إضراب عام بمدينة تونسية احتجاجًا على كارثة غرق قارب مهاجرين
١٨ أكتوبر ٢٠٢٢بدأت مدينة جرجيس بجنوب تونس اليوم الثلاثاء (18 تشرين الأول/أكتوبر 2022) إضرابًا عامًا لمدة يوم دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل في المدينة، احتجاجًا على كارثة غرق قارب منكوب، ولمطالبة السلطات بالبحث عن المهاجرين المفقودين نتيجة الكارثة، وللتنديد أيضًا بدفن بعض المهاجرين في مقابر مخصصة لـ"مجهولي الهوية".
وتجمع الآلاف من أهالي جرجيس الواقعة على السواحل الشرقية جنوبًا، قبالة مقر معتمدية (إدارة) المدينة قبل القيام بمسيرة وسط المدينة. ويسود الغضب المدينة بسبب ما يرونه تقاعسًا من السلطات المحلية في البحث عن جثث 18 مفقودًا من أبنائها.
وفُقد قارب، كان يقل 18 مهاجرًا كانوا في طريقهم في رحلة غير نظامية إلى السواحل الإيطالية، بعد ثلاثة أيام من إبحاره يوم 21 أيلول/سبتمبر الماضي. وعُثر على أولى الجثث في البحر من قبل صيادين بعد نحو ثلاثة أسابيع. وكان الناطق الرسمي باسم خفر السواحل حسام الدين الجبابلي قال لفرانس برس قبل بضعة أيام أنه: "تم انتشال 11 جثة متحللة منذ الخميس إلى الجمعة (الماضية)".
وتتهم عائلات الضحايا السلطات المحلية بتعمد "تضليلهم" بدفن الغرقى من أبنائهم، بعد أن تشوهت بعض الجثث، في مقبرة مخصصة لمجهولي الهوية في المنطقة، دون علمهم ودون إجراء اختبارات الحمض النووي، كما يقولون، وشهدت المدينة احتجاجات متكررة. وقالت السلطات إنها بدأت بإجراء اختبارات الحمض النووي على جثث جرى دفنها بالفعل للتأكد من هويتها ومن ثم تسليمها للأهالي لإعادة الدفن. وجرى التعرف على خمس جثث، فيما لا تزال عائلات الضحايا تنتظر نتائج اختبارات على ست جثث أخرى، ويعد الباقون في عداد المفقودين.
وتعد جرجيس من بين عدة مدن ساحلية أخرى في تونس، منصات لانطلاق قوارب الهجرة غير النظامية إلى السواحل الإيطالية القريبة. ومع تحسّن الأحوال الجوية في تونس تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية انطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا وتنتهي أحيانًا بحوادث غرق. وتجد السلطات التونسية صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين أو إنقاذهم بسبب نقص المعدات.
وانتشرت في الأشهر الأخيرة ظاهرة الهجرة بشكل غير قانوني من تونس إلى تركيا ثم صربيا ومنها إلى دول أوروبية، وأكد الجبالي في هذا السياق تفكيك أربع شبكات تنشط في هذا المجال. وأعلنت وزارة الدفاع التونسية الأسبوع الماضي أنها أنقذت نحو مئتي مهاجر غالبيتهم من التونسيين خلال تسع عمليات تدخل على سواحل البلاد.
وتشهد تونس أزمة سياسية واقتصادية حادة إذ يزداد الفقر في أوساط سكانها البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة. وتكشف أحدث الأرقام الرسمية اعتراض أكثر من 22500 مهاجر قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الحالي، بينهم نحو 11 ألفًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء. ومطلع أيلول/سبتمبر الفائت، لقي 12 تونسيًا حتفهم إثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.
م.ع.ح/ع.ش (د ب أ ، أ ف ب)