ألمانيا ستعمل على فرض مزيد من العزلة على نظام الأسد
٣١ أغسطس ٢٠١٢وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله خلال زيارته إلى هونغ كونغ الجمعة (31 أغسطس/ آب) إن بلاده ستبذل الجهد خلال ترأسها لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل لزيادة عزلة سوريا. وقال وزير الخارجية الألماني إن "عزلة متزايدة للنظام السوري" ظهرت أيضا خلال مؤتمر دول عدم الانحياز في إيران.ورحب الوزير الألماني، طبقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية، "بوجه خاص لكون الرئيس محمد مرسي تحدث في طهران بكلمات واضحة في اتجاه الأسد". وُيذكر أن الرئيس المصري مرسي حث خلال الكلمة التي ألقاها الخميس أمام مندوبي الدول المشاركة في مؤتمر حركة عدم الانحياز في طهران على ضرورة تقديم الدعم للقوى المعارضة لنظام الأسد في سوريا.
وتتولى ألمانيا ابتداء من السبت 1 سبتمبر/ أيلول ولمدة شهر واحد رئاسة مجلس الأمن الدولي، وهي أيضا حتى نهاية السنة الجارية واحدة من بين الدول العشر الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن بنيويورك.
بان كي مون: الأسد يجب أن يكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة
من جانب آخر صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال لقاء الجمعة مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن الحكومة السورية يجب أن تكف عن استخدم أسلحة ثقيلة بعد اليوم. وقال بان في مؤتمر صحافي "ذكرت بأنه على جميع الأطراف وقف كل شكل من أشكال العنف والجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق الحكومة السورية التي عليها الكف عن استخدام أسلحة ثقيلة".
والتقى بان الحلقي ووزير الخارجية االسوري وليد المعلم على هامش قمة عدم الانحياز في طهران. وأكد بان كي مون انه "على كل الأطراف التي تمد أو يمكن أن تمد الطرفين بالأسلحة وقف ذلك فورا". وتابع انه "دعا إيران أيضا إلى العمل من اجل السلام والأمن في سوريا".
اللاجئون السوريون بحاجة إلى مناطق آمنة
من جانبه قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن بلاده تعتزم إرسال مساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا حتى تستطيع هذه "المناطق المحررة" إدارة شؤونها بنفسها وتوقف تدفق اللاجئين.
وأضاف أن فرنسا وتركيا حددتا مناطق في الشمال والجنوب خرجت عن سيطرة الرئيس بشار الأسد مما يوفر فرصة للمجتمعات المحلية لتحكم نفسها بنفسها دون أن تشعر بالحاجة للفرار إلى دول مجاورة. وقال فابيوس عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك الخميس "ربما يجد سوريون يريدون الفرار من النظام في تلك المناطق المحررة ملاذا يجعل بدوره عبورهم الحدود سواء إلى تركيا أو لبنان أو الأردن أو العراق أقل ضرورة." غير أن المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا يواجهون غارات جوية متكررة من قوات الأسد. وسيتطلب توفير حماية موثوقة للمناطق "المحررة" إقامة مناطق حظر جوي تقوم طائرات أجنبية بدوريات فيها، لكن ليست هناك فرصة ليصدر مجلس الأمن الدولي تفويضا بهذا نظرا للمعارضة التي تبديها روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو). كما قالت القوى الغربية إنها لن تمد مقاتلي المعارضة المزودين بأسلحة خفيفة بالسلاح.
وقالت منظمات إنسانية إن ما يصل إلى 300 ألف سوري فروا من البلاد، في حين نزح كثيرون داخل سوريا. وتستضيف تركيا التي دعت إلى إنشاء مناطق عازلة أكثر من 80 ألف لاجئ سوري حاليا، وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن العدد النهائي يمكن أن يصل إلى 200 ألف.
وضع السوريين يزداد سوءا
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة إن الظروف المعيشية للمدنيين آخذة في التدهور بشكل كبير، إذ يسقط عشرات القتلى يوميا في القتال ويصبح الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى أكثر صعوبة.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن إن الوكالة المستقلة التي لا يستطيع موظفوها في سوريا البالغ عددهم 50 موظفا العمل خارج العاصمة دمشق لغياب الأمن لم تتمكن من إرسال قوافل تحمل الإمدادات على مدى الأسبوعين المنصرمين. وتابع في بيان "الوضع في كثير من المناطق في سوريا يتجه في الوقت الحالي نحو تدهور لا رجعة فيه. مساعدة المحتاجين الذين تتزايد أعدادهم بسرعة أولوية قصوى." وأضاف أن عشرات الآلاف نزحوا في الأسابيع القليلة الماضية، وغالبيتهم يعتمد بشكل كامل على المساعدات.
وفيما يخص بعض التطورات الميدانية البارزة أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حيي "الاذاعة" و"العامرية" بمحافظة حلب شمالي البلاد تعرضا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ظهر اليوم الجمعة. وذكر المرصد في بيان أن "القصف أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل".
وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن بلدات حمورية وعربين ودير العصافير والغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط قتلى وجرحى في حمورية، وتدمير عدد من المنازل. وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حرستا، كما خرجت مظاهرات الجمعة في مدن وبلدات حرستا ودوما ويبرود وقارة وعدة مناطق أخرى. وتعرضت مناطق الحانونو وبستان القصر وصلاح الدين للقصف بعد ساعات من هجوم للمعارضة على مقر أمني في ضاحية الزهراء في حلب.
وذكر أبو عمر، القائد بالجيش السوري الحر من حلب لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، أن قوات الأسد اعتمدت على شن هجمات جوية ضد معاقل المعارضة بالمروحيات والطائرات، ولذا قررت قوات المعارضة شن عملية عسكرية جديدة تحمل اسم "بركان الشمال لتدمير كل الطائرات التي تهاجمنا وشعبنا". وقال إن الثوار في حلب سيطروا على مساحات جديدة من الأراضي منذ أمس الخميس وإن جنود الحكومة تراجعوا من منطقة بالقرب من صلاح الدين.
م أ م/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، رويترز)