ألمانيا .. مصارعون مسلمون يرفضون مصافحة الحكمة
٧ يناير ٢٠١٩عبر حوالي تسعة من أصل عشرة ألمان (أي 87 في المئة) ممن شملهم استطلاع للرأي عن عدم تفهمهم لرفض الرجال مصافحة النساء باليد في ألمانيا لأّسباب دينية. وعبر واحد من كل عشرة فقط عن تفهمه لذلك، نقلا عن صحيفة "بيلد أم زونتاغ".
جاء ذلك على خلفية رفض ثلاثة مصارعين مسلمين مصافحة الحكمة التي ستدير نزالهم لتفادي لمس يديها بدعوى أن "مصافحة المسلم لامرأة غريبة عنه يعتبر حراما"، في المنازلة التي جرت بتاريخ 21 ديسمبر/ كانون الأول 2018، قرب مدينة أشافنبورغ (ولاية هيسن). وكرد فعل على سلوك المصارعين الثلاثة قامت الحكمة باقصائهم واستبعادهم من النزال، نقلاً عن موقع صحيفة "بيلد".
وفي معرض جواب له عن سؤال لصحيفة "بيلد أم زونتاغ"، برر أحد المصارعين الثلاثة ـ وهو من أصول بلغارية ـ رفضه مصافحة الحكمة بالقول: "تشاجرت مع زوجتي وأردت أن أُظهر لها أن عيني لا تذهب لغيرها. وكانت سعيدة بذلك". لكن المصارع البلغاري لم يجب على سؤال الصحيفة ما إذا كان سيكرر نفس التصرف في المستقبل، أم لا!.
وانتقد رئيس اتحاد المصارعة في ولاية هيسن تصرف المصارعين المسلمين الثلاثة. وقال إن سلوكهم سيضر بصورة الملاكمة، كما ورد في موقع المجلة الأسبوعية لوكالة الأنباء الكاثوليكية الألمانية "ايديا سبيكتوم".
وتجاوزت هذه الواقعة حلبة المصارعة حيث دخل السياسيون على الخط. وقالت وزيرة الاندماج في ولاية شمال الراين – وستفاليا إن "الرياضة لديها قواعد واضحة ينبغي على الكل أن يلتزم بها". وأضافت الوزيرة: "إذا لم يرغبوا في القيام ببعض الأمور لأسباب دينية فما عليهم سوى ترك الحلبة". وبدوره قال أيمن مزيك، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، بأنه "لا توجد أسباب دينية مقنعة لرفض المصافحة"، يضيف موقع مجلة "ايديا سبيكتوم".
كما أن بعض المسيحيين الأرثوذوكس وبعض اليهود يرفضون أيضا المصافحة، كما تقول الرئيسة السابقة لمجلس إدارة جمعية النساء الكاثوليكيات بمدينة هانوفر. وأشارت إلى أن أسقفاً أرثوذوكسياً روسياً في ألمانيا رفض مصافحتها لأنه "اعتبر اختياري في منصب الأسقفية إهانة لذلك المنصب". وأضافت أن بعض المسلمين واليهود رفضوا أيضا مد يدهم للسلام عليها لأسباب دينية.
وفي العاصمة الألمانية برلين رفض إمام قبل ثلاث سنوات مصافحة معلمة ابنه في المدرسة، وقام بدلا من ذلك بتحيتها من خلال وضع يده على صدره. لكن المعلمة أصرت وطالبت عدة مرات المصافحة باليد، وهو ما اعتبره الإمام إساءة لعقيدته، ليرفع دعوى قضائية ضدها.
وتتباين الآراء بين من يعتبر رفض المصافحة لأسباب دينية إساءة للمرأة وخطرا على الحوار الثقافي والاندماج، ومن يعتبره حرية دينية وشخصية.
ع.ع