أنصار مرسي يدعون لمسيرات جديدة والأمن يستعد لـتفرقتهم "تدريجيا"
١٢ أغسطس ٢٠١٣دعا أنصار الرئيس المصري الإسلامي المعزول محمد مرسي في وقت متأخر من ليل الأحد (11 أغسطس/ آب 2013) إلى مواصلة التحركات الاحتجاجية وتنظيم مسيرات جديدة للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه. وهي خطوة اعتبرت أنها تقضي على آخر الجهود لتحقيق مصالحة تجنب حدوث صدام.
في غضون ذلك، أفادت تقارير صحفية متطابقة أن قوات الأمن المصرية تعتزم فض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول مرسي "تدريجيا" و"في غضون بضعة أيام"، وذلك بعد إطلاق "إنذارات عدة" للمعتصمين الذي يحتلون إشارة رابعة العدوية بميدان نصر (شمال شرق القاهرة)، وميدان النهضة في الجيزة (جنوب القاهرة)، إضافة إلى تظاهرات منتظمة في العديد من أنحاء البلاد، حسبما أفاد مسؤول أمني لوكالتي رويترز وفرانس برس.
وقام مؤيدو مرسي باحتلال المكانين دفاعا عما أسموه ب"الشرعية الدستورية"، مطالبين بعودة الرئيس الإسلامي الذي قام الجيش بعزله في الثالث من تموز/ يوليو الماضي. ويؤكد هؤلاء أنهم لن يفضوا اعتصامهم الذي جمعوا فيه عددا كبيرا من النساء والأطفال إلا بتحقيق كافة مطالبهم، رغم تحذيرات الحكومة الانتقالية المتكررة من طردهم بالقوة بعد انتهاء إجازة عيد الفطر يوم الأحد.
توتر واحتقان
وقال مسؤول كبير في الشرطة وضابط ملحق بوزارة الداخلية، رفضا كشف هويتهما لوكالة فرانس برس للأنباء، أمس الأحد إن قوات الأمن ستعمد في البداية إلى "تطويق" الميدانين حتى تفسح المجال لمن يرغب في المغادرة وللحيلولة دون دخول أحد"، لكن من دون تحديد موعد بدء العملية. وقال الضابط الملحق بوزارة الداخلية "ستكون هناك مجموعة من التحركات التدريجية التي سنعلنها تباعا".
وردا على التهديدات الحكومية بفض الاعتصامات، أكد القيادي في جماعة الإخوان فريد إسماعيل أن "الشعب المصري مستمر في ثورته" إلى أن يعود الرئيس المنتخب ديموقراطيا إلى منصبه. ودعا إسماعيل خلال مؤتمر صحافي في ميدان رابعة العدوية كافة المصريين إلى "احتلال كل ميادين" البلاد.
وفي مؤشر إلى تصاعد التوتر وتوقعات باقتراب موعد تدخل الشرطة، أثار انقطاع للتيار الكهربائي ليل السبت الأحد موجة هلع على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التي أعلن بعضها بداية الهجوم.
وفي ساحة رابعة العدوية، قال المنظمون لفرانس برس إنهم أرسلوا على الفور إلى حواجز الآجر وأكياس الرمل، الرجال المكلفين بحفظ أمن المتظاهرين، وهم رجال يرتدون سترات برتقالية ويعتمرون قبعات خاصة ومزودون بعصي، "ليروا ماذا يحدث"، فوجدوا أنه "إنذار كاذب".
الأزهر يبحث مبادرة جديدة
وبعد فشل الوفود الدولية التي زارت القاهرة الأسبوع الماضي بحثا عن سبل إيجاد حلول للأزمة، كثّف الأزهر يوم السبت الماضي من اتصالاته مع مختلف الأطراف، في محاولة منه لتحقيق المصالحة الوطنية.
وذكرت صحيفة الأهرام الحكومية إن "مشيخة الأزهر ستبدأ يوم (الاثنين) إجراء سلسلة اتصالات ومشاورات مكثفة مع عدد من أصحاب مبادرات المصالحة الوطنية تمهيدا لعقد اجتماع موسع برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للخروج من المأزق السياسي الراهن". ونقلت الصحيفة عن محمود العزب مستشار شيخ الأزهر قوله إن "الأزهر بدأ في دراسة جميع مبادرات المصالحة التي تقدمت بها رموز سياسية وفكرية مصرية خلال الأسابيع الماضية لدراسة ما ورد بها من أفكار ومقترحات لإنهاء الأزمة والوصول إلى صيغة توافقية يرتضيها جميع المصريين".
غير أن احتمال قبول الإخوان المسلمين بأية مبادرة ضئيل جدا، نظرا لرفض سابق لقيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية أي حوارات أو مبادرات برعاية الأزهر، مبررة ذلك بأنه كان أحد الأطراف التي اعترفت بما وصفته ب"الانقلاب العسكري".
و.ب/ش.ع (ا.ف.ب؛ رويترز)