إسرائيل: لا وجود لمقر دبلوماسي سعودي لدى الفلسطينيين بالقدس
١٧ أغسطس ٢٠٢٣استبعدت إسرائيل وجود مقر دبلوماسي للسفير السعودي الجديد لدى الفلسطينيين في القدس. وكان السفير السعودي في الأردن نايف السديري قد سلم السبت (12 أغسطس/ آب 2023) نسخة من أوراق اعتماده سفيرا مفوضا وفوق العادة للرياض "لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة في القدس" حسبما ذكرت وكالة الأبناء الفلسطينية (وفا).
وذكر منشور للسفارة السعودية في عمان على منصات التواصل الاجتماعي إن السديري سيكون أيضا "قنصلا عاما في القدس".
وتتوافق الخطوة فيما يبدو مع هدف الفلسطينيين طويل الأمد في إقامة دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 عاصمتها القدس الشرقية. وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها، وهو وضع اعترفت به الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017.
ويُذكر أن إسرائيل قد أعلنت القدس بجزأيها الشرقي والغربي عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل. ويُنظر إلى "قانون القدس" على أنه ضم فعلي للجزء الشرقي من المدينة ذات الأغلبية العربية. وقد أبطل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 478 ذلك، حيث اعتبر هذا القرار لاغيا، كما أن معظم الدول لا تعترف بهذه الخطوة.
ويتعين توضيح وضع مدينة القدس في مفاوضات السلام، إذ يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة ذات السيادة. وتمنع السلطات الإسرائيلية النشاط الدبلوماسي الفلسطيني في المدينة.
وتقول السعودية إنها تحجم عن إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل على خلفية الصراع الفلسطيني، لكن واشنطن تسعى لرعاية ما يمكن أن يكون اتفاقا تاريخيا في الشرق الأوسط يتضمن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وعيّنت السعودية السبت سفيرا لها غير مقيم في الأراضي الفلسطينية، سيتولى أيضا منصب القنصل العام في مدينة القدس، في منصب جديد يتم إعلانه في خضم حديث متزايد عن جهود لتحقيق التطبيع بين إسرائيل والمملكة.
تقليديا، تتولى سفارة السعودية في عمّان ملف الأراضي الفلسطينية. وقال السديري في تصريحات نقلتها قناة الإخبارية السعودية إن هذه "خطوة مهمة"، مشددا على رغبة الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان في "تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين... وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كافة المجالات"، حسب تعبيره.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضم إلى "اتفاقيات أبراهام" المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة والتي أرست بمقتضاها الدولة العبرية علاقات رسمية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
لكن خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، ما مهد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي. وقد أقلّت الطائرة الرئاسية بايدن إلى جدة من مطار بن غوريون الإسرائيلي لإجراء محادثات مع القادة السعوديين. ونفت المملكة حينها أن تكون الخطوة مقدمة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقالت الرياض مرارا إنها ستتمسك بموقف جامعة الدول العربية القائم منذ عقود والمتمثل في عدم إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين. لكن في الأشهر الأخيرة، أجرت الرياض وواشنطن محادثات حول الشروط السعودية لإحراز تقدم نحو التطبيع، من بينها ضمانات أمنية ومساعدتها في إنشاء برنامج نووي مدني بقدرة تخصيب لليورانيوم، وفق مسؤولين مطلعين على فحوى الاجتماعات.
وقال المحلل السعودي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض هشام الغنام إن الرياض تحتاج إلى أن تعرف ما إذا كان الإسرائيليون "يعملون فعليًا على إحراز تقدم ملموس في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي".
من جهته، قال المحلل السعودي والخبير في العلاقات السعودية الإسرائيلية عزيز الغشيان إن خطوة تعيين السفير "تعطي فكرة عما يمكن أن تكون عليه العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل: سفير سعودي في فلسطين يتولى ملف إسرائيل". وأضاف الغشيان "الرسالة الفورية هي التعامل بجدية مع المطالب السعودية بشأن تنازلات إسرائيلية".
واعتبر الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى غيث العمري أن تعيين السديري يبعث أيضا "رسالة دعم عامة للسلطة الفلسطينية". وتابع "نظرا إلى الوضع المالي السيء للسلطة الفلسطينية، يمكن أن تحدث مساعدة سعودية فرقا كبيرا"، فضلا عن تقديم "الدعم الدبلوماسي الذي تحتاجه السلطة الفلسطينية بشدة".
ح.ز/ ع.غ/ أ.ح (رويترز، أ.ف.ب)