إجماع أوروبي على تبني سياسة بيئية مشتركة

اتفق رؤساء حكومات ودول الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة في بروكسل على خطة أوروبية بيئية جديدة تلزم دولهم بمجموعة من الأهداف الطموحة، على حد قول المراقبين. فقد وافق الزعماء الأوروبيون في اليوم الثاني من القمة المنعقدة في العاصمة البلجيكية على تخفيض نسبة انبعاثات الغازات السامة وكذلك على زيادة استخدام الطاقات المتجددة. ووفقا لمسودة القرار، فإن الدول الأوروبية ستعمل لغاية عام 2020 على خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 25 بالمائة مقارنة مع عام 1990 وعلى أن تبلغ نسبة استخدام الطاقات المتجددة 20 بالمائة. ووفقا لآراء المراقبين، فإن مسودة القرار التي قدمتها ألمانيا بصفتها الرئيسة الحالية للبرلمان الأوروبي حاولت إيجاد قواسم مشتركة بين مؤيدي استخدام الطاقات المتجددة على حساب الطاقة النووية من جهة وبين المعارضين لتبني السياسة البيئية الجديدة من جهة أخرى.

ميركل تعتبر الاتفاق الجديد "نقلة نوعية"

من جانبها، تحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن نقلة نوعية في السياسة البيئية الأوروبية. وقالت المستشارة في مستهل اليوم الثاني من القمة الأوروبية إن الزعماء الأوروبيين "حضّروا مسودة قرار تعني حدوث تحول جذري في سياسة أوروبا البيئية." وأضافت المسئولة الألمانية، التي تترأس بلادها البرلمان الأوروبي، أنها تأمل في حصول المسودة على موافقة الزعماء المجتمعين وأن هذه المسودة "تُكسب الموضوع البيئي جودة جديدة." وكانت ميركل قد أعلنت أن قادة دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا في قمتهم على خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2020 في مسعى طموح للعب دور ريادي في العالم في هذا المجال.

وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول من أعمال القمة، التي تستمر يومين، أن هناك حاجة لمزيد من النقاش بشأن تحديد أهداف لمصادر الطاقة المتجددة والوقود الحيوي. إلا أنها عبرت عن أملها في التوصل إلى اتفاق على أهداف ملزمة اليوم الجمعة. وقالت ميركل، التي تتولى بلادها الآن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي: "نجتهد للوصول إلى توليد 20 في المائة من مصادر الطاقة المتجددة كمتوسط أوروبي. مازال يحدوني الأمل في التوصل لاتفاق على هدف ملزم."

دور ريادي للإتحاد الأوروبي في مواجهة الاحتباس الحراري

وكانت ميركل، التي ترأس المباحثات باعتبارها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، قالت إنها ترغب في التوصل إلى إجراء للاتحاد الأوروبي يكون طموحا في مواجهة مشكلة التغير المناخي ويكون نموذجا للدول الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة. وفضلا عن ذلك عبرت المستشارة الألمانية أمام الصحفيين في بروكسل عشية القمة عن رؤيتها قائلة: "هذا كفاح عالمي وإننا جميعا نحتاج إلي المساهمة فيه. لكنني أعتقد أنه كلما استطعنا أن نقدم مثالا جيدا كلما استطعنا أن نقنع الآخرين ونشركهم في هذا النضال." وعلاوة على ذلك ترغب ميركل أيضا من زعماء الاتحاد الأوروبي إقامة سوق مشتركة متكاملة في مجال الطاقة بما في ذلك إجراءات لحماية إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي.