إدانة دولية لاقتحام السفارة البريطانية وبرلين تستدعي السفير الايراني للاحتجاج
٢٩ نوفمبر ٢٠١١استدعى وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم الثلاثاء (29 تشرين الثاني/نوفمبر2011) السفير الإيراني في برلين للاحتجاج على اقتحام متظاهرين لمقر السفارة البريطانية في العاصمة الإيرانية طهران. وقال فيسترفيله اليوم في برلين بعد لقاء مع نظيره اليوناني ستافروس ديماس إن هذا الاقتحام "مناقض للقانون الدولي وغير مقبول بأي حال" مشيرا إلى أن إيران "ملزمة بحماية المؤسسات الدبلوماسية الأجنبية". وأضاف الوزير الألماني أنه سيعرب "بكل وضوح" للسفير الإيراني في برلين عن استيائه من هذا الحدث.
وكان طلاب إيرانيون اشتبكوا مع الشرطة اليوم الثلاثاء (29 تشرين الثاني/نوفمبر 2011) خارج مقر السفارة البريطانية في طهران بعد أن اقتحم عدد من المحتجين السفارة وأزالوا العلم البريطاني. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الشرطة تستخدم القوة لتفريق المحتجين. وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن وزارة الداخلية أمرت شرطة مكافحة الشغب بإخلاء ما يتراوح بين 10 و20 طالبا اقتحموا مبنى السفارة.
وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن الشرطة الإيرانية حررت ستة من موظفي مجمع السفارة البريطانية في شمال طهران بعدما احتجزهم طلاب متشددون في وقت سابق اليوم. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الشرطة قد اعتقلت أحدا من المحتجين أو ما إذا كان الطلاب لا يزالون بداخل السفارة. وامتلأت المنطقة أمام السفارة بوثائق ممزقة وصور لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أخذها المحتجون على ما يبدو من السفارة.
إدانات دولية
وقد أعرب مجلس الأمن الدولي الثلاثاء عن تنديده "بأشد العبارات" الهجوم على السفارة البريطانية في طهران التي احتلها متظاهرون وخربوا مقار تابعة لها. وجاء في إعلان للأعضاء ال 15 في مجلس الأمن "أن أعضاء مجلس الأمن ذكروا ب(مبدأ) عدم التعدي على المقار الدبلوماسية والقنصلية وواجب الحكومات المضيفة (..) في اتخاذ كافة الإجراءات الملائمة لحمايتها".
ومن جانبها أدانت الحكومة البريطانية بشدة اقتحام متظاهرين لمقر سفارتها في العاصمة الإيرانية طهران. وأعربت الخارجية البريطانية في بيان نشر عن شعور الحكومة بالانزعاج حيال هذا الحدث واصفة إياه بأنه "غير مقبول على الإطلاق، ونحن ندين ذلك". وتابعت الخارجية البريطانية القول أن :"القانون الدولي يلزم الحكومة الإيرانية بشكل واضح بحماية السفارات والدبلوماسيين لديها، ونحن ننتظر أن تتحرك الحكومة الإيرانية بأسرع ما يمكن بالشكل الذي يجعل الموقف تحت السيطرة ويضمن أمن بعثتنا الدبلوماسية وممتلكاتنا".
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان إن بريطانيا استدعت القائم بالأعمال الإيراني في لندن بسبب اقتحام سفارتها في طهران. وتابع هيغ:"نحمل الحكومة الإيرانية المسئولة عن فشلها في اتخاذ تدابير كافية لحماية سفارتنا". وأوضح أن نظيره الإيراني اعتذر، لكنه أضاف :"يظل هذا فشلا خطيرا للغاية من جانب الحكومة الإيرانية". وأضاف هيغ أن جميع موظفي السفارة البريطانية وعائلاتهم في طهران بخير ، وفقا لأحدث المعلومات.
وطلبت لندن من جميع رعاياها في إيران "ملازمة منازلهم" و"الابتعاد عن مسرح الإحداث" بعد الهجوم على السفارة البريطانية من قبل متظاهرين في طهران. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن كبار المسؤولين البريطانيين "تحدثوا مع القائم بالإعمال الإيراني في لندن ليطلبوا بإلحاح من السلطات الإيرانية الإسراع بالتحرك لاستعادة السيطرة على الوضع، كما يتعين عليهم القيام بذلك بموجب الاتفاقات الدولية". وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن السفارة البريطانية "تعرضت للهجوم والاقتحام والحرق".
وجاء موقف الاتحاد الأوروبي على لسان مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم كاثرين اشتون مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، التي قالت إن هجوم المحتجين على مجمعين دبلوماسيين بريطانيين "غير مقبول بالمرة".وأضافت "ندين بشدة هذا الهجوم غير المقبول بالمرة وندعو حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية بحماية الدبلوماسيين والسفارات."
أما روسيا فقد أدانت وزارة خارجيتها الهجوم على السفارة البريطانية في إيران ووصفته بأنه "غير مقبول". وأكدت الخارجية الروسية في بيان أن:"الأعمال التي ارتكبها جمع من المحتجين الذين انتهكوا معايير القانون الدولي المطبقة عالميا، غير مقبولة وتستحق الإدانة". وأضاف البيان أن:"موسكو أخذت علما بالمعلومات المتعلقة بأحداث 29 تشرين الثاني/نوفمبر والاقتحام غير الشرعي لأراضي السفارة البريطانية في طهران من قبل متظاهرين". وتحدثت الوزارة الروسية عن "دعمها الدبلوماسيين البريطانيين" وقالت إنها:"تأمل أن تتخذ السلطات الإيرانية كل التدابير الضرورية لإعادة الأمور إلى نصابها على الفور".
(ع.خ/د.ب.أ،ا.ف.ب)
مراجعة: منصف السليمي