشق الأنفس". وتخلص موسى في النهاية إلى أن "ظاهرة الانغلاق الأوروبي وصمت العالم في زمن التبجح بحقوق الإنسان بموت الآلاف غرقاً، يمثلان وصمة عار على جبين العالم".
ميسون ملحم