مجلس الأمن يرجئ مجددا التصويت على مشروع قرار بشأن غزة
١٩ ديسمبر ٢٠٢٣بعد إرجاءات سابقة متكررة، أرجئ مجددا تصويت مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة إلى الأربعاء (20 ديسمبر/ كانون الأول 2023)، وذلك للسماح بمواصلة المفاوضات حول مشروع القرار المقترح، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. ودعت المسودة الأخيرة التي أعدتها الإمارات العربية المتحدة واطلعت عليها فرانس برس، إلى "تعليق" الأعمال القتالية في قطاع غزة لإفساح المجال لإدخال المساعدة الإنسانية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء قصفه وعملياتها البرية في غزة، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر، وذلك بانتظار التبني المحتمل لقرار في مجلس الأمن الدولي.
وأرجئ التصويت الذي كان مقررا الاثنين رسميًا إلى الثلاثاء وقد تقرر تأجيله إلى المساء للسماح بمواصلة المفاوضات وتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد عشرة أيام من فيتو أميركي، ليتم إرجاؤه من جديد إلى الأربعاء.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر، ورغم الضغوط الكبيرة غير المسبوقة التي مارسها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حالت الولايات المتحدة دون اعتماد قرار يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة حيث يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المدمر ردا على هجوم حماس الإرهابي في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
معارضة فكرة وقف إطلاق النار
والأسبوع الماضي، اعتمدت الجمعية العامة القرار نفسه بغالبية 153 صوتًا في مقابل معارضة 10 أصوات وامتناع 23 عن التصويت، من أصل 193 دولة أعضاء. لكن قراراتها غير ملزمة. وبعد هذا التأييد الساحق، قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار جديدا إلى مجلس الأمن، لكن نتائجه غير مؤكدة نظرا إلى المفاوضات الصعبة التي ما زالت مستمرة.
وفيما دعت النسخة الأولى منه إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون عوائق"، فإن المسوّدة الجديدة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس الثلاثاء تدعو إلى "تعليق عاجل للأعمال القتالية للسماح بوصول إنساني آمن ومن دون عوائق، وإلى تدابير عاجلة من أجل وقف دائم للأعمال القتالية".
وبينما تعارض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة فكرة "وقف إطلاق النار"، فإن تعريف توقف محتمل للحرب، مثل "توقف" أو "هدنة" أو "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"... هو في صلب انقسامات المجلس منذ أكثر من شهرين.
وقالت سفيرة الإمارات لانا زكي نسيبة الثلاثاء إن "المفاوضات معقدة ولكننا نأمل أن نرى المجلس يتحدث بصوت واحد اليوم". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "نحن نؤيد قرارا يدعم بشكل كامل الاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية للسكان في غزة ولكن (...) التفاصيل هي الأهم".
"رفض أي نزوح للفلسطينيين"
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم الثلاثاء إن مصر والولايات المتحدة توافقتا علي استمرار رفض أي نزوح للفلسطينيين خارج أراضيهم وأهمية العمل بكافة الوسائل للحيلولة دون وقوع ذلك. وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصري سامح شكري من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
وغادر اليوم الثلاثاء نحو 100 أجنبي وفلسطيني من حاملى جوازات السفر المزدوجة قطاع غزة المغلق إلى مصر، من بينهم نحو 20 ألمانيا، وفقا لقائمة صادرة عن سلطة الحدود الفلسطينية عند معبر رفح الحدودي. وأكد الهلال الأحمر المصري لوكالة الأنباء الألمانية أن نحو 22 ألمانيا غادروا قطاع غزة. ومن غير الواضح عدد الأجانب والفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر ثانية، والذين ما زالوا في غزة حاليا.
ع.أ.ج/ ع ش (د ب أ، أ ف ب)